يحتفل ملايين المسلمين بعيد الأضحى المبارك، حيث يكثر فيه الناس من تناول اللحوم الدسمة وخاصةً في هذه الأيام، الأمر الذي قد يؤدى إلى ارتباك شديد في عملية الهضم وحدوث انتفاخ، وقد يقود ذلك إلى الإصابة بالإسهال، كما إن تناول اللحوم بكثرة يؤدي إلى ارتفاع دهون الدم والكوليسترول مما يؤثر بدوره على الشرايين. ويحرص البعض على تناول اللحم الضأن تحديداً، الذي يعد من أهم أنواع اللحوم الحمراء، التي يتزايد عليها الطلب، خاصةً في عيد الأضحى، ورغم الفوائد الصحية العديدة لها، إلا أنه لابد إن نوضح بعض المفاهيم التي تتعلق بالطرق السليمة والآمنة، لتناول اللحم الضأن.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس خلال الندوة التي ألقاها في بيت ثقافة نادي الشمس، أن الشواء هو أكثر طرق الطهي خطورة على الصحة، وذلك لأنه من خلال تعرض اللحم لدرجات الحرارة المرتفعة تتغير طبيعة البروتين وتتكون مركبات وأكاسيد نيتروجينية تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية على المدى البعيد خصوصاً مع تكرار عملية الشي. وذلك لأن تفاعل الزيت المشبع مع الأدخنة المتصاعدة من الفحم المشتعل ينتج مادة مسرطنه في اللحوم المشوية المشبعة بالأدخنة، حيث يتحلل الدهن حرارياً فتتكون مواد مسرطنة تستقر على سطح اللحم مع ارتفاع الأدخنة. وحذر بدران الأشخاص الذين لديهم إستعداد وراثي لحساسيه الصوف من مخاطر التعرض للصوف خلال الفترة الحالية بسبب الإحتكاك بخروف عيد الأضحي، وذلك عن طريق اللمس، الإستنشاق، مربي الخراف، تناول لحوم الخراف، تلوث هواء المنازل بالصوف، تصنيع الصوف، إستخدامات الملابس المصنوعة من الصوف، النوم على فراء الصوف. وأكد بدران ل"محيط"، أن الشواء أخطر طرق الطهي صحياً لأنه من خلال تعرض اللحم لدرجات الحرارة المرتفعة تتغير طبيعة البروتين وتتكون مركبات وأكاسيد نيتروجينية تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية على المدى البعيد خصوصاً مع تكرار عملية الشي.
ويجب إخلاء اللحوم من الدهن لتجنب عسر الهضم وزيادة مستوى الدهون بالدم والبعد عن تصلب الشرايين وأمراض القلب والسمنة. وأفضل طريقة لطهى اللحوم هى السلق في قليل من الماء.
كما يجب عدم الإسراف في تناول اللحوم, والإقلال من تناول اللحوم المشوية والمدخنة واختيار اللحوم قليلة الدهن للشواء وتقليل سمك شرائح اللحم عند الشوي وطبخ اللحوم قليلاً بالفرن قبل شوائها، وعدم تقريب اللحوم إلى مصدر الحرارة، والتأكد من اكتمال احتراق الخشب والفحم قبل استخدامه وتنظيف أدوات الشواء والإكثار من تناول فيتاميني "أيه" و"سي".
نصائح تهمك
ولأن شي اللحوم عادة مفضلة لدى الكثيرين في العيد، يلفت خبراء التغذية الانتباه إلى نتائج دراسات عديدة حذرت منها بسبب تكون مركبات ضارة بالصحة أثناء الشوي، لذا ينصحونك بتصغير حجم قطع اللحوم المشوية لتقليل مدة تعرضها للحرارة مع إزالة دهونها الظاهرة لمنع تساقطها علي الفحم وتكوين المواد الضارة منها، وتتبيل اللحوم بخلطات محتوية علي الخل والليمون قبل الشي، لخفض تكوين الأمينات الحلقية الضارة في اللحوم المشوية بنسبة90%. - يجب عدم البدء في الشي إلا بعد أن يصبح الفحم أقل اشتعالاً لتقليل تأثير شدة حرارته علي اللحوم, مع وضع اللحوم على مستوي مرتفع من الفحم قدر الإمكان وتقليبها مرة كل دقيقة لتقليل تعرضها للحرارة الشديدة. - شي الكثير من الخضراوات مع اللحوم مثل البطاطس والجزر والبصل والطماطم والفلفل الأخضر والكوسة، لأنها لا تتكون بها المركبات الحلقية الضارة، كما أنها تحتوي علي مواد "الفايتو" المحفزة لإنزيمات الجسم لتحول هذه المركبات في اللحوم المتناولة إلى صورة غير نشطة يسهل طردها من الجسم. - استخدام أي وسيلة مناسبة لتجميع الدهون المتساقطة من اللحوم أثناء الشي لتفادي سقوطها علي الفحم مباشرة، مما يمنع انحلالها وتكوين المواد الحلقية منها والتي تترسب علي اللحوم بتأثير دخان الشي، ولنفس السبب يرش رذاذ من الماء لإطفاء أي فحم مشتعل بدهون اللحوم. كما ينصح بدران بتناول طبق السلطة والخضراوات مع اللحوم لكي نمد الجسم بالأنزيمات الهاضمة التي تساعد علي الهضم، بالإضافة إلى إمداد الجسم بالألياف الغذائية التي تلعب دوراً كبيراً في امتصاص الزائد من الدهون، مثال ذلك تناول البقدونس مع اللحوم المشوية، والزبادي مع الفتة لأنه يساعد علي الهضم أيضاً ويحتوي علي خمائر تزيد من سرعة وسهولة الهضم.
لتجنب هذه المشاكل يجب مراعاة الآتي: يجب عند استهلاك اللحوم أن تكون نسبتها صغيرة، وأن تكون مطبوخة مع الخضراوات مثل البصل والثوم والجزر ، كما يجب إضافة لحوم الأسماك كحمية غذائية بدلاً من أطباق اللحمة الحمراء، وهذا يساعد على التخفيف من الكوليسترول والدهون المسببة لأمراض القلب ، والاكثار من أكل الوجبات المحتوية على ألياف بنسبة كبيرة مثل الحبوب الكاملة والخضار، حيث تساعد على الوقاية من بعض الأمراض ، وأخيراً الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام أو المشي نصف ساعة يومياً.
