الأناضول: دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو اليوم الجمعة الدول الأعضاء في المنظمة إلى التصدي العاجل لظاهرة التعصب الديني عبر قطاعي الإعلام والتعليم. جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد على هامش الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتطرق أوغلو في كلمته إلى أزمة الفيلم المسيء للرسول محمد خاتم الأنبياء الذي بث على موقع "يوتيوب" في 11 سبتمبر- أيلول الجاري، والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول التي نشرتها صحيفة "تشارلي إبدو" الأسبوعية الفرنسية الساخرة يوم 19 قد سبتمبر/أيلول الجاري، وأثارت موجة عارمة من الاحتجاجات في العالمين العربي والإسلامي.
وقال: "مطلوب الآن وعلى وجه السرعة: تعبئة الموارد الجماعية لجميع الدول الأعضاء (في منظمة التعاون الإسلامي)، مدعمين باستراتيجية شاملة ومدروسة جيداً وقادرة على هزيمة حملة الكراهية الحالية".
وأضاف أن مكافحة ظاهرة التعصب الديني تكمن في معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة وأهمها: "الجهل" لدى عامة الناس.
ورأى أن هناك سبيلين فقط للتصدي بفعالية لهذا "الجهل" هما: الإعلام والتعليم، مطالبا بضرورة التواصل عبر هاتين الوسيلتين مع عامة الناس.
وأوضح أنه ينبغي تشجيع وسائل الإعلام على نشر الصورة الحقيقية للأديان والمعتقدات بهمة ودأب، وعبر التركيز على مبادئها الأساسية للسلام والتسامح وليس على الأفعال التي اتخذها بعض الضالين باسم تلك الأديان أو المعتقدات.
كذلك دعا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى بذل الجهود لتطوير نظام تعليم للجيل القادم؛ يساهم في نشر فهم أفضل للحضارات والقيم الإنسانية المشتركة.
ونوه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في هذا الصدد إلى القرار 16/18 الذي اعتمده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع في عام 2011، والذي نص على "إدانة" "أية دعوة إلى الكراهية الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف، سواء باستخدام وسائل الإعلام المطبوعة أو المسموعة أو المرئية أو الإلكترونية أو بأي وسيلة أخرى".
وفي السياق ذاته، أدان أوغلو حوادث القتل التي تعرض لها عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا والتعدي على السفارة الأمريكية في القاهرة في إطار الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول محمد خاتم الأنبياء، مشددا على أن التعبير عن الغضب أو السخط ينبغي ألا يكون بقتل الناس أو بتدمير الممتلكات.
وقال: "هذه الحوادث تظهر العواقب الوخيمة لإساءة استخدام مبدأ حرية التعبير من جانب، وإساءة استعمال الحق في التظاهر من جانب آخر. وإن هذه الحوادث الأخيرة استدعت مرة أخرى الحاجة الماسة لاحترام الأديان ورموزها". مواد متعلقة: 1. البرادعي تعليقاً على فتنة "دهشور": علينا فرض عقوبات مشددة ضد التعصب والتمييز 2. دعاة الأوقاف في سيناء لمواجهة "التعصب" 3. بيت العائلة المصرية بمدينة نجع حمادي ينظم مؤتمرا يندد بالتعصب والإساءة للرسول الكريم