دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اليوم الخميس منظمة الأممالمتحدة بإعلان أن "الديكتاتورية آفة سياسية واجتماعية يتعين القضاء عليها". واقترح المرزوقي في كلمته أمام الاجتماع ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة - حسب وكالة "فرانس برس"- الي إنشاء محكمة دستورية دولية على غرار المحكمة الجنائية الدولية للقضاء علي الديكتاتورية، تتوجه إليها الأحزاب الديمقراطية الوطنية والجمعيات المدنية والدولية للطعن على دساتير وقوانين مخالفة للقانون الدولي، أو الطعن على انتخابات غير حرة، على أن يكون من صلاحيات هذه المحكمة إصدار حكم بضرورة مراجعة الدساتير والقوانين المتنازع عليها، وفي الحالات القصوى الحكم بلا شرعية الانتخابات، وعدم شرعية النظام المنبثق عنها.
وأضاف أن هذا الحكم سيضع كل الأنظمة، خاصة الديمقراطية أمام واجباتها ومن بينها عدم الاعتراف بأي نظام لم تعترف به المحكمة الدستورية الدولية، مشيرًا إلى أن تونس عانت من انتخابات غير حرة ونظام ديكتاتوري لسنوات، لأنه لم يكن هناك نظام دولي أو محلي يمكن من خلاله الحكم ببطلان الانتخابات، مطالبًا بأن يوضع هذا المقترح على جدول أعمال الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف الرئيس التونسي ان الشعب دفع ضريبة انتقاله للديمقراطية لكن الثمن الذي دفعه أقل من الذي دفعته مصر وليبيا واليمن ويدفعه الآن الشعب السوري. وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا مثال على ما تقدر عليه الديكتاتورية من جنون دموي وما تكلفه للشعوب التي تبتلى بها، مؤكدًا أهمية وجود بناء نظام دولي يمنع ويُقصر عُمر أنظمة كانت وستبقى لعنة على الحقوق والحريات داخل الشعوب ولعنة على السلام بينها، حسب قوله، لافتًا إلى أن السلام لم يحل في أوروبا إلا بعد أن تخلصت من الديكتاتوريات النازية والفاشية.
وحذر المرزوقي من الأذى الذي تستطيعه مجموعات صغيرة تستطيع بث الفوضى على نطاق واسع نتيجة تطور وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن هذه المجموعات هي ظاهرة من ظواهر عمق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تعاني منها المجتمعات، وعنصر من عناصر تعميق الأزمات التي تدعي حلها بالتطرف والعنف.
وتابع: إن ما يحدث إنذار يجب أن نتعامل معه بجدية لأن الحربين العالميتين الأولى والثانية مهد لهما تطرف الخطاب السياسي، وصعود الأحزاب والمنظمات اليمينية. وطالب الرئيس التونسي بعقد قمة أممية تحت راية الأممالمتحدة لتجديد عقد السلام بين مكونات العائلة الإنسانية، ووضع خطط مشتركة لمحاصرة هذه الكراهية المخيفة التي تسعى جماعات غير مسؤولة لبثها وكأنها تريد إعطاء الجدية لخرافة حرب الحضارات.
ودعا بتدخل إنساني عاجل لإغاثة الشعب السوري ورحيل الأسد ونظامه وإرسال قوات حفظ سلام عربية لتأمين المرحلة الانتقالية، معلنًا دعمه لحق فلسطين في مقعد دائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومدينًا العنف ضد النساء والأطفال والإسلاموفوبيا، وأن يكون للمسلمين في بورما والمسيحيين في الأراضي الإسلامية نفس الحق في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وأكد ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. مواد متعلقة: 1. المرزوقي يغيب عن قمة عدم الانحياز لأسباب "غامضة" 2. المرزوقي: وصولي إلى رئاسة تونس "فرصة العمر" 3. المرزوقي: استفزازات الجماعات السلفية في تونس تجاوزت الخط الأحمر