تحت عنوان "التحالف لم يعد قائما"، رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن هدوء الرئيس المصري الجديد "محمد مرسي" وبطء ردود أفعاله تجاه الاحتجاجات التي استهدفت السفارة الأمريكيةبالقاهرة على أعقاب الفيلم المسيء للرسول "محمد" يشير إلى نهاية التحالف بين البلدين ويؤكد مخاوف واشنطن وأن العلاقات بين مصر ما بعد الثورة والولاياتالمتحدةالأمريكية دخلت مرحلة الاختبار. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن التوترات القائمة حاليًا في العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تسربت إلى العلن وسط استمرار الاحتجاجات المناهضة لأمريكا في القاهرة والعالم الإسلامي حتى اليوم تشير إلى حالة عدم اليقين والشك التي تواجه اثنين من الأصدقاء داما لأكثر من ثلاثين عامًا بعد تغيرات عميقة طرأت على العلاقات بين الحليفين. ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الأسبوع الماضي: "إن مصر تحت قيادتها الإسلامية الجديدة ما زالت في عمل مستمر وجار لتثبت وجهتها" معبرًا عن مخاوف واشنطن تجاه الرئيس "محمد مرسي" الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين بقوله: "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تعتبر مصر حليفًا ولا تتخذها عدوًا في الوقت ذاته." وذكرت الصحيفة أن ردود أفعال الولاياتالمتحدةالامريكية المتباينة تجاه مصر أتت من موقف الرئيس "مرسي" الذي أبدى شيئا من التقاعس في التحرك بسرعة ضد الاحتجاجات التي أثارها الفيديو المهين للرسول والمسيء للإسلام والمسلمين ليقدم توبيخا فاترا لمؤيدي العنف المناهض لأمريكا. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس "مرسي" قبل الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي كان ينتهج سياسة التوازن الدقيق بين الضغوطات المحلية لإظهار القرارات الواضحة وتسوية بعض الأمور مع الولاياتالمتحدة والواقع الاستراتيجي لاستقلال مصر ورفض تبعيتها المطلقة لأمريكا. وقالت الصحيفة إن العلاقات بين القاهرةوواشنطن ستظهر معالمها بوضوح وسيمتلك "مرسي" فرصة حقيقية لإظهار الكيفية التي سيسير عليها عندما يزور الولاياتالمتحدةالأمريكية في وقت لاحق من هذا الشهر، مؤكدة أنه في الوقت ذاته لا يستطيع "مرسي" التفريط في الولاياتالمتحدة في ظل الاقتصاد المصري المريض بالإضافة إلى أنه يعمل على تخفيف السندات المصرية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وانتهت الصحيفة بقولها: على الرغم من اتخاذ واشنطن موقفا من الإدارة المصرية إلا أنها تحاول تعزيز الاقتصاد المصري بشتى الطرق مثل شطب مليار دولار من الديون المصرية لأمريكا وتحفيز الصندوق الدولي لمنح مصر القرض الذي تطلبه لكي تكتسب مصر كحليف قوي لها في منطقة الشرق الأوسط وتستطيع من خلالها تحقيق مصالحها في المنطقة.