نتابع بإهتمام تعليقات صديقنا جوان أبادير،والتي يكتبها يوميا تحت عنوان "الحق فوق القوة " ،ونلاحظ تحذيراته المتواصلة من خطر الأخوان علي مصر ،قبيل أن يصل الأخوان الي حكمها ،وتعليقات جوان هي مزيج من هموم الوطن وهموم طائفته ورؤيته لعقيدته ،ومن جهتنا نحترم تعليقات جوان مهما أختلفنا معها ،لأن الرجل لايسب ولايشتم ولايلعن في تعليقاته ،ولأنه يعتز برأيه أيما أعتزاز ،ونتعمد أفساح المجال لجوان لكي يقول كل ما يريد بحرية ،ويعود السبب في سماحنا للعزيز جوان والذي لم نراه من قبل ولانعرفه إلا من خلال تعليقاته ،السماح له في التعليق بحرية ،لأنه الوحيد من أخواننا المسيحيين الذي يعلق بمثل تلك الجرأة ويحرص علي متابعة مقالنا اليومي والتعليق عليه ومتابعة كل أبواب محيط بشكل مستمر ،وذلك يحدث لنا حالة من التوازن ويذكرنا بأخونا الآخر الذي يحب مصر مثلنا وأكثر منا ،ومن هنا هو له حقوق علينا مثل أي مواطن في هذا البلد ،له حقوق علينا في محيط أن نعبر عن همومه وهموم أهله . وخلال الفترة الماضية تحملنا سباب رهيب من قبل قلة تنتسب للإسلام لكون أننا رفضنا تجريد جوان ابادير من حقه في - محيط - الشبكة العربية للإعلام التي يحبها ،وحرصه علي التواجد فوقها بالرأي ،ولامانع أن ننشر له مقالات إن أراد ،وسبتنا عناصر ترفع شارات إسلامية وأخوانية بأقذر الألفاظ سباب وشتائم ولعنات توجهت بها تلك القلة لنا ،لكون أننا رفضنا حجب تعليقات جوان ،وخلال الفترة الماضية دخل جوان في حوارات عميقة مع صديقنا أبوحذيفة كانت حوارات راقية رغم الخلاف بين الرجلين جوهرها حب مصر وحب الفضيلة ،ونشهد ان الرجلين كانا فخرا لوطننا في حوارهما الراقي ،ومقابل ابوحذيفة طال جوان من آخرين شتائم له ولطائفته ولمقدساته ،وهو امر ينهي عنه الإسلام ورسوله صلي الله ليه وسلم ،لكون ان المسلم ليس بسباب ولاشتام ولا لعان ،وصلاته بين يدي ربه تنهي عن الفحشاة والمنكر والبغي ،ورسولنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم قال من أذي ذميا فلقد أذاني،وأوصي من فتحوا مصر بأهلها خيراً . ورسولنا صلي الله ليه وسلم وصف اهلها بأنهم خير أجناد الأرض ،وطلب من صحابته أن يتخذوا من أهلها جنوداً ،وقال لهم أوصيكم بأهلها خيراً لأن لنا فيها مودة ورحم ،نعم فمن مصر تزوج ابو الأنبياء سيدنا ابراهيم خليل الرحمن صلي الله عليه وسلم،تزوج من ستنا هاجر عليها السلام وأنجب منها سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام ،والذي أنجب أمة العرب ،ومن مصر تزوج الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام من امنا مارية وأنجب منها ابنه الوحيد أبراهيم ،ويوم توفاه الله بكي وقال ان العين لتدمع وان القلب ليبكي وان لفراقك لمحزنون يا ابراهيم صلوات الله وسلامه عليك ياحبيبي يارسول الله ،وعلي أرض مصر هبطت الوصايا العشرة والتوراة علي سيدنا موسي صلي الله ليه وسلم بطور سيناء ،وعلي أرض مصر عاش سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف ليهما الصلاة والسلام ،وعلي أرضها عاش المسيح عيسي او يسوع ابن مريم الطاهرة المصطفاة سيدة نساء العالمين وأم الحب علي سيدنا عيسي وستنا مريم الصلاة والسلام .