تعد حرب السادس من أكتوبر 1973 علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، فكانت بوابة مصر نحو النصر واستعادة أراضيها المحتلة والمغتصبة من العدو الإسرائيلي، بل إنها كانت أيضاً مفتاح للسلام الحالي في المنطقة، ورسمت طريقاً للتنمية الشاملة والمستدامة في الجانب المصري. فالانتصار الذي حققته العسكرية المصرية في السادس من أكتوبر لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتاج العمل الجاد والمستدام لمدة ست سنوات منذ النكسة في 1967، والتي سبقتها حرب الاستنزاف التي تعد نموذجاً للعمل الفدائي والشعبي، وبمناسبة الاحتفال بهذا النصر يتحدث بعض المقاتلين في حرب أكتوبر1973 ليروا قصة بطولاتهم.
ولذ فإن شبكة الإعلام العربية - «محيط»- رصدت روايات جديدة عن «حرب أكتوبر»، ونبدأ من حديث حسين حسن حسين، أحد المجندين في حرب أكتوبر 73، والذي كلف بحماية منطقة «الفردان» ومعبرها ضد قوات العدو الإسرائيلي، وبالفعل تمكن هو ومن معه من حماية هذه المنطقة رغم الهجوم الجوي الإسرائيلي العنيف والمكثف على عليها.
وأضاف أن الجيش المصري كان في أقصى درجات التنظيم والإدارة الجيدة في مختلف المجالات من قتال إلى إسعاف المصابين، فالمستشفيات العسكرية والمدنية كانت مستعدة لتلقي المصابين وعلاجهم.
وأشار إلى أن تكريم الرئيس الحالي محمد مرسي للرئيس الراحل محمد أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلي يعد بمثابة إعادة الحياة لهم، فهم من قاموا باستعادة الكرامة المصرية، وعملوا على إعلاء شأن القوات المسلحة واستعادة وضعها الدولي.
ومن جانبه، عبر الكابتن غزالي - قائد المقاومة الشعبية وفرقة "أولاد الأرض" التي كانت تلعب دوراً مهماً في الدفاع عن مدينة السويس في وجه الجيش الإسرائيلي – عن مشاعره قائلاً: " مليون سلام بطول الأرض وبعرض السما، للي بدمائهم سطروا الملحمة، مسك يا ريحه شهيد طالع من ربا الجنة، فواح فوق جبين مصر العظيمة الملهمة"، مضيفاً أن تجربة السويس في الحرب كانت عظيمة، فهذه المدينة ظلت في مواجه العدو لمدة 6 سنوات كاملة، تعلم أهلها كيف يحبون الموت، وكيفية المعيشة في أحلك الظروف.
وأضاف أنه كان أحد القادة الشعبين المسئولين عن حماية مدينة السويس من الداخل طوال فترة ال6 سنوات منذ النكسة حتى النصر، وذلك من خلال فرقة " أولاد الأرض التي شكلت من المقاتلين الشباب المتطوعين، مضيفاً أن هذه الفرقة كانت تقدم الدعم المعنوي للمقاتلين على طول خط المواجهة مع العدو بجانب عملهم القتالي، وذلك لرفع معنويات الجنود، ورفع درجة الحماسة والصمود عند الشعب المصري.
وفي السياق ذاته، أكد عبد المنعم قناوي الذي أنقذ قيادة الجيش الثالث الميداني، على أن حرب الاستنزاف هي الأب الروحي لحرب أكتوبر، والتي استمرت ثلاث سنوات، مضيفاً أن أول عملية لعبور قناة السويس نهاراً والالتحام مع العدو كانت يوم الأربعاء 5 نوفمبر 1969، حيث قام 12 فدائي بعبور القناة من منطقة "الشط" شمال مدينة "السيس"، وقاموا بالالتحام مع دورية للعدو، وأثروا أحد أفراد هذه الدورية، كما تمكنوا من رفع العلم المصر لأول مرة شرق قناة السويس، والذي أصبح مزار سياحي عسكري للقوات المسلحة المتواجدة في القطاع الجنوبي من جبهة القتال، وبمرور الوقت هلك العلم المصري من عوامل التعرية الجوية، وظل الساري الذي علق به العلم المصر قائم حتى عبرت قواتنا المسلحة القناة في أكتوبر 1973.
وأضاف انه قام بإنقاذ القيادة المركزية للجيش الثالث المصري من الهجوم الإسرائيلي، من خلال المعلومات التي أعطاها لقائد الجيش الثالث قبل الهجوم على القيادة بساعات، وبهذه المعلومات تم نقل القيادة من مكانها في منطقة عبيد إلى الروبيكي، الأمر الذي أفسد الهجوم الإسرائيلي حيث لم يحدث أي خسائر لا في الأرواح ولا المعدات. مواد متعلقة: 1. الالبوم .. تهجير أهالى الدويقة الى مدينة 6 اكتوبر 2. باقة من أجمل أغاني نصر اكتوبر نهديها لكم (فيديو) 3. الفريق الصامت سعد الدين الشاذلى .. ثعلب اكتوبر (فيديو)