أكدت الدول المشاركة في مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي تمسكها بالقيم البناءة للحوار ومساهمتها في تبني برامج التعاون المختلفة وأهمية توطيد الروابط بين الدول الأعضاء وتعزيز سبل دعم التعاون بينها بما يعود بالنفع والفائدة على شعوب القارة الآسيوية وذلك لتحقيق الرغبة المشتركة في الانتقال لمستوى أعلى من التعاون خلال العقد القادم. وشددت الدول على أهمية تقديم الدعم للدول الآسيوية عند تعرضها للازمات الاقتصادية، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب مستوى عال من التنسيق بين مراكز الإنذار المبكر في الدول الأعضاء وتقديم الدعم للدول المتضررة على المستوى الإنساني والمالي والتكنولوجي.
وقالت اليوم الأربعاء في البيان الختامي للقمة إن التعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية سيعزز من مكانة دول القارة الآسيوية وسيساعد على الاستفادة من الخبرات العالمية في شتى المجالات، مؤكدة أهمية تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والمال والطاقة والبيئة والصحة والأمن الغذائي.
وأضافت أن القارة الآسيوية ولما تتميز به من موارد هائلة ومتعددة ومساحة جغرافية شاسعة وكثافة سكانية كبيرة قادرة على أن تتبوأ مكانها بين قارات العالم عن طريق استغلال هذه الموارد والاستخدام الأمثل للقوى البشرية وكذلك استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للتنمية والتقدم.
وأوضحت أن وجود حضارات وثقافات وأديان متنوعة في آسيا من شأنه أن يساعد في إثراء عناصر التعاون والتناغم المنشود بين شعوب القارة وتعزيز وتشجيع الحوار الأساسي المعتدل بين مختلف الديانات والثقافات والحضارات وبناء التناغم والتفاهم والتعاون بين الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي لتحقيق التعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم بغض النظر عن العرق أو الدين مع تأكيد المنتدى على أهمية احترام الأديان والمعتقدات وحرية التعبير وشجب أي ازدراء للشخصيات والرموز الدينية.
وشدد البيان الختامي لقمة حوار التعاون الآسيوي على أنه من الضروري تحقيق التكامل الاقتصادي بطرق متعددة ومن جملة هذه الأمور تعزيز التجارة الحرة والاستثمار وإزالة الحواجز التي تعيقها أمام دول آسيا، كما أن الحماية المتبادلة للاستثمار في الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي ستعزز الاستثمارات الإقليمية والتكامل الاقتصادي وستقوم كذلك بتشجيع الاستثمارات الآسيوية المشتركة للدول الأخرى.
وحث البيان الختامي للدول الأعضاء في قمة حوار التعاون الآسيوي على تسهيل الأنشطة الاقتصادية المشتركة وتشجيع التواصل بين شعوبها والمشاركة في المعلومات والخبرات في مختلف المجالات بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مما يعود عليها بالفائدة المشتركة من خلال استخدام تطبيقات التكنولوجيا العالمية(جي. جلوبال).
ولفت البيان إلى ضرورة تعزيز الانتباه للتعليم وإنشاء الجامعات والمعاهد المتخصصة مثل الجامعة الإلكترونية الآسيوية في ماليزيا والجامعات الآسيوية الأخرى لبناء قدرات الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي، والاهتمام بالطاقة المستدامة وهي أحد العناصر الرئيسية لتحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي في القارة الآسيوية لتمهيد السبل نحو تغيير سياسات الطاقة خلال العقد القادم.
وطالب بالاهتمام باكتشاف سبل تحقيق الأمن الغذائي من خلال زيادة الانتاج الزراعي وتسهيل التجارة وضمان استقرار الأسواق الغذائية والتعاون في مجال الأبحاث والتطوير في مجال التكنولوجيا الزراعية وتحسين التغذية، وضرورة الاهتمام بالرعاية الصحية ومكافحة الأمراض وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي لمنع انتشار الأوبئة وتقديم المساعدات الطبية وتشجيع الصناعات الدوائية وعقد المؤتمرات الطبية المتخصصة والتعاون مع المنظمات الدولية في مجال الصحة ومكافحة الأوبئة بما يعود بالفائدة على شعوب القارة الآسيوية.
ونوه البيان الختامي لقمة حوار التعاون الآسيوي إلى أن تشجيع وتطوير ونقل التكنولوجيا صديقة البيئة والخيارات والحلول التمويلية المبتكرة لدفع عجلة الاستثمار في مشروعات أبحاث وتطوير التكنولوجيا الصديقة للبيئة، سيكون له تأثير كبير على صحة الإنسان، كما أن تبادل المعلومات في هذا المجال سيحقق الكثير من أهداف الأممالمتحدة الإنمائية، مشيرا إلى الحاجة لاتخاذ إجراءات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي تهدف لمواجهة آثار التغيرات المناخية ومنها الأتربة والعواصف الترابية التي تؤثر سلبا على العالم وفقا لأحكام اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ.
ورحب البيان الختامي بجميع المقترحات التي قدمتها الدول المشاركة بقمة حوار التعاون الآسيوي.