أكد دكتور عادل عبد العظيم أستاذ وبائيات الحيوان طب بيطري القاهرة أن الخنزير منظف بيئي و يستطيع تمثيل المواد العضوية التي لا تصلح للاستهلاك أو التدوير، وتحويلها إلي لحوم لمن يستهلكها، ولا ضرر من الخنازير إذا تمت تربيتها خارج الكتل السكانية تحت إشراف بيطري وفقا للمعاملات والمقاييس الدولية. وأوضح عبد العظيم أن السلالة المصرية جيدة، والأوبئة عابره للحدود والقارات، ولكن المهم في مكافحة الأوبئة هي التنبؤ واكتشافها بسرعة للعمل علي احتوائها، ولا توجد دولة في العالم غير معرضة لمثل هذه الأوبئة بما فيها اكبر البلاد تقدما وأكثرها تخلفا، مؤكداً أن تحور الفيروس من صنع الإنسان وان وجود الخنازير مع عوائل أخري واختلاط الإنسان بها من الممكن أن تؤدى إلى تحور فيروس الانفلونزا إلي أنواع أخري، ولا شك أن الإنفلونزا احد الفيروسات الخطيرة التي من الممكن أن تتحور لأنها تصيب أكثر من عائل، وهى فى الأساس نوعين، أحدهما " a " خاص بالطيور والنوع " b " للآدميين، واختلاط النوعان يؤدي إلي نوع أخر اشد ضراوة ومن هنا تكمن الخطورة، ولذلك إذا تعرضت الخنازير للانفلوانزا الآدمية، واختلطت مع طيور سواء المحلية أو المهاجرة ومصابة بفيروس أخر يؤدي هذا الاختلاط إلي فيروس ثالث وينتقل إلي الخنازير ومنه إلي الإنسان ،
ومن جانبه أكد عبد العظيم أن الأبحاث كثيرة جدا، ولكن لا يوجد للأسف الشديد في مصر خطة مدروسة ومتابعة نشطة لتطور الفيروس واحتوائه حتي يمكن القضاء عليه، ولدينا من الخبرات ما يكفينا، ولكنها نقص إمكانيات وغياب للضمير وتجارة في اللقاحات، ونعانى من أزمة " أخلاق وضمير" أولا، ولا وجود لخطوط حمراء أمام عودة مزارع الخنازير علي أن تكون بعيدة عن المناطق السكنية
فيما قال المقدس شحاتة أننا توارثنا العمل بالمهنة عن أبائنا وأجدادنا منذ عام 1948، إلي أن تعاقدت الحكومة السابقة" حكومة مبارك" مع شركات أجنبية بعقود طويلة المدى بدأت من 2002 وتنتهي في 2017 ، تعطي هذه الشركات لجامعي القمامة من الوحدات السكنية" 10 قروش "عن كل وحدة ، ونقوم برفع "8500 طن" من القاهرة فقط، وكنا نستفيد من المواد الصلبة" الكرتون والصفيح والورق والبلاستيك" وبيعها للمصانع لإعادة تدويرها، والمخلفات العضوية التي تصل إلي 4500طن نضعها طعام للخنازير إلي أن صدر قرار ذبحها ، ومن هنا بدأت المشكلة تتضخم
وأشار شحاتة أن الزبال لا يملك ما يمكنه من نقل المواد العضوية إلي المقالب العمومية، فيقوم بنقل المخلفات الصلبة لبيعها إلي مصانع التدوير لإطعام أولاده، وترك المواد العضوية مما أدي إلي تضخم المشكلة، ولا تستطيع الحكومة إلغاء تعاقدها مع هذه الشركات الأجنبية بعد تصريح رئيس الجمهورية بأنه "ملتزم بكافة المعاهدات الدولية"، والعقد مثل المعاهدة "معاهدة كامب ديفيد"
ونفى شحاتة أنه لا وجود للاعتقاد السائد بعودة الخنازير مرة أخري، لان الحكم اليوم إسلامي والخنازير "محرمة إسلاميا"، على الرغم من قرار وزارة البيئة بعودة الخنازير مرة أخري "حكومة قنديل" لكنه لم ينفذ إلي الآن، ولم تفتح المجازر في العنابر الحكومية إلى الآن " الخنزير صديق الزبال مثل أبو قردان صديق الفلاح"، ونحن نخشى من عودة الخنازير حتي لا توجه إلينا تهمة "التسبب قتل المسلمين والشعب المصري"، ونحن جزء أصيل من الشعب المصري، وكنا مضطهدين أثناء تربيتها.
وأوضح أنه تم الاتفاق على منظومة عمل مع وزير البيئة والمحافظين ومسئولي الحكم المحلي ووضعنا خطة طويلة الآجل وأخرى قصيرة الآجل تقوم فيها الحكومة بإنشاء مصنع لإعادة التدويل ، وإعطاء هيئة النظافة معدات جديدة وحديثة بدلا من التي تعرضت للسرقة والحرق أثناء الثورة " الزبال مسئول عن نظافة البيت والشوارع مسئولية الهيئة "، وإقامة محطات "مقاوله وسيطة" بصورة حديثة في كل حي من أحياء القاهرة ليقوم أصحاب المحلات " القصب والدواجن وغيرها" بإلقاء المخلفات بها، وتقوم المعدات بحملها ليلا، وبذلك تصبح القاهرة نظيفة ومعها باقي المحافظات، أما الخطة طويلة الآجل أن تقوم الحكومة بإنشاء مصنع عملاق في منطقة العوينات ومدينة 15 مايو، لتحقيق الاستفادة الإنتاجية المزدوجة من توليد الكهرباء وإنتاج سماد عضوي، و كذلك يقوم الزبال بنقل القمامة إلي منشية ناصر وبيع الطن ب50 جنيه لمصانع التدوير.
وأكد شحاتة أن حي الزبالين بمدينة نصر يضم 100000 زبال بإجمالي مليون و100 ألف أسرة، ومازال يدخله حتى الآن 4500 طن زبالة في اليوم من المواد الصلب، وفى النهاية المواطن ضحية لأنه يقوم بالدفع مرتين احدهما علي "وصل الكهرباء، والثانية "للزبال" ليقوم بنقلها من المنزل، وحتى هذه المسألة لها ايجابيات وكثير من السلبيات أكثرها مرارة عندما يطلب الزبال أجرة نقل القمامة من المواطن " يضرب الزبال بالشلوت"، ولكن عندما يوضع عقد مثل الدستور عندها الأمر سيختلف ليتم إلغاء الدفع علي فاتورة الكهرباء وتبقي الصلة بين المواطن والزبال مباشرة، ونحن نعمل كما كنا ولكن من أين نأتي بملايين من الجنيهات لرفع 8500طن من القاهرة فقط، ونطالب الحكومة بصفتها المراقب بالضغط علي هذه الشركات التي تحصل على ملايين الدولارات بإعطاء الزبال" 3 جنيه عن كل وحدة سكنية بدلا من 10 قروش" ليتمكن من نقل الزبالة إلي المقالب العمومية، ومن أسباب المشكلة انه تم إلغاء "مقلب القطامية" و مقلب "الوفاء والأمل" بمدينة نصر لان خلفه منزل الرئيس بالقاهرةالجديدة ومن المنتظر تحويل مقلب الوفاء والأمل سابقا إلى حديقة عامة مثل الحديقة الدولية
وجدير بالذكر تحت عنوان "صنع في بريطانيا، وتم التخلص منه في الصين"، سبق أن حذرت صحيفة الاندبندنت البريطانية من المخاطر البيئية المترتبة على تزايد حجم الواردات الصينية من المخلفات، مشيرة إلى وجود قرى بأكملها تعمل في إعادة تصنيع هذه المخلفات، لإنتاج سلع مقلدة وغير أصلية، تسبب أضراراً عديدة لمستهلكيها، والأخطر من ذلك هو ارتفاع حالات الوفاة وأعداد المصابين بأمراض خطيرة بين العاملين في إعادة تصنيع المخلفات، لاسيما المخلفات الخطرة، وحدوث تدهور كبير للبيئة، وزيادة في نسب التلوث الجوي، وتلوث الأنهار جراء إلقاء جانب من هذه المخلفات في مياهها.
التقرير الذي أعده "كلفورد كونان"، مراسل الصحيفة في بكين ونشر بتاريخ 26 يناير 2007م، قال إن النفايات الأوربية والبريطانية على وجه خاص، تتسبب في مقتل وإصابة عشرات الآلاف من العمال البسطاء، والأطفال الصغار، في العديد من القرى الصينية التي يعمل كل سكانها في إعادة تصنيع المخلفات المستوردة، والتي تتنوع بين أجهزة كهر بائية واليكترونية، ومنتجات جلدية وبلاستيكية، ومستحضرات تجميل، وعبوات فارغة لأغذية ومنتجات تحمل ماركات أوربية شهيرة، يتم تنظيفها وإعادة تعبئتها بمواد مغشوشة.
وزار مراسل الصحيفة بعض القرى الصينية التي تعمل في معالجة النفايات المستوردة، ومنها قرية "لينجياو" في مقاطعة "جوانجدونج" الجنوبية، التي أصيب ما يقرب من ثمانية آلاف شخص من سكانها في السنوات الأخيرة بمرض الالتهاب الرئوي اللانمطي، المعروف باسم "سارس"، وتوفي منهم ثمانمائة. ورأى تلال من هذه النفايات تتصاعد منها الروائح الكريهة، وفي وسطها أعداد كبيرة من الصبية يعملون في فرز هذه النفايات في الهواء البارد، ويلقون بعضها في النهر القريب منهم. ولاحظ وجود كمية كبيرة من الأغلفة والعبوات لمنتجات بريطانية شهيرة، يتم تنظيفها وإعدادها لتعبئتها من جديد.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من مليوني طن من قمامة بريطانيا تذهب سنوياً إلى الصين بطريقة غير مشروعة، حيث تمنع السلطات الصينية استيراد كثير من المخلفات. يذكر أن اتفاقية بازل، والتي دخلت حيز النفاذ في 5 مايو 1992م، تنص على أن يُسمح بنقل النفايات عبر الحدود إذا ما كانت عملية نقل النفايات، والتخلص من هذه النفايات الخطرة أو غيرها من النفايات، تتم بطريقة سليمة بيئياً. الصحيفة رصدت العديد من الشكاوى الصحية من جانب السكان والعاملين في القرى الصينية التي تعيد تصنيع النفايات، ومنها تشوهات الأطفال نتيجة التعامل مع الكيماويات السامة، والإصابات الجلدية، والالتهاب الرئوي، والذي يرجع إلى تلوث الهواء بالأدخنة ونواتج حرق المخلفات.هذا بالإضافة إلى العديد من الأمراض الوبائية، الناجمة عن استعمال مياه شرب من الأنهار الملوثة بالمخلفات دون معالجتها. وقال مسئول صيني بارز، إن الصين تمنع بصرامة استيراد أية مخلفات سامة يمكن أن يعاد استخدامها كمواد أولية، لكن الأرباح الكبيرة تغري الكثير من التجار بتهريب هذه المخلفات للمصنعين المحليين، ومعظمهم من الفئات الفقيرة، والتي ليس لديها الوعي الكافي بالمخاطر الناجمة عن التعامل غير الآمن مع المخلفات على البيئة وعلى صحتهم.
وفى السياق سبق أن أكدت دراسة عالمية أشرف عليه معهد أمراض الحساسية والأمراض المعدية "احدي المعاهد القومية للولايات المتحدةالأمريكية " أن العاملين في مزارع الخنازير أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات التي تنشأ أصلا في الخنازير أو الحيوانات، وأكد المعهد أن هذه النتيجة ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار أثناء إعداد الخطط الخاصة بمواجهة احتمال الإنفلوانزا كوباء، وقد أجريت دراسة في مراكز الدراسات الناشئة حديثا التابع لجامعة "أيو " التي توصلت إلي أن العاملين في مزارع الخنازير يتعرضون إلي مستويات مرتفعة ارتفاعا حاد للفيروسات التي تصيب الحيوانات.
وكما جاء في البيان الصحي لمعهد أمرض الحساسية الأمراض المعدية أن الخنازير تعيش مع الدجاج والبشر في مزرعة واحدة، ومن ثم يزيد احتمال حدوث ما يعرف بتأثير الوعاء المازج الذي يمكن أن تتكون فيه فيروسات خطيرة جدا، وهذا يجعل العاملين في المزارع من أطباء وبيطريين والعاملين في تصنيع وتعبئة اللحوم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحيوانات أكثر من بقية السكان بصفة عامة، ومن المحتمل أن يصبحوا حاملين للفيروسات الجديدة وناقلين لها بين غير العاملين في هذا القطاع ويكون ذلك بداية لتفشي الوباء. مواد متعلقة: 1. إصابة حالة واحدة ب"انفلونزا الخنازير" بالكويت 2. أنياب الخنازير فتكت بالعجوز 3. جامعة أسيوط تبحث عن حل لمشكلة القمامة