في بادرة قد تحمل الكثير من علامات الاستفهام ، وافقت السلطات الليبية على عودة أرملة القذافي إلى البلاد للمرة الأولى منذ سقوط نظام القذافي ، حيث هناك تساؤلات حول أسباب تلك الموافقة ولماذا لم يتم ذلك العرض من قبل ؟ ، حيث كان المجلس الانتقالي الليبي قد طالب الجزائر من قبل بتسليم عائلة القذافي الموجودة هناك منذ أغسطس 2011. وأعلن علي زيدان رئيس الوزراء الليبي المنتخب، أنه لا يجد أي غضاضة في عودة السيدة صفية فركاش، أرملة العقيد الراحل معمر القذافي، إلى مسقط رأسها في مدينة البيضاء الليبية. ويعتبر زيدان أول مسئول ليبي يعلق بصورة رسمية على احتمال عودة أرملة القذافي إلى البلاد مجددا.
ليست مطاردة
وأكد رئيس الوزراء أنها ستعامل كأي مواطن ليبي عادي ، قال زيدان "ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وإذا كانت السيدة صفية فركاش، وهي من مواطني البيضاء، تريد العودة إليها، فهي ليست مطاردة من القضاء، وليس عليها شيء، وينبغي أن تعود".
وأضاف زيدان "نحن نطلب من جميع الليبيين في الخارج أن يعودوا، من هو مطلوب من القضاء سيتم التحفظ عليه ويعامل معاملة حسنة كما عومل البغدادي (المحمودي آخر رئيس حكومة للقذافي) وعبد الله السنوسي (صهر القذافي والرئيس السابق لجهاز المخابرات الليبية)، ومن رجعوا هم في السجن في ظروف اعتقال تتفق والمعايير الدولية للسجون إلى أن تتم محاكمتهم بالعدل والإنصاف، والذي ليس عليه تحفظ رجع إلى بيته وسيعامل كمواطن عادي إذا لم يكن عليه أي تحفظ قضائي".
ومضى قائلا :"أنا لا أريد أن أتكلم عن أشخاص بالأسماء، أنا في موقع كل الليبيين بالنسبة لي مواطنون ينبغي أن أحترمهم وأحترم إنسانيتهم ولا أنالهم بأي كلمة تؤذيهم أو تسيء إليهم".
وترددت أنباء في العاصمة الجزائرية عن مغادرة أبناء العقيد معمر القذافي البلاد، نحو وجهة غير محددة، تقول بعض المصادر أنها فنزويلا، وأن جميع أبناء القذافي، عائشة ومحمد وهنيبعل، قد غادروا الجزائر، ولم يبق إلا أرملة القذافي.
واستندت معظم هذه الأنباء، لما سبق أوردته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، استنادا إلى مسئول ليبي كبير، رفض الإفصاح عن اسمه، والذي أكد فيه أن السلطات الجزائرية أبلغت نظيرتها الليبية، حول هذه الخطوة، بترحيل أبناء القذافي الثلاثة إلى بلد ثالث، بينما تجري التحضيرات ربما لعودة صفية زوجة القذافي إلى مسقط رأسها بمدينة البيضاء الليبية، حيث أنها غير معنية بجرائم النظام السابق، ولا توجد أمام عودتها أية عوائق. ولم يؤكد رئيس الوزراء الليبي المنتخب تلك الأنباء التي تحدثت عن مغادرة العائلة للجزائر. ويعتبر مكان تواجد عائلة القذافي في الجزائر من الأسرار المحفوظة بعناية.
وحاولت أطراف جزائرية عديدة الاتصال بالجهات الليبية الرسمية لتأكيد أو نفي الخبر، غير أن الناطق الرسمي باسم الخارجية الليبية سعد الشمالي نفى علم الوزارة بالأمر من مصادر رسمية جزائرية، وأنها لم تعلم بخبر مغادرة أبناء القذافي الجزائر إلا من خلال وسائل الإعلام، ولا يعلمون إن كان هذا الخبر صحيحا أم لا. وأضاف الشلماني، أن الخارجية الليبية لا تعلم شيئا عن عائلة القذافي المقيمة في الجزائر، ولا عن خبر مغادرتها التراب الجزائري، وهي تنتظر تأكيد أو نفي الخبر من قبل الخارجية الجزائرية، وهو ما أكده القائم بالأعمال في السفارة الليبية في الجزائر سالم بن عثمان أيضا.
تسليم العائلة
وكان المجلس الوطني الانتقالي، الذي سلم السلطة في ليبيا إلى المؤتمر الوطني العام "البرلمان" قد طالب الجزائر مرارا بتسليم عائلة القذافي أو منعها، خاصة ابنته عائشة، من الإدلاء بتصريحات إعلامية مثيرة للجدل، تفاديا لإثارة غضب الرأي العام المحلي.
وامتنعت الجزائر عن تسليم عائلة القذافي، فيما تعهد وزير خارجيتها مراد مدلسي خلال زيارة قام بها إلى طرابلس في مارس الماضي، بعدم سماح بلاده لأفراد عائلة القذافي اللاجئين لديها بالتدخل في شئون ليبيا.
وأكدت الجزائر رفضها تسليم أفراد العائلة رغم تهديدات رئيس المجلس الانتقالي الليبي بقطع العلاقات مع الدول التي تأوي مطلوبين وهاربين ليبيين.
وذكرت الجزائر حينها ان سبب رفض الجزائر تسليم عائلة القذافى التي تضم زوجته صفية وابنته عائشة ونجليه هنيبال ومحمد يعود لعدم وجود مذكرة اعتقال في حق العائلة المتواجدة فوق الأراضي الجزائرية صادرة عن محكمة الجنايات الدولية أو من طرف الشرطة الدولية الأنتربول.
وكانت عائشة القذافي قد دعت فى أواخر نوفمبر الماضي في تصريح لقناة "الرأي" السورية بمناسبة أربعينية وفاة والدها معمر القذافي الذي قتل يوم 20 اكتوبر بالقرب من مدينة سرت، الشعب الليبي إلى الثورة ضد المجلس الوطني الانتقالي.
كما طالبت عائشة فى رسالتها الشعب الليبي بالثأر لمقتل والدها الذي وصفته بالشهيد الذي قالت انه ركع الاستعمار وجعله يقبل يد ابن عمر المختار.
خميس يعود للحياة
رغم الاعلان عن خبر وفاة خميس القذافي نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي من قبل أكثر من مرة ، إلا ان تلك المرات كانت على ما يبدو مجرد شائعات، بعد ان أكدت مصادر عسكرية أمنية ومدنية ليبية 20 أكتوبر الماضي أن خميس والذي تم اعتقاله في مدينة بني وليد شمال غربي ليبيا ومعقل الموالين للقذافي ، توفي متأثرا بجراحه .
ومن الشائعات التي طالت خميس القذافى، توجهه إلى النيجر عقب إحكام الثوار الليبيين قبضتهم على طرابلس . ويأتي اعتقال خميس ومقتله فى الذكرى الأولى لإلقاء ثوار ليبيا القبض على والده معمر القذافي في 20 أكتوبر 2011 ، ولا أحد يعرف هل جاء ذلك عن طريق الصدفة أم جاء بشكل متعمد ؟
في الوقت نفسه تساءلت بعض المصادر الاخبارية كيف عاد خميس القذّافي إلى الحياة بعد أن قُتِل قبل سنة ليُقتَل مجدّداً في "بني وليد" على أيدي مسلّحين من "مصراتة" وذلك في ذكرى رحيل والده .
محام إسرائيلي للعائلة
وكانت مصادر إسرائيلية أكدت ديسمبر الماضي أن المحامي الإسرائيلي نيك - كاوفمان، الذي أنهى قبل سنة ونصف عمله في الادعاء العام، يتولى الدفاع عن عائشة وساعدي القذافي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وأنه ينشط في عدة محافل دولية لصالح العائلة.
ويقول كاوفمان لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه تعرف على ساعدي القذافي في شهر أكتوبر 2011، عن طريق وسيط كندي، ويوضح أنه حال التعرف إليه استفسر منه إن كان يزعجه كونه إسرائيليا إلا أن الساعدي رد بالنفي.
وأكد المحامي الإسرائيلي أن الساعدي حصل مؤخرا على لجوء سياسي في النيجر مع فرض قيود على نشاطه وتنقله.
ويوضح المحامي الإسرائيلي أنه توجه بالنيابة عن عائشة القذافي المتواجدة حاليا في الجزائر، للمحكمة الدولية بطلب فتح تحقيق بمقتل الرئيس الليبي معمر القذافي وابنه معتصم.
وكانت أرملة القذافي قد طالبت عقب مقتل زوجها ، منظمة الأممالمتحدة بفتح تحقيق حول ملابسات مقتله في مسقط رأسه مدينة سرت الساحلية. كما طالبت حينها بتسليمها جثماني زوجها وابنها المعتصم لدفنهما، ولكن لم يتم تلبية طلبها .
وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد دعا إلى إجراء تحقيق في مقتل القذافي على أيدي الثوار .
وما زال الساعدي نجل القذافي مقيما في النيجر، بينما لقي ثلاثة من أشقائه مصرعهم وهم خميس والمعتصم وسيف العرب خلال حرب العام الماضي ضد الثوار المدعومين من قبل حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بينما يقبع شقيقه السادس سيف الإسلام في السجن بمدينة الزنتان في ليبيا في انتظار نقله وتسليمه للمحاكمة في طرابلس وسط اعتراض من المحكمة الجنائية الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن معمر القذافي أنجب من زوجتين اثنتين ثمانية أبناء كان لهم تأثيرات متباينة على الساحات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. وهم : سيف الإسلام البالغ من العمر "38 عاما" والذي نال شهادة الدكتوراة في الفلسفة، وهو في الأصل مهندس مدني، ويعتبر سيف ، الابن الأكثر تدخلا في الحياة السياسية العامة من بين أبناء القذافي وكان سيف الإسلام يرأس مؤسسة القذافي للتنمية، وهو من دعاة الانفتاح الاقتصادي .. وكان قد أعلن في عام 2008 عن عدم رغبته في تولي الحكم خلفا لوالده ،ويذكر أنه أيضا كان قد خرج على التلفزيون متوعدا الثوار الليبيين بالحرب الأهلية .
أما المعتصم بالله القذافي فكان عقيد في الجيش الليبي وكان قد ترك ليبيا لفترة من الزمن بعد تورطه بمحاولة انقلاب فاشلة ضد والده .. ثم عاد إلى البلاد - بعد أن عفا عنه القذافي - وترأس منذ 2007 مجلس الأمن الوطني ووحدة من القوات الخاصة . مواد متعلقة: 1. مدلسي: عائلة القذافي بالجزائر لا تشكل خطرا على الشعب الليبي 2. مصادرة أصول مملوكة لعائلة القذافي فى ايطاليا 3. أحمد اويحيى: عائلة القذافي ستبقى في الجزائر المدة التي تريدها