الأناضول: هنَّأ رئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بفوزه بولاية ثانية، ولكنه طالبه في الوقت ذاته بأن يتحرر من الحرس القديم بأمريكا حتى تلعب بلاده الدور المطلوب والعادل في سياساتها الخارجية. وقال المهدي في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الأربعاء بالعاصمة الخرطوم إن "أوباما جاء بأفكار وجدت تأييدًا شعبيًا لكنه فشل في تنفيذ بعضها لأنه كان مكبلاً بقيود الحرس القديم"، مبديًا أمله في "أن يتحرر أوباما في ولايته الجديدة من تلك القيود لتلعب أمريكا الدور المطلوب والعادل في سياساتها الخارجية".
وأضاف أن أوباما "يمثل المستقبل والتنوع الذي تذخر به الولاياتالمتحدة بما يتطابق مع التنوع في السودان".
وعن تجديد أوباما الخميس الماضي للعقوبات الأمريكية المفروضة على السودان قبل أيام من بدء الاقتراع أوضح المهدي، أن "الحكومة السودانية هي التي صنعت لوبيات معادية لها في الولاياتالمتحدة مثل اللوبي المدافع عن حقوق الإنسان واللوبي المناهض للإرهاب واللوبي الداعي لحرية الأديان واللوبي اليهودي ولوبي السود واللوبي المسيحي بدعاوي اضطهاد الخرطوم للمسيحيين بالسودان الذين ينتمي أغلبهم لإثنيات زنجية تتركز في جنوب السودان الذي انفصل العام الماضي".
وأضاف المهدي أن "أوباما لم يكن باستطاعته أن يتخذ خطوة لا تتمتع بالسند الشعبي لأنها ستكلفه خسارة أصوات مؤثرة".
ووصف رئيس حزب الأمة مساعي حكومة بلاده لتطبيع العلاقات مع واشنطن بأنها "سعي وراء السراب" ورهن حدوث ذلك "بتوصل الحكومة لسلام شامل مع الحركات المتمردة بإقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والقبول بتفكيك النظام الشمولي وإحداث التحول الديمقراطي الكامل وإقرار الحريات العامة".
وتابع أن ذلك من شأنه "رفع العقوبات وشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعفاء الديون الخارجية التي تقارب 40 مليار دولار بجانب التمويل من الأموال المخصصة لتنمية إفريقيا وتعويضها عن تلوث البيئة وفقًا للاتفاقيات المبرمة".
وأضاف المهدي أن على أوباما أن يلعب دورًا أكثر فاعلية وعدلاً في قضايا الشرق الأوسط وبالأخص النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأدرجت واشنطن السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ العام 1993 وفرضت عليه عقوبات اقتصادية منذ العام 1998 الذي شهد فيه توتر العلاقة بين البلدين بلغ ذروته بقصف سلاح الجو الأمريكي لمصنع للأدوية بالخرطوم مملوك لرجل أعمال سوداني بحجة أنه مصنع للأسلحة الكيميائية وبعدها تم خفض التمثيل الدبلوماسي في كل من السفارتين إلى درجة قائم بالأعمال.
ورعت واشنطن اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي وقع في العام 2005 ومهد لانفصال الجنوب في يوليو 2011 عبر استفتاء شعبي صوت فيه 98% من الجنوبيين للانفصال.
ووعدت واشنطنالخرطوم بشطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات وتطبيع العلاقات بين البلدين في حال التزام السودان بإجراء الاستفتاء وعدم عرقلة انفصال الجنوب وهو ما لم يحدث على الرغم من أن السودان كان أول دولة تعترف بدولة الجنوب وشارك الرئيس عمر البشير في حفل إعلانها بعاصمتها جوبا. مواد متعلقة: 1. الصادق المهدي: استقطاب حاد في قضية مياه النيل وأي حاكم لا يراعى حقوق الإنسان فلا مستقبل له 2. الصادق المهدي يلتقي سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالقاهرة 3. الصادق المهدي يدعو لقوة الإرادة والحكمة في معالجة مشاكل السودان