غزة: دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية اليوم الثلاثاء إلى انتفاضة في الضفة الغربية رداً على قرار إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح "قبر راحيل" إلى قائمة الآثار اليهودية. ونقلت صحيفة " القدس العربي" اللندنية عن هنية قوله خلال اعتصام نظمه المجلس التشريعي في غزة احتجاجا على القرار الإسرائيلي: "إن كلمات الاستنكار والشجب لا تكفي في مواجهة هذه القرارات الإسرائيلية الجائرة التي تهدف لضرب مقومات الصمود الفكري والشرعي لشعبنا"، مشدداً على أن القرار يحتاج لرد عملي في الضفة الغربية بأن ينتفض الشعب في وجه الاحتلال وأن يكسر كل قيد في مواجهة الاحتلال. ودعا إلى قرارات فلسطينية وعربية وأوروبية شعبية ورسمية ردًا على قرار الحكومة الإسرائيلية، معتبراً أن ما يجري في الخليل وبيت لحم هو امتداد لسياسة إسرائيلية قديمة متجددة، وتنفيذ لمخطط صهيوني ماكر يهدف لطمس الهوية وتغيير معالم تراثنا الإسلامي وسرقة التاريخ. وأضاف: "لقد فعلوا مثل ذلك وما زالوا في القدسالمحتلة، غيروا أسماء الشوارع والمناطق في فلسطينالمحتلة عام 1948، وأزالوا المقابر الإسلامية، وحولوا المساجد إلى خمارات، وأرادوا أن يسلبوا شعبنا حقه وتاريخه وتراثه". واعتبر أن ذلك يأتي في سياق خطة متواصلة، مبينا أن المشكلة ليست في الخطة بقدر ما أن الكثير من أبناء الشعب والأمة يغفلون عن متابعة هذا المخطط الذي يلتهم الأرض ويقضي على المقدسات ويريد أن يسحق هذا الوجود الإسلامي على أرض فلسطين. وعد القرار الإسرائيلي استخفافاً بالمفاوض الفلسطيني وكل من أراد البقاء في مربع التسوية السلمية، مضيفاً فهو مخطط ممتد من القدس إلى الخليل إلى غزة ويافا واللد والرملة، يتزامن مع المفاوضات العبثية. وقال هنية: "إن الاحتلال باطل وما يقوم به باطل ولا يلزم الشعب، لن نعترف بالمحتل وبقراراته ولا بضمه لمقدساتنا، القدس لنا والأرض لنا والله بقوته معنا، لن نعترف بهذه القرارات، إنها باطلة، لا يترتب عليها شيء". وشدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة على أن القرار يحتاج إلى رد فلسطيني واضح محدد يتمثل بالإفراج عن كل المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وعدم إبقاء أي سجين بسبب انتماؤه السياسي واقتنائه سلاح المقاومة وتمسكه بالثوابت، ووقف المفاوضات والتعامل الأمني وهو الأخطر لأنهم يتكلمون عن مفاوضات متوقفة، لكنهم لا يتحدثون عن اتصالات أمنية مستمرة، حتى في ظل جمود المفاوضات السياسية. ودعا هنية إلى مصالحة فلسطينية حقيقية قائمة على أساس التمسك بالحقوق والحق في مقاومة الاحتلال من دون قيد أو شرط، مناديا الأمتين العربية والإسلامية بالرد على هذا القرار وعلى ما يتعرض له الأقصى والقدس بنهضة عربية صادقة في تبني مشروع المقاومة وعدم الالتفاف عليه والتآمر ضده. وأكد على أن الرد العربي لا يجب أن يقتصر على التنديد، بل بخطوة عملية تقوم على أساس كسر الحصار عن غزة وفتح المعابر وأن تبقى غزة حرة متواصلة مع محيطها، بعملية أحادية الجانب وبقرار عربي مستقل. وأضاف: "المرحلة مرحلة قرارات، ونأمل من القمة العربية أن تتخذ قرارات عملية ترتقي لمستوى التحديات التي تمر بها القضية". مطالبا في ختام كلمته الدول الأوروبية إلى معاقبة الاحتلال الإسرائيلي سياسيا بفرض كسر الحصار وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني.