إن الطريق لمعرفة ماضي البشر وتاريخ تطورهم لا يقتصر على دراسة الماضي نفسه، وإنما نستطيع أيضا معرفة ماضينا وتاريخ تطورنا عن طريق دراسة الحاضر، باستخدام علم الوراثة، ذلك أن الأحياء من البشر الذين يعيشون حاليا يحملون داخل أجسادهم مكونات بالجهاز الوراثي تدل على أحداث الماضي، هذه الرؤية العلمية الهامة التي يراها " بريان سايكس " أستاذ الوراثة في جامعة أكسفورد، والذي وضع كل تصوراته عن علم الوراثة وعلاقتها بمصيرنا الوراثي في كتاب " لعنة آدم ، العلم الذي يكشف عن مصيرنا الوراثي " الكتاب الصادر عن دار العين للنشر وقام بترجمته الدكتور مصطفى إبراهيم فهمي. ووفق بيان الدار، ما حفز " سايكس" لبدء هذا الكتاب أنه دعي مؤخراً إلى مؤتمر طبي كان الداعي اليه رجل أعمال يرأس شركة أدوية ولقبه هو أيضاً سايكس. سأل الكثيرون سايكس العالم عما إذا كان على صلة قرابة بسايكس رجل الأعمال استفزته كثرة الأسئلة فأخذ يجري أبحاثاً لإثبات أو نفي وجود صلة قرابة بينه وبين رجل الأعمال. استخدم في أبحاثه هذه كروكوسوم واي الذكوري . ينتقل هذا الكروموسوم من الأب وحده للابن الذكر وليس من الأب والأم معاً كما في الكروموسومات الأخرى بنواة الخلية. دراسة تركيب كروموسوم واي تمكن من معرفة تسلسل النسب الأبوي وتمييز هوية الأقارب المنتمين لجد أو سلف واحد.
أدى نجاح هذا البحث الى أن واصل البروفيسور سايكس أبحاثه على كروموسوم واي خاصة وأنه يرى أنه السبب فيما يسميه "لعنة آدم" حيث يدفع هذا الكروموسوم الرجال الى التنافس على جمع الثروة والسلطة لجذب النساء، ويتبعون في ذلك سلوكاً عدوانياً ينتهي الى القتال والحروب وربما سينتهي أيضاً الى انقراض البشر وتخريب كرتهم الأرضية .ترى هل يمكن تفادي هذه اللعنة ، هل من الضروري أن يكون للرجال دور في الانجاب، أو أنه يمكن التكاثر بغير حاجة لهم، وبالتالي ينقرض الرجال ويختفون وتختفي معهم لعنة أدم. يتناول الكتاب الى جانب ذلك أسئلة أخرى كثيرة تدور حول ذكورة الرجال وكروموسوم واي المسبب لها.