أكد لبنان وفرنسا أهمية عدم إغفال واجب السعي لإيجاد حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع في الشرق الأوسط على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام. ولفت الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في البيان المشترك الذي صدر اليوم الأحد، من مكتب إعلام الرئاسة اللبنانية في ختام زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند السريعة إلى بيروت، إلى ما تشير إليه المبادرة العربية في أحد بنودها بضرورة ضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي لا تسمح أوضاعها الخاصة بمثل هذا التوطين على أراضيها وعلى رأس هذه الدول لبنان.
وفي الشأن السوري، أكد الرئيس اللبناني حرص بلاده على تجنب التداعيات السلبية للأزمة القائمة في سوريا مع الإعراب عن الأمل في أن يتمكن السوريون من تحقيق ما يريدون لأنفسهم من إصلاح وديموقراطية حقة بعيدا عن أي شكل من أشكال العنف الذي بلغ درجات مفجعة وعن أي تدخل عسكري أجنبي.
وأشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن الجانبان اللبناني والفرنسي أكدا حرصهما على توفير الدعم اللازم وخصوصا في مجلس الأمن الدولي لمهمة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الابراهيمي تمكينا له من المساهمة بصورة فعلية في إيجاد حل سلمي عادل وسريع ومتوافق عليه للأزمة السورية.
كما اتفق الجانبان على ضرورة تقديم المزيد من المساعدات المادية من المجتمع الدولي للعدد المتزايد من النازحين السوريين لتلبية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية وذلك في انتظار التوصل إلى الحل السياسي الذي يسمح بعودتهم إلى بلادهم بكرامة وأمان.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين اللبناني العماد ميشال سليمان والفرنسي فرانسوا هولاند أجريا جولة محادثات معمقة ومفيدة خلال زيارة العمل السريعة من منطلق الصداقة والتضامن والحرص على سيادة لبنان واستقراره وسلامة أراضيه في هذه الظروف المفصلية والدقيقة التي يمر بها الشرق الأوسط والمحيط العربي.
وحول المحادثات اللبنانية الفرنسية ذكر البيان أنها تناولت بشكل خاص التطورات الأخيرة للأوضاع على الساحة الداخلية وأجواء عملية التشاور القائمة لإيجاد حل للخروج من حالة التأزم والقلق التي نشأت إثر التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة رئيس شعبة المعلومات السابق في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن.
وأوضح البيان أنه بموازاة السعي لكشف المسئولين عن هذه الجريمة وتقديمهم إلى العدالة وتعزيز السبل الكفيلة بصون الأمن والمحافظة على الاستقرار في كافة الظروف تم التأكيد على أهمية استمرار عمل مؤسسات الدولة اللبنانية والعودة إلى لغة الحوار ونهج الاعتدال وكذلك الالتزام الدقيق من جميع الأطراف الداخليين والخارجيين ببنود وروح "إعلان بعبدا" الذي أقرته هيئة الحوار الوطني والذي لقى دعما علنيا من مجلس الأمن الدولي ومجلس الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لتمكين لبنان من تماسك وحدته الوطنية وتحييد نفسه عن التداعيات السلبية الممكنة للأزمات الإقليمية القائمة وتوفير الشروط المناسبة لنموه الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار البيان إلى أن الجانبين اتفقا على أهمية الالتزام المستمر بقواعد الممارسة الديمقراطية التي يتميز بها لبنان واحترام الاستحقاقات الدستورية ولاسيما منها الانتخابات النيابية المقبلة التي تسمح بالتداول الدوري والسلمي للسلطة في لبنان.
وأضاف البيان أن الرئيس سليمان شكر الرئيس هولاند التزام فرنسا الدائم والثابت في قوات اليونيفيل سعيا لتنفيذ القرار 1701.
وأعرب الرئيس اللبناني عن تقديره للتضحيات المادية والبشرية الكبيرة التي قدمتها فرنسا في هذا السبيل ، مبديا عزم الدولة اللبنانية على التعاون مع القوات الدولية لتنفيذ كامل المهمة الموكلة إليها بعيدا عن أي مخاطر أو تهديد.
من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن استعداد بلاده لمواصلة دعمها للقوى الأمنية اللبنانية وللجيش اللبناني بالتحديد وتزويدها بالأسلحة والمعدات المناسبة لمساعدتها في الاضطلاع بالدور الوطني والدفاعي الملقى على عاتقها وفي مجال حماية الديمقراطية والسلم الأهلي ومحاربة الإرهاب.
وأكد الجانبان اللبناني والفرنسي - في ختام البيان - أهمية البعد الثقافي للعلاقات اللبنانية الفرنسية وضرورة تعزيز التعاون في هذا المجال على الصعيد الثنائي ومن خلال المنظمة العالمية للفرنكوفونية.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد غادر بيروت ظهر اليوم، متوجها إلى العاصمة السعودية الرياض. مواد متعلقة: 1. «لبنان» تدرس إمكانية رفع دعاوي قضائية ضد «مسلسل أمريكي» 2. ميقاتي للمعارضة اللبنانية: مستمرون في عملنا ولن نتوقف 3. هولاند وسليمان يبحثان الأوضاع اللبنانية