لندن: أكد علماء بريطانيون أنهم اكتشفوا أن مادة كيميائية تجعل أسماك الحبار المسالمة مهاجما عدوانياً. وأشار الباحثون تحت إشراف روجر هانلون من معمل أبحاث الأحياء البحرية في مدينة وودز هول بولاية ماساشوسيتس الأمريكية في دراستهم التي نشرت اليوم بمجلة "كارانت بايولوجي، إلى أن هذه المادة التي تصنف تحت ما يعرف ب "فيرومونات" هى أول "مادة قتالية" يكتشفها الباحثون لدى مخلوقات بحرية. وأكد الباحثون أن ذكور أسماك الحبار من فصيلة "لوليجو بيلي" تصبح شديدة الميل للعدوانية عندما تقترب من بيض إناثها في قاع البحر وتهاجم جميع الذكور التي تسبح بالقرب منها. وقام الباحثون خلال دراستهم بفصل المادة الكيميائية في المعمل من على سطح بيض أسماك الحبار فوجدوا أن سلوك ذكور سمك الحبار أصبح عدوانيا بمجرد اقترابها من هذه المادة حتى بعد فصلها من البيض و وضعها على سطح كوب زجاجي. وفوجئ الباحثون بهذا التأثير المباشر للبيض على سلوك الأسماك حيث أن العدوانية عملية شديدة التعقيد لأنها تقوم على مزيج من المحفزات العصبية والهورمونية والجسدية والنفسية. غير أن الباحثين رجحوا أن يكون أحد المحفزات البروتينية كافيا لاستعداء أسماك الحبار بشكل حاد للغاية. وأوضح هانلون أن "اكتشاف هذا البروتين كمكون جوهري لهذا النظام العصبي القائم على الإشارات شيء غير معتاد بالمرة لأن ذكور أسماك الحبار تحتاج للمس هذه المادة فقط لإثارة هذا التصرف العدواني". ويساهم رد الفعل العدائي للذكور على هذه المادة الكيميائية في زيادة قوتها مما يجعلها تفوز كثيراً في معاركها من أجل الفوز بالإناث. واكتشف الباحثون لدى حيوانات برية العديد من هذه المواد المحفزة للسلوكيات العدائية لكن النوع المكتشف لدى أسماك الحبار هو الأقوى تأثيراً حتى الآن. يذكر أن أسماك الحبار لها عادات تزاوج معقدة تشبه عادات الحيوانات الفقرية من بينها تنافس الذكور على الإناث.