أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، استعداد الكويت لاستضافة أي آلية لتطوير التعاون بين دول الحوار الاسيوي، والانضمام الى مجموعة البنك الاسيوي للتنمية،معلنا عن تقديم الكويت مبلغ 300 مليون دولار مساهمة منها في برنامج هدفه تمويل المشروعات الانمائية برأسمال 2 مليار دولار. وقال أمير الكويت ، في كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة حوار التعاون الاسيوي اليوم الثلاثاء التي تستضيفها بلاده على مدى يومين ، إن القمة الأولى للحوار تنعقد بعد مرور أكثر من عقد على إنشاء المنتدى، وفي ظل ظروف ومتغيرات سياسية وأزمة اقتصادية خانقة، يعاني العالم أجمع من نتائجها وباتت تشكل تحديات خطيرة لجهودنا ومحاولاتنا المستمرة للارتقاء بقارتنا والوصول بها الى مستوى تحقيق طموح وتطلعات أبنائها، مما يتطلب تكثيف جهودنا وإستثمار لقاءاتنا للتحاور بعمق حول تلك التحديات وتحليل أسبابها والعمل على إحتواء نتائجها وتلافي تكرارها بما يحفظ لدول القارة إستقرارها وتحقيقها لمعدلات نمو طموحة وفاعلة.
وأكد أمير الكويت، إستعداد الكويت لاستضافة أي آلية يمكن أن يتفق عليها الخبراء في اجتماعاتهم القادمة، وأن تحقيق التعاون الاقتصادي الذي ننشده يحتاج الى خلق الأجواء الملائمة للاستثمار، وسن التشريعات اللازمة لتشجيع وتحرير التجارة البينية بين الدول والاهتمام بالبنية التحتية المشتركة، ولاسيما المواصلات والاتصالات التي تؤدي الى زيادة حركة السلع والخدمات، مشيرا الى أن التحدي الكبير الذي تواجهه القارة الاسيوية هو النمو السكاني المتسارع حيث وصل عدد السكان الى 60 في المائة من مجموع سكان العالم، مما يشكل عبئا على جهود وخطط التنمية لتحقيق التطور والتقدم للقارة الاسيوية.
وأوضح أمير الكويت، أن العالم المعاصر يعاني بشكل عام وقارة آسيا بشكل خاص، من مشاكل عديدة كالفقر وتخلف الرعاية الصحية والأمنية والحروب والمشاكل البيئية، وهى معوقات أدت الى عرقلة التنمية وعطلت تحقيق مانصبو اليه من تقدم، وساهمت الأزمة الاقتصادية في زيادة معدلات الفقر والبطالة الأمر الذي يضاعف من مسئولياتنا ويدعونا الى التحرك لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دولنا.
وقال الشيخ صباح الأحمد في كلمته ، إنه إدراكا من الكويت لأهمية التعاون في مجال التنمية، أتقدم بمبادرة من خلال الدعوة الى حشد موارد مالية بمقدار 2 مليار دولار في برنامج هدفه تمويل المشاريع الانمائية في الدول الآسيوية غير العربية تسهم في تحقيق الأهداف الانمائية بها، وتكليف إحدى مؤسسات التنمية في آسيا كالبنك الاسيوي للتنمية للقيام بإدارة الموارد المالية المقترحة والاشراف على إستخدامها في تنفيذ المشاريع لصالح الدول الأقل نموا، معلنا عن مساهمة الكويت ب300 مليون دولار في البرنامج،ومعربا عن أمله في أن يتم توفير المبلغ المقترح من خلال المساهمات من دول التعاون الاسيوي، وحرصا من الكويت على مزيد من التعاون مع الدول الاسيوية تبدي إستعدادها للانضمام الى مجموعة البنك الاسيوي للتنمية. وأكد أمير الكويت أن القارة الاسيوية عانت من حروب مدمرة أنهكت إقتصادياتنا وراح ضحيتها العديد من أبنائنا وأدت الى عرقلة التنمية في دولنا وكنا فيها جميعا الخاسر الأكبر حيث لم تحقق تلك الحروب إلا الهلاك والدمار والتخلف، ولذلك ندعوا من هذا المنبر الى تغليب لغة العقل والحوار والنأي بأوطاننا عن الخراب والدمار وذلك عن طريق احترام مواثيقنا واتفاقياتنا ومعاهداتنا وحل خلافاتنا بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشئون الداخلية لنقدم للعالم نموذجا راقيا في التعامل معالأزمات والقدرة على تجاوزها بما يحفظ سلامة أوطاننا ورقي مجتمعاتنا وإزدهار إقتصادياتنا.
وتشارك في القمة التي دعا لها أمير الكويت 32 دولة عضو في منتدى حوار التعاون الاسيوي. ويبحث القادة سبل تفعيل التعاون بين دول القارة في المجالات كافة خصوصا المجالات الاقتصادية والبيئية والانسانية الى جانب بحث تأطير ذلك التعاون في منظومة لها ديمومة بغية ضمان تفعيل القرارات المتفق عليها.
وكان وزراء خارجية دول حوار التعاون الاسيوي وكبار المسؤولين عقدوا اجتماعات تحضيرية خلال اليومين الماضيين. وتضمنت مسودة البيان الختامي التي اعدها الوزراء تمهيدا لرفعها الى القادة 22 بندا شملت اوجه التعاون كافة بين دول القارة الاسيوية.
يذكر ان منتدى حوار التعاون الاسيوي بدأت فكرته في عام 2001 من تايلند وعقد 10 اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية عقد اخرها في الكويت العام الماضي برعاية امير الكويت الذي دعا الى عقد اول قمة للمنتدى في الكويت.