ما إن قطعتْ وسائل الإعلام العربية والدولية برامجها لنقل خبر قيام الجيش الإسرائيلي باغتيال أحمد الجعبري زعيم كتائب القسام، الذراع المسلحة لحركة حماس، حتى تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب حقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولجأ آلاف الفلسطينيين لموقع "تويتر" لإدانة عملية الاغتيال واتهام إسرائيل بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، ومتابعة الغارات الإسرائيلية التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي طوال الليل على قطاع غزة.
ولجأ الكثير من الفلسطينيين للسخرية خلال كتابتهم لتغريداتهم على موقع "تويتر"، فقد كتبت شابة فلسطينية تدعى عُلا وهي من سكان غزة "صاروخين جامدين هزوا العمارة.. لكن الظريف إني سمعت جيراننا بيصقفوا مع الخبطة".
ولجأ عشرات الآلاف من المصريين إلى موقع "تويتر" للتعبير عن عدم رضاهم على موقف القاهرة مما يجري في قطاع غزة.
فقد كتبت ليلى زهرة لمتابعيها الذين يفوق عددهم 14 ألفا، أن تصريح الرئيس محمد مرسي بشأن الغارات الإسرائيلية على غزة كان مثيرا للاستغراب، وقالت بلهجة مصرية "مرسي بيقول العدوان الإسرائيلي على غزة غير مقبول. لا والنبي؟ صحيح؟ ده إنت كدة جرحت مشاعر إسرائيل".
وركز مغردون إسرائيليون في البداية على متابعة تغطية وسائل الإعلام المحلية والدولية لما يجري في غزة، قبل أن تبدأ حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة إطلاق صواريخ على إسرائيل، حيث تحولت تغريدات الإسرائيليين بعد ذلك إلى رسائل استغاثة وطلبات دعم معنوي ودعاء من باقي المغردين.
فقد كتبت ليزا ماكلين، وهي مواطنة أميركية من أصول إسرائيلية، إن العاصمة تل أبيب تعرضت لقصف متواصل من الفصائل الفلسطينية، وطالبت متابعينها الذين يبلغ عددهم 2451 شخصا بالصلاة من أجل مواطني إسرائيل والدعاء لهم بالنجاة من "الصواريخ التي تسقط على رؤوس المدنيين".
كما طالبت ليزا الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتدخل لحمل حماس على وقف هجماتها على إسرائيل، واستنكرت استمرار واشنطن في تقديم الدعم المالي لمصر، وقالت "على الرئيس أوباما أن يتوقف عن منح أموال دافعي الضرائب الأميركيين للإخوان المسلمين في مصر ورئيسهم محمد مرسي".
ونشر مواطن إسرائيلي يسمي نفسه "إسرائيل إن نيويورك" صورة لمواطنين إسرائيليين في العاصمة تل أبيب وقد أوقفوا سياراتهم على قارعة الطريق واختبؤا خلفها للإحتماء من الصواريخ التي تطلقها حركة حماس منذ يومين. واكتفى بكتابة التعليق التالي "تل أبيب الليلة.. الصورة تقول كل شيء".
وحاول نشطاء أميركيون وأوروبيون وحتى عرب التدخل على خط المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي، وناشدوا الطرفين ضبط النفس والتوقف عن كيل الاتهامات لبعضهما ومنح "خطاب السلام" فرصة ل"تقريب النفوس" عوض "تحريضها". مواد متعلقة: 1. «الإخوان» و«السلفيون» يتضامنون مع «غزة» 2. عبور وفد إتحاد الأطباء العرب إلى غزة 3. السبت.. وفد من المهندسين المصريين يزور غزة