عرضت جريدة "الواشنطن بوست" مقالا عن ما يواجهه الفنانيين في دولة الصين من اسوء معاملة ، وذلك عندما لا تبدو أعمالهم مناسبة لمفاهيميها عن الفن ، فتقوم بخنق حرياتهم ومصادرة أعمالهم . وهو ما تعرض له الفنان الصيني " آي ويوي " فقد اقفلت بلوق له على الأنترنت عام 2009 ، واحتجزته تحت الإقامة الجبرية ، ليتعرض خلال ذلك للضرب والإهانة . بل وصادرت الحكومة جواز سفره ، وهدمت استديو خاص به في شنغهاي ،وكل ذلك لعزله عن الأخرين فيموت فنه بموته ولكن ما حدث كان العكس تماما ، فقد تم تلقيبه بالفنان المنشق ووصلت شهرته بعيدا إلى أقصى الغرب وارتفعت أسعار أعماله . وتقوم السلطات الصينية حاليا بإغلاق لشركته التي تدير معظم أعماله في الوقت الذي يستعد لإطلاق معرضه الفني الجديد الذي سيكون بعنوان " آي ويوي : وفقا لأي جانب " في متحف هيرشيورن في أمريكا الشمالية . وجاءت تسمية المعرض بهذا الأسم لأنه رأي أن فنه يعمل على تجسيد وتبسيط المعاني الكبرى الشديد فهمها على الناس ويكون ذلك غالبا من خلال تصوير الكائنات الجذابة من الناحية الجمالية، أما التسأول فهو للبحث عن إجابة عن هل من الممكن أن يتم فصل بين حياة الفنان وفنه . ويعرض العدد من الأعمال مثل الأعمال الخزفية التي تصور عباد الشمس وحولها البذور المتناثرة مما يعبر عن الحياة الحديثة " المودرن " في لندن ، كما بها العديد من الاعمال التي تعبر عن التقاليد والأصالة وأيضا الأساليب التي تتبعها الحكومة الصينية لهدم التاريخ بدلا من الحفاظ عليه مثل عمل فني لإناء أسرة يتحطم على الأرض . ويعتبر آي ويوي فنان محتفى به في الغرب ، حيث يعتبر نافذة على الصين يفدم النقد الإجتماعي والتقنيات الحرفية التقليدية في صورة فنية معبرة , فهو لديه عمله الفني الذي يصور فيه أرض جرداء من البشر حيث السلطات الحكومية تملك كل شيء فتهدم الأحياء الكاملة لبناء مباني ملتصقة مشوهة المنظر ، وقد سمى هذا العمل " للأبد " لتصوير حياة سكان بكين . وقد علقت هولندا كوتر صحيفة نيويورك تايمز على ويوي ليس فنانا صينيا تقليديا ، فهو يتحدى بفنه الوضع الراهن متحملا العقاب الذي ينزل به نتيجة اعماله الفنية ، فهو نجل الشاعر الصيني الشهير ويوي تشينيغ الذي تم نفييه مع أسرته خلال الثورة الثقافية . وستبدأ فعاليات معرضه في الرابع والعشرين من شهر فبراير المقبل ، ليعبر عن استمرار فنه في التعبير عن المواضيع التي مازالت تحتاج إلى من يكشف النقاب عنها لإيجاد حل لها من قضايا فساد وغيرها .