بعد ان دخل التاريخ من أوسع أبوابه لاكتشافه مخبأ العقيد الراحل معمر القذافي في 20 أكتوبر من العام الماضي بسرت، رحل الثائر الليبي عمران جمعة شعبان، الذي ينحدر من مدينة مصراتة ، بإحدى المصحات الباريسية بفرنسا . وكان عمران بن شعبان قد ظهر في عدة صور وتسجيلات فيديو وهو يمسك معمر القذافي خلال اعتقاله في سرت وقبل ان يقتل.
واختطف عمران (22 عاماً) في مدينة بني وليد وقضى شهرين تحت التعذيب في يد آسريه الذي وعدوا بإجراء محاكمة له قبل أن يُطلق سراحه بعد تدخل من محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي.
وإثر هذا نقل عمران إلى العاصمة الفرنسية باريس لتلقي العلاج بعد أن أطلق سراحه وهو في حالة صحية حرجة جداً، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى الأمريكي في باريس.
عمران البطل
وعمران هو البطل الذي خرج من بيته منذ بداية الثورة إلى ساحة الجهاد في مدينته وفي كافة ساحات الحرب في ليبيا و لم يذق طعم الراحة و الهناء إلا بعد التحرير ، كما هو البطل الذي ألقى القبض على القذافي وأخرجه ذليلاً مهاناً من أنبوب صرف صحي في سرت .
وقد أدخل البهجة والفرحة والسرور على قلب كل أم استشهد ابنها او بترت اطرافه أو تعرض للإصابة أو حتى رجع سليما الى بيته.
كما تنازل عن المكافأة التي خصصها المجلس الانتقالي وقيمتها مليون وسبعمائة ألف دينار لمن يدلي بمعلومات عن القذافي فكيف بالذي امسك به و اخرجه من جحره .
نعي على الفيس
وعلى صفحة "كلنا البطل الشهيد عمران جمعة شعبان" على الفيس بوك نعى الشباب الليبي عمران جمعة من خلال نشر صور مختلفة له والتي حملت العديد من التعليقات .
ومن التعليقات التي حملتها الصفحة : "الرجولة لا تشترى بالمال.....فالفرق شاسع بين شهيدا ودجال"
- لا عزاء فيك ياعمران العزاء فينا .. لا عزاء حتى يعم العدل و السلام ارضينا .. اللهم تقبله برحمتك من الشهداء
- الى روح الشهيد عمران شعبان .... ستبقى أمد الدهر مذكورا .... وسيظل غادرك كل الدهر مقهورا
- رحمة الله عليك يا بطل .. والخزي والعار لمن قتلك
- رحمك الله ياعمران بعد ان خلصتنا من الطغيان ندعو الله أن يتقبلك بالعفو والغفران وأن يسكنك اعلى الجنان وأن يبعد جسدك عن النيران
حداد بمصراتة
كما نعى المجلس المحلي لمصراتة الشهيد عمران جمعة شعبان ، من خلال بيان أصدره المجلس، وأعلن الحداد بالمدينة.
وتصاعدت حدة التوتر في مدينة مصراتة بعد الاعلان عن وفاة عمران ، وذلك بعد خطفه وتعذيبه لمدة شهرين في مدينة بني وليد المجاورة التي كانت اخر معقل للنظام السابق.
وقال وليد بن شعبان وهو قائد كتيبة لمتمردين سابقين "سوف ننتقم عسكريا ولكن بشكل شرعي".
وقال سليمان فورتيه عضو المجلس الوطنى الإنتقالى الليبى السابق :"إن الشهيد الثائر عمران جمعة شعبان قد أصيب بإصابات خطيرة أثناء إختطافة فى مدينة بنى وليد وتم نقله الى فرنسا لتلقى العلاج الا ان توفي الثلاثاء الموافق 25 سبتمبر" .
هذا وقد وصلت الطائرة التي تحمل جثمان الشهيد عمران جمعة إلى مطار مدينة مصراتة و كان في استقبالها حشد من أهالي المدينة .
البرلمان يلاحق القتلة
من جانبه كلف المؤتمر الوطني الليبي العام (البرلمان) وزارتي الداخلية والدفاع بإلقاء القبض على من قام باختطاف وتعذيب الثائر الليبي عمران جمعة ورفاقه ، والقبض على بقية المطلوبين للعدالة وتقديمهم للقضاء الليبي خلال عشرة أيام، وكذلك الإفراج عن الأسرى الموجودين بمدينة "بني وليد".
واعتبر المؤتمر عمران جمعة من شهداء الواجب ومنحه وسام شهيد الواجب، كما أعطى ورثته كافة الميزات المقررة قانونا لشهداء الواجب.
وكان المؤتمر الوطني الليبي قد أعرب في بيان سابق عن الحزن الشