نشرت وكالة "انتر برس سيرفس" من أمريكا اللاتينية اليوم تقريرا عن الأزمة المصرية الأمريكية التي وقعت بين مصر وأمريكا في أعقاب نشر الفيلم المسيء للإسلام والهجوم على السفارة الأمريكيةبالقاهرة. وتضمن التقرير رؤية دكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة التي أوضحها للوكالة.
يرى فهمي أن ما حدث من اندلاع المظاهرات أمام السفارة الأمريكيةبالقاهرة قد أثار العديد من المخاوف من توتر العلاقات المصرية الأمريكية إلا أنه يرى أن العلاقة بين البلدين علاقة عميقة ولها العديد من الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية وخلاف ذلك.
دلل فهمي على ذلك بوصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر عقباندلاع أحداث السفارة وتمزيق العلم الأمريكي بأنها "ليست حليفا أو عدوا" لأمريكا وما قام به حزب العدالة والحرية الذي ينتمي إليه الرئيس محمد مرسي فيما بعد من دعوة لضبط النفس وتشديد على ضرورة حماية السفارة الأمريكية بوصفه التزام قانوني وإسلامي ورفض العنف في محيط السفارة وما قامت به الحكومة من نبذ العنف عند السفارة والقبض على المسئولين عن أحداث العنف.
وأفاد انه على الرغم من النقد الذي وجهته أمريكا للحكومة المصرية، فقد ظلت الدولتان حريصتان على تواجد علاقات ثنائية صلبة فيما بينهما وذلك لخوف أمريكا من أن تصبح مصر حليفة مع أحدى القوى الدولية الأخرى مثل الصين أو روسيا.
كما أوضح فهمي أن الدافع وراء ذلك أيضا هو العلاقات المصرية الأمريكية في المجال العسكري إذ أن الجيش المصري يعتمد كثيرا على الجيش الأمريكي وقطع العلاقة بين البلدين تعني أن تغير مصر من مخزونها العسكري بالكامل، كما أن أمريكا بحاجة لمساعدة الجيش المصري للحفاظ على المصالح المشتركة بينهما والتي تخدم إسرائيل.
وكشف فهمي عن أن كلتا البلدين تعلمتا مما حدث حيث أدركت أمريكا أنها إذا أرادت التعامل مع مصر فعليها أن تعرف أن الحكومة المصرية والشعب المصري قد تغيرا وأن عليها التعامل مع مصر من خلال رئيسها الجديد، بينما بدأت مصر في النظر إلى اتفاقية كامب ديفيد ونصوصها وتعلمت أن يكون لها موقف واضح في مواجهة إسرائيل.
وذكر أن رسالة الشكر التي بعث بها أوباما لمرسي يشكره على دور مصر في حماية السفارة الأمريكية معبرا عن رغبته في استمرار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين دليل على تحسن العلاقة بين البلدين بعد الأحداث التي وقعت وهدوء حدة التوترات بينهما. مواد متعلقة: 1. ◄مرسي: العلاقات المصرية الخارجية قائمة على التوازن والمصلحة المتبادلة 2. إيران تنفى حدوث تغيير فى سياساتها بشأن العلاقات مع أمريكا 3. «صحيفة إسرائيلية» تكشف العلاقات العسكرية بين القاهرة ولندن