سلطت صحيفتان غربيتان صدرتا اليوم الأحد الضوء على احتراق أقدم سوق تاريخي أثرى قائم في مدينة حلب القديمة بسوريا إثر تجدد القتال الضاري على جبهات كثيرة بين الجيشين النظامي والحر مما أدى إلى اندلاع النيران بمئات المتاجر في السوق التاريخي المسجل في منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية استهلت تعليقها على هذا الحادث - والذي أوردته على موقعها الإلكتروني - بأن اعتبرته أسوء ضربة وجهت حتى الآن إلى المواقع التاريخية السورية بشكل عام وإلى السوق التاريخي الذي استطاع أن يحول قلب العاصمة التجارية لسوريا إلى موقع أثرى مدون بمنظمة اليونيسكو الدولية.
وقال محللون ونشطاء - في تصريحات أوردتها الصحيفة - "إن قناصة تابعين للجيش النظامي يجعلون من الصعب على مقاتلي المعارضة الوصول إلى سوق المدينة المسقوف الذي يعود إلى القرون الوسطى والذي كان يوما مزارا سياحياً رئيسياً".
وبالرغم من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن سوق حلب التاريخي لا يعد الموقع التاريخي الوحيد الذي سقط ضحية لانتشار الفوضى في كافة أرجاء سوريا، حيث تم تدمير بعض الحصون التاريخية التي تعود لقرون خلت فضلا عن تحول البعض الأخر إلى قواعد عسكرية على نحو دفع علماء الآثار إلى التحذير من إمكانية تدمير هذه الحصون بشكل نهائي.
ونقلت الصحيفة عن رودريجو مارتن الخبير الأثري، "إن المواقع التاريخية السورية الستة والمسجلين في منظمة اليونسكو يعانون في حقيقة الأمر من درجات متفاوتة من الدمار منذ بدء الانتفاضة السورية".
وعن المعارك الضارية حالياً في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، والتي كانت في بداية الثورة بمثابة معقل لقوات الأسد، تكهنت الصحيفة الأمريكية أنه في حال سقوطها ونجاح قوات المعارضة في بسط سيطرتهم عليها فإن ذلك سيعد بمثابة أكبر نصر استراتيجي للثورة السورية.
وفي السياق ذاته، اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن أسواق حلب التاريخية تعد في الحقيقة جائزة تكتيكية للمقاتلين من أتباع المعارضة والنظام الحاكم على حد سواء نظراً لاختبائهم في حصونها الشاهقة والتي اتخذوها مقرا لهم، بحسب ما أعلن نشطاء سياسيون.
وأشارت الصحيفة - في تعليق لها أوردته على موقعها الإلكتروني - إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد أعلن أن قوات الرئيس بشار الأسد والثوار باتوا يلقون اللوم في إحراق سوق حلب التاريخي على بعضهم البعض.
وعما جرى عقب اندلاع الحرق، نقلت الصحيفة عن الناشط السوري أحمد الحلبي قوله "إن سكان المنطقة حاولوا جاهدين إخماد هذا الحريق من خلال أعداد محدودة من أجهزة إطفاء الحرق وخراطيم إمداد المياه"، معتبرا هذا الحريق كارثة حقيقية تهدد المتاجر المتبقية. مواد متعلقة: 1. 110 قتيلاً في حلب ودمشق وريفها ب«سوريا» 2. مصدر عسكري سوري: نسيطر على مناطق رئيسية في حلب 3. مقتل 18 بنيران النظام السوري اليوم ..وقصف عنيف على حلب (فيديو)