نجحت جهود المجموعة العربية برئاسة مصر في منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" في نيلِ فلسطين العضويةَ الكاملة في المنظمة..وذلك رغم ممانعة الولاياتالمتحدة الشديدة. وإن دل ذلك علي شئ إنما يدل علي أن التسليم القدري بضعف العرب أمام القدرات السياسية الأَمريكية ليس في محله.. ودل أيضا علي أن للعرب صداقات في العالم يمكنهم بها.. وهم مسلحون بالحقِ والعدالة.. أن يصنعوا منها جدرانا وسياجا أمام محاولات إِسرائيل المدعومة من واشنطن.. لنفي فلسطين من صدارة قضايا العالم.. وقد تعرت الولاياتالمتحدة وسقطت ورقة التوت عنها كدولة عظمي .. فبدت صغيرة حين عاقبت إِرادة شعوب 701 دولة صوتت للحقِ الفلسطيني.. بالإمتناعِ عن دفع مساهماتها في ميزانية اليونسكو.. وكذلك حليفتها إسرائيل التي أعلنت تجميد تمويلها للمنظمة الثقافية .. وقد وصف مندوب إِسرائيل في اليونسكو إنضمام فلسطين بالمأساة .. مما يوضِح حدةَ عدوانية دولة الإحتلال البغيض ضد حضور فلسطين الثقافي والإنساني في الخريطة الحضارية لشعوب العالم.. والمنظمةُ الدوليةُ ذات المشاغل الثقافية والتربوية والعلمية.. يوم أبيض آخر يتم تسجيله.. إِذن.. في مدونة العمل العربي المشترك.. إنكسرت فيه إِرادة أمريكية ضاغطة وداعمةٌ للسطو الإِسرائيلي علي مقدرات الشعب الفلسطيني الثقافية وتراثه وعمرانه.. نأمل أن تنتبه المنظمة الدولية إلي المقادير اللازمة لدحض محاولات التخريب الذي تمارسه إِسرائيل لهدم المنشآت التعليمية في الأَراضي الفلسطينية.. واستباحتها مساجد وكنائس القدس .. وكذلك ما تقترفُه من هدمٍ وتشويه لمبان عمرانية فلسطينية.. والمعروف أن اليونسكو طالما تهاونت في هذا كله.. وأن نجاحات عربية مقدرة صدت في جولات سابقة محاولات المحتل الإسرائيلي إِلحاق التراث الثقافي للقدس به.. ويحسب للفنان والصديق الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق أنه نبَّه أثناء حملته الإنتخابية في المنافسة علي رئاسة اليونسكو.. إِلي أن أمريكا وإِسرائيل تخوضان معركةَ تسجيلِ القدس أثرا إِسرائيليا ضمن قائمة التراث العالمي في المنظمة.. لفرض أَمر واقع.. تهنئة من القلب إلي الرئيس الفلسطيني أبومازن .. وإلي كل الشعب الفلسطيني فقد انتزعتم إنتصارا حقيقيا علي إسرائيل ..بنيل فلسطين عضويتها الكاملة في اليونسكو .. ولكن .. نحسب أن فرحتنا بهذا الإنتصار.. لا ينبغي أن تنسينا أن معاركنا الفلسطينية والعربية في هذه المنظمة مع إِسرائيل وأمريكا لاتزال بعد طويلة..طويلة ..!