أ.ش.أ: اعتبرت تقارير صحفية بريطانية اليوم الخميس، أن التحدي الأكبر الذي سيواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما حال ما فاز بفترة رئاسية ثانية يكمن في منطقة الشرق الأوسط،حيث لا تزال دول الربيع العربي تشهد مخاضا عسيرا، إضافة إلى أزمة برنامج إيران النووي. وأوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها الالكتروني، أن تفاقم الأحداث والصراعات في سوريا على نحو خطير ينذر بتحولها إلى حرب إقليمية موسعة تزج بأطراف أخرى،إضافة إلى احتمالات شن إسرائيل ضربة أحادية الجانب للمنشآت الإيرانية النووية تشكلان تحديين رئيسيين للرئيس الأمريكي خلال الفترة المقبلة.
وأردفت الصحيفة تقول "ليست هناك ثمة حلول سحرية قد تمكن الرئيس الديمقراطي الذي يخوض غمار المنافسة مع منافسه الجمهوري ميت رومني من تخطي حق الاعتراض (الفيتو) الروسي والصيني في الأممالمتحدة أو تجنب الضغوط الإسرائيلية بشأن ضرب برنامج إيران النووي".
ورأت الصحيفة الأمريكية في هذا الصدد أن الخيارات الأفضل المتاحة في جعبة الرئيس أوباما تتمثل في نهج الحوار والدبلوماسية،مشددة على ضرورة أن يعمل أوباما على تكرار وتوسيع المساعي الدبلوماسية التي مارسها خلال الأولى من توليه الحكم مع قادة طهران ومحاولة التوصل معهم-من خلال المفاوضات-إلى حل يجنب بلاده التورط عسكريا في حرب لا تحمد عقباها.
ومن هذا المنطلق، أشادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بما وصفته بالتعقل والحذر الذي اعتمدته إدارة الرئيس أوباما منذ توليها إدارة شئون البلاد وحتى الآن في التعاطي مع مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية بوصفها سياسة "تمتاز بالواقعية والفصاحة".
وأوضحت الصحيفة لقد تعرض الرئيس الأمريكي منذ أن جاء إلى البيت الأبيض عام 2006 إلى انتقادات حادة بشأن ما وصفه البعض "بتخليه عن القيم والمبادئ" التي تتبناها الولاياتالمتحدة وأن إدارته "الضعيفة والرخوة" حسب تعبير البعض، قد تسببت في وقوع هجمات واعتداءات ضد أهداف أمريكية خارج مناطق الحروب تمثل أخرها: في الاعتداء على مقر القنصلية الأمريكية في مدينة "بنغازي" الليبية والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من تلك الانتقادات إلا أن أوباما يستحق الإشادة لتمكنه طيلة تلك فترته الرئاسية من الإبقاء على نوع وشيء من التوازن تمثل مؤخرها في إصراره على وصف الفيلم الأمريكي المسيء للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) "بالمقزز" بينما أدان في الوقت ذاته الهجمات التي استهدفت مقار البعثات الدبلوماسية حول العالم ،وعدم الانجرار إلى دعوات متسرعة تقحم بلاده في مسارات خطيرة. مواد متعلقة: 1. "فاينانشيال تايمز": سقوط الأسد يمكن أن يكون مزعجا لتركيا 2. فاينانشيال تايمز: المعارضة السورية تستعد للاتحاد لتحمل المسئولية حال سقوط نظام الأسد 3. فاينانشيال تايمز: ضرب إيران يبرر سعيها وراء امتلاك قنبلة نووية