وجاء الي مصر اصحاب نبينا محمد صلي الله عليه وسلم الذي قال عن اهلها انهم في رباط الي يوم الدين. ونحن نفهم دفاع صديقنا جوان ابادير عن مصر في هذا السياق الذي نتحدث عنه ،ونفهم محاولات شرائح متطرفة من الجانبين للتفرقة بين اهل الرباط بوطننا ،في إطار التحالف مع الشيطان ،وهي محاولات ستبوء بالفشل بأذن الله ،صديقنا جوان أبادير يوميا ينقل الينا في تعليقاته عمليات بلطجة يتعرض لها اخواننا المسيحيين هنا وهناك ،واعتداءات وقحة علي ممتلكاتهم ومنازلهم وارواحهم ومقدساتهم ،ونقولها لأخونا جوان والله ياجوان ان الإسلام بريء من كل ما يحدث ولاعلاقة له بمن يرتكبون تلك الأفعال ،الاسلام يدينها ويجرمها ويقتص ممن يرتكبوها ،والمسلم الحقيقي يؤمن بالله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر ،ومن هنا ينظر لأهل الكتاب ومن بينهم المسيحيين علي أنهم ضمن عقيدته لهم تقدير وتقديس واحترام هكذا اوصانا رسولنا وقرآننا . ويا أخي جوان أبادير نقول لكم :الدين عموما يبني علي أساس العبادة والعمل والحب بين الناس كافة فإن أنحرف عن الأخذ بأسباب تلك القيم ،هنا يكون العيب ليس في الدين إنما فيمن أنحرفوا عن رسالته ،وباتوا يرهبون الناس ،ويفسدون في الأرض ،ويكنزون الذهب والفضة، ولايعدلون عندما يتمكنون ،بل يملأون الأرض طغياناً وكفراً، ويتنكرون لكل من وقف معهم في ضعفهم وساندهم ،هنا يكونوا أنحرفوا عن جوهر الأسلام ،ومهما رفعوا من شعارات لن يصدقهم احد ،ومن جهتنا حذرناهم ووقفنا الي جوارهم وطالبناهم ان يلتزموا بالأسلام الحق ،إسلام إيتاء الحقوق لأصحابها والحكم بالعدل والمساواة والإبتعاد عن موالآة الباطل،لكنهم أستكبروا ونسوا الله وقالوا بل نحن المصلحون ،وكانوا عكس ذلك . شاهدناهم ياصديقي يوالون واشنطن ويلعقون أحذية تل أبيب برسائل مخجلة تزلزل ثوابت الدين ،ورأيناهم يعلنون موالاتهم الصريحة للمنهاج الأمريكي في المنطقة ،حذرناهم من ذلك وقلنا لهم أن ثورتنا قامت لتنسف سياسات التطبيع والتبعية والشراكة الإستراتيجية مع واشنطن وتل ابيب ،قلنا لهم أن ثورتنا قامت من أجل العدالة الإجتماعية والإنتصار للمستضعفين ،لكنهم أنتصروا لمن يكنزون الذهب والفضة ،وقلنا لهم أن القصاص للشهداء لاتنازل عنه إلا أنهم واجهوا ما قلنا بوعود قصاص لاتتحقق ،في وقت يواصل فيه قضاة مبارك تبرئة القتلة وبشكل مذري نرفضه تماما ً ونصر علي القصاص لهم . ياجوان ثق ان ثورة 25يناير قامت لتحقق مطالبها كاملة وتنتصر ولن تسمح للأخوان أو لأي واحد يمضي علي منهاج مبارك ان يستمر بالسلطة ،والعبد لله يتوقع في ظل تخلي الناس عن الأخوان والإسلاميين عموما، يتوقع ثورة عارمة خلال اقل من ثلاثة شهور تنتهي بإسقاط الرئيس محمد مرسي ،إذا ما أستمر الأخوان في منهاجهم الإستقصائي الراهن القائم علي مرجعية من الفساد والظلم ، وتجاهلهم لحقوق الناس واداء الأمانات لأصحابها ،وضرب بؤر الجريمة والبلطجة ،الناس في وطننا غاضبة للغاية ،وهي تري الأخوان يمضون علي منهاج مبارك ،ونحن نكتب اليكم جوان من خندق ظللت فيه عقدين ونصف اتمني وصول إسلامي للحكم ليحقق العدل ويقضي علي الفقر ويجتث التطبيع والتبعية ،وتبددت احلامنا بوصول ما تمنيناه طويلا نعم تبددت ، حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن بددها ،وصدق الله العظيم الذي قال لنا ما معناه ان توليتم يستبدل بكم قوما ً آخرين ينصرون دينه ويعزون عقيدته ويعمرون الأرض ...وهو ما يحدث الآن . جوان أبادير: صبراً جميلاً ياصديقي فنشر الوعي يحتاج للصبر والتجلد واحتمال الأذي ممن لايملكون وعيا ولايعرفون من العقيدة إلا شكلها . ************************