مثلها ككل الفتيات في مرحلة المراهقة تحلم أن تجد من يهواه قلبها ومن يشعراها بوجودها كأنثى ويسمعها كلمات الحب والإعجاب خاصة فى بيئتها البدوية التى تقيد الفتيات وينظر اليهن كأنهن خلقن لأعمال المنزل فقط وعار عليهن الخروج من المنزل الا على بيت الزوج الذى يفرض عليهن بأوامر عليا من رب المنزل أو شيخ القبيلة. ولكن دق قلب الحسناء التى لم تكمل عقدها الثانى وهى فى زيارة لعمتها فى القرية المجاورة لها عندما شاهدت أحد أقاربها هناك ،هذا الشاب الذى كان يراودها بأحلامها وترى صورته بخيالها فنشأت بينهما قصة حب كبيرة وأصبحت تفتعل الأسباب من فترة لأخرى لمقابلة هذا الحبيب, الا أن والدها فاجئها بأن أحد أصدقائه من القبيلة المجاورة طلب يدها لنجله الأكبر فرفضت الفتاة والرفض فى هذا المجتمع القبلى مرفوض ومن الكبائر ، فتمت الخطبة سريعا وتزوجته عن مضض ،وكانت تظن أنها تزف الى الجحيم وليس الى بيت الزوجية فأصبحت حياتها جحيم وحياة زوجها جحيم دون أن يدرى السبب رغم محاولته أرضائها باستمرار فأصبحت تفتعل المشاكل يوم يلو الآخر حتى تركت عش الزوجية وذهبت إلى بيت أسرتها بعد أن أنجبت مولودها الأول فأتفق الأسرتان على الطلاق لإستحاله العشرة بينهم وتم الطلاق بشرط أن يأخذ الطليق الولد الرضيع ليعيش معه لأنه يرى من الأم عدم الأمان.
وعمت الفرحة العارمة قلب الحبيب الأول عندما علم بخبر الطلاق من العمة التي أصبحت مرسال بين الحبيبين ، وعادت الفتاة بعد أن طُلقت لتقابل الحبيب الأول وتم الاتفاق على الزواج والهرب من القرية وبالفعل تزوجا قبل أن تتم المطلقة شهور العدة ، وعلم الزوج الأول بخبر الزواج الباطل فذهب لقسم شرطة العامرية أول بالإسكندرية لتحرير محضر بالواقعة ضد الزوجة والحبيب.
ولكن تقاليد القبائل البدوية والعربية لا تعترف إلا بقانونها وهى الجلسات العرفية فطلب أهل العشيق من أهل الزوج المخدوع إقامة جلسة عرفية وقضت بإلزام أهل العشيق بدفع مبلغ 30 ألف جنيه للزوج مقابل التنازل عن المحضر وجاء هذا الاتفاق في غياب أسرة الفتاة التي رفضت الجلوس بالجلسة العرفية.
وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر كبر الطفل الرضيع وأصبح يحبوا كباقى الأطفال فخرج على الطريق فدهسته سيارة مسرعه فاشتطات أسرة الزوجة أكثر وأكثر وحملوها مسئولية موت الصغير الذي تركته بلا رحمه أوشفقة ، فقام العم بمحاولة إرسال رسائل لها عن طريق عمتها (التى تلعب دور الوسيط وسبب كل ما حدث)بأن الأسرة قد سامحتها وتريدها أن تأتى هي وزجها لتعيش في القرية من جديد وعفا الله عما سلف، حتى أطمئن قلبها فجاءت الحسناء ملهوفة للقاء أسرتها وعمها الذي وعدها أنه سامحها.
ولم يكن ذلك الا محاولة استدراج الفتاة للتخلص منها والثأر لشرف القبيلة فقتلها عمها خنقأ وأتصل برجال الشرطة وأخبرهم بأنه قتل ابنة أخيه ودلهم على مكان الجريمة وأنتظرهم بجوار الجثة حتى حضر رجال الشرطة لمسرح الجريمة وسلم نفسه وأعترف أمام رئيس مباحث قسم العامرية أول وتم تحويله إلى النيابة التي أمرت بحبسه خمس عشر يوم على ذمة التحقيق. مواد متعلقة: 1. تقرير: جرائم الشرف بأمريكا تشوه صورة الإسلام 2. "جرائم الشرف".. حين تسبح البراءة في بحور الدم 3. صحفي أمريكي يربط بين صعود الإخوان للحكم وازدياد «جرائم الشرف» في مصر