اعتبرت مجلة "فورين بوليسي"الأمريكية أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران لم ولن تؤتي ثمارها كما هو متوقع، بالرغم من التصريحات التي لا تزال تشير إلى أن العقوبات الأمريكية على إيران لعبت دورا هاما في منع طهران من امتلاك سلاح نووي. وأشارت المجلة الأمريكية - في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم - إلى أن هذه العقوبات كانت ولا تزال - بسبب طريقة صياغتها-العائق أمام حل الأزمة النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن هذه العقوبات ومع تسببها في الهبوط القياسي الحاد الذي شهده الريال الإيراني مؤخرا، تسببت أيضا في تحول غضب الإيرانيين المتصاعد والمنصب على سياسة النظام الإيراني، إلى الولاياتالمتحدة.. بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ولفتت المجلة إلى أن النظام الإيراني لم يقم بتقديم أية تنازلات بشأن البرنامج النووي، نظرا لأن هذه العقوبات صيغة "ظاهريا" للتأثير على البرنامج النووي، ومع ذلك فشلت موضوعيا في أن تؤتي ثمارها، وذلك بسبب النص التشريعي للعقوبات الذي يتجاوز برنامج إيران النووي،حيث في الواقع، يعمل كعائق أمام إيران للتعاون مع الولاياتالمتحدة.
وأوضحت المجلة أن العقوبات لا يمكن أن يتم رفعها إلا من خلال تصديق الرئيس الأمريكي على أن الحكومة الإيرانية أولا أطلقت سراح جميع السجناء والمعتقلين السياسيين، ثانيا منعت ممارسات العنف وسوء معاملة المواطنين الإيرانيين المشتركين في أية نشاطات سياسية سلمية ثالثا إجراء تحقيق يتسم بالشفافية والنزاهة في عمليات القتل والاعتداء على النشطاء السياسيين السلميين في إيران ومحاكمة المسئولين عن ذلك، ورابعا: أن تحرز تقدما نحو إنشاء هيئة قضائية مستقلة.
ونوهت المجلة بأنه برغم أن هذه الأهداف سامية في جوهرها، إلا أنها تسهم في تعقيد المفاوضات النووية عن طريق تهيئة ظروف وأجواء لا علاقة لها بهذه الأزمة، مشيرة إلى أن هذه الشروط أيضا لا يمكن أن تلبيها عدة دولة عربية "حلفاء واشنطن" والتي تستخدم أساليب القمع للقضاء على الاحتجاجات السياسية التي تشهدها،في إشارة إلى أن بعض من هذه الدول لم يقع عليها أي عقوبات حتى الآن من قبل واشنطن.
ورأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية -في معرض تعليقها- أن إيران سواء قامت بإنهاء برنامجها النووي أو لم تقم بذلك، فالعقوبات المفروضة عليها ستزال قائمة، لذا فلماذا يتعين عليها أن تقدم أية تنازلات وهى لن تحصل على أي شئ في المقابل.
وأضافت المجلة، إن واشنطن تحتاج إلى وضع خطوط واضحة بشأن ما يتعين على طهران القيام به حيال برنامجها النووي كي يتم رفع هذه العقوبات، وإلا فإن الأمر سيصبح كما كان الحال في العراق،من خوض واشنطن حرب أخرى حول أسلحة دمار شامل ليس لها وجود، وكل ما سيتم في نهاية المطاف هو المزيد من ثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي الاقتصادي والنتائج العكسية التي ستضر بمصالح واشنطن في المنطقة.
ومضت المجلة تقول إن لغة العقوبات الحالية غير مهنية إلى حد خطير وغامضة فيما يتعلق بالقضايا النووية، لافتة إلى أن الجولة الأخيرة من مواقف الكونجرس نحو إيران اتخذت شكل مشروع قرار مجلس الشيوخ المشترك الذي ينص على أنه من المصلحة الوطنية الحيوية لحكومة الولاياتالمتحدة وحكومات الدول المسئولة الأخرى، العمل معا لمنع حكومة إيران من امتلاك قدرات أسلحة نووية، ومشيرة إلى أنه من غير الواضح ما يعنيه الكونجرس بمصطلح "قدرات أسلحة نووية"، نظرا لأن إيران لديها بالفعل مثل هذه القدرات.
واختتمت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية -تعليقها- مؤكدة على أن هذه العقوبات لم تؤت ثمارها كما هو مفترض، نظرا لأنه لم يتم صياغتها لذلك، وبدلا من أن تقتصر على القضايا النووية، يبدو أنها وضعت لفرض المزيد والمزيد من القيود والمعوقات على الشعب الإيراني لإثارة غضبه ضد النظام الحكام كي يطالب بإجراء تغييرات وإصلاحات. مواد متعلقة: 1. البرلمان الإيراني يوافق على بحث وقف خطة إصلاح الدعم 2. بانيتا: زيادة العقوبات على إيران إذا ما فشلت المباحثات 3. تركيا تستبدل النفط الإيراني بالسعودي