تشارك فلسطين لأول مرة كدولة كاملة العضوية في اجتماع مشاورة المديرة العامة لليونسكو الذي يعقد في مسقط ، بحضور الأمناء العامين للجان الوطنية لليونسكو في الوطن العربي . ويهدف الاجتماع مناقشة مشروع الإستراتيجية المتوسطة الأجل للفترة 2014 – 2021 ، ومشروع البرنامج والميزانية للفترة 2014 – 2017 والذي تستمر إعماله لمدة ثلاثة أيام.
وقالت وكالة " سما " الفلسطينية أنه يشارك في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الدكتورة مديحة الشيباني وزيرة التربية والتعليم العمانية، و اريك فالت نائب المديرة العامة للعلاقات الخارجية لمنظمة اليونسكو وممثلي المنظمتين العربية والإسلامية للتربية والثقافة والعلوم وعدد من ممثلي المنظمات غير الحكومية، وبمشاركة هشام واصف الملحق الثقافي في سفارة دولة فلسطين في سلطنة عمان.
كما أعرب إسماعيل التلاوي الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الذي يشارك في الاجتماع ممثلا لدولة فلسطين، عن شكره وتقديره للمجموعة العربية التي وقفت بكل قوة إلى جانب فلسطين لتأخذ حقها في العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو، وهو الدور الطبيعي إلى جانب الشعوب الأخرى
وقال أن الشعب الفلسطيني بإبداعاته الخلاقة وتميزه العلمي وتراثه الثقافي الفريد وتمسكه في العيش بسلام وامن، سيساهم في اثراء وتطوير البرامج والأنشطة التربوية والثقافية والعلمية لمنظمة اليونسكو إلى جانب الدول الأعضاء الأخرى.
وقال في كلمته ان فلسطين تؤكد على دور اليونسكو في الحفاظ وحماية الممتلكات الثقافية لشعوب المنطقة، وبخاصة الإرث الثقافي للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للسرقة والنهب من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك يوميا عشرات القرارات الصادرة عن منظمة اليونسكو بشأن ما يجري في القدس من حفريات في منطقة الحرم القدسي الشريف وما تقوم به من تغيير حقيقي للمعالم التاريخية وتدمير للأماكن التاريخية والحضارية العربية والإسلامية في مدينة القدس خاصة وفلسطين عامة، وهي بذلك ترتقي الى مستوى الدولة المارقة والخارجة عن جميع الاتفاقات والمعاهدات الدولية والتي تنص على حماية الممتلكات الثقافية في الأراضي المحتلة، وبخاصة اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية والطبيعية لعام 1972 .
وتساءل التلاوي عن وجود مفردات كثيرة مثل " العنف، والصراع، والأزمات، والنزاعات، والكراهية، والحرب "، وغيرها من المفردات الأخرى في استراتيجيات اليونسكو في الوقت الذي تخلو هذه الاستراتيجيات من كلمة الاحتلال الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار وزعزعة الأمن، ويسبب الكراهية واستمرار الصراعات والأزمات في العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق السلام والأمن للشعوب في العالم.
واضاف انه لا يمكن للمنظمة الدولية أن تحقق الهدف الاستراتيجي لها في انجاز برنامجها للتنمية المستدامة، وتحقيق ما جاء من مقترح لتحقيق ما أسمته " المواطنة العالمية " في منطقة الشرق الأوسط ما دام هناك احتلال اسرائيلي لفلسطين والمناطق العربية الأخرى في المنطقة، وهو آخر احتلال على الكرة الأرضية، هذا الاحتلال الذي يعرقل كل مجالات الحياة للشعب الفلسطيني.
وأكد التلاوي أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على تزوير المناهج الفلسطينية للمدارس في القدسالمحتلة، وطالب المنظمة الدولية باتخاذ خطوات وقرارات فاعلة واستخدام آليات ملزمة لدولة الاحتلال بالتوقف الفوري عن هذه الانتهاكات التي تصيب المكان والإنسان الفلسطيني على السواء.
ومن المنتظر أن يخرج اجتماع المشاورة مع الدول الأعضاء بالمنطقة العربية بتوصيات هامة من شأنها ان تسهم في تحديد أهم التحديات العالمية والإقليمية في المجالات التربوية والثقافية والعلمية من منظور الدول العربية المشاركة، والتي ينبغي أن تتضمنه الإستراتيجية المتوسطة الأجل 2014 – 2021 لليونسكو ، وكذلك الأولويات التي ينبغي أن تدرج ضمن مشروع البرنامج والميزانية للفترة 2014 – 2017 .
ويذكر ان المؤتمر العام لليونسكو حدد مجموعة من المبادئ الأساسية لإستراتيجية اليونسكو القادمة والتي ترتكز على افريقيا والحد من الفقر فيها، والمساواة بين الجنسين، وتطبيق نهج قائم على تحقيق السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان. مواد متعلقة: 1. رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في مقر اليونسكو (فيديو) 2. فرنسا ترحب برفع علم فلسطين باليونسكو 3. "فتح": ادراج اليونسكو لكنيسة المهد على قائمة التراث دلالة على استقلالية القرار الفلسطيني