سلطت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الضوء على التوترات الأخيرة في العلاقات بين القاهرةوواشنطن على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة المصرية أمام السفارة الأمريكية تنديداً بفيلم مسئ للرسول. حيث قالت الصحيفة أن التوتر في العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر خرج للعلن وسط استمرار الاحتجاجات المناهضة لأمريكا في القاهرة، مما يشير إلى وجود شكوك حول مستقبل العلاقات بين الحليفين القديمين والتي تشهد تغيرات كبيرة. واعتبرت أن تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة حول العلاقات مع مصر ليست سوى تعبير عن الشكوك التي تشعر بها واشنطن منذ فوز محمد مرسي بإنتخابات الرئاسة المصرية في يونيو الماضي. وأضافت أن مرسي على الجانب الآخر لم يبدو كصديق مخلص للولايات المتحدة خاصة بعد تقاعسه الواضح في التحرك بسرعة ضد الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكيةبالقاهرة، حيث اكتفى بتدوينة على صفحته على موقع الفيسبوك تحمل توبيخاً فاتراً لموجة العنف المناهضة للولايات المتحدة. وترى الصحيفة أن مرسي منذ توليه إدارة البلاد يحاول تحقيق توازن دقيق بين الضغوط المحلية للابتعاد عن الولاياتالمتحدة والواقع الإستراتيجي وهو أن مصر تعتمد على الولاياتالمتحدة. ولفتت إلى أن رد مرسي على الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في القاهرة هو واحد من أدلة عديدة تشير إلى أن مرسي يدرك جيداً أنه لا يستطيع الإستغناء تماماً عن الولاياتالمتحدة، ولكنه في الوقت نفسه يرغب في جعل العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر أقل "استثنائية". وتوقعت الصحيفة أن تثير زيارة مرسي المتوقعة للولايات المتحدة جلبة كبيرة، مشيرة إلى أن البيت الأبيض لم يؤكد بعد ما إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلتقي مرسي أم لا، كما أن زيارة مرسي لواشنطن التي ستكون جزءا من رحلته للولايات المتحدة لحضور الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، تأتي بعدما قام بالفعل بزيارة دول أخرى من بينها الصين وإيران والسعودية. وقالت أن المسؤولين الأمريكيين والخبراء المصريين يأملون أنه بمرور الوقت سيشعر مرسي بالقوة الكافية في منصبه الجديد لبناء علاقات أقوى مع الولاياتالمتحدة، مضيفة أن وجهة نظرهم هي أنه على الولاياتالمتحدة أن تتحلى بالمزيد من الصبر تجاه الحكومة الجديدة التي لا زالت تحاول التأقلم مع الحياة في السلطة بعد عقود من المعارضة. وأشارت إلى أن الجهود الأمريكية لتشجيع قرض صندوق النقد الدولي لمصر، والمفاوضات لتخفيف عبء الديون على القاهرة، بالإضافة إلى الوفد التجاري الأمريكي الأخير للقاهرة جميعها مؤشرات على أن إدارة أوباما تدرك أن الولاياتالمتحدة لها مصلحة حيوية في تعزيز الإقتصاد المصري ومساعدة مصر على خلق فرص عمل للشباب الغاضب الذين يلعنون الولاياتالمتحدة والذين أحرقوا علمها أمام سفارتها بالقاهرة الاسبوع الماضي. ولكنها اختتمت قائلة أنه على الرغم من ذلك فإن تصريحات أوباما الفاترة حول مصر تشير إلى وجود فترة اختبار لتحديد حجم الشراكة المستقبلية مع مصر الجديدة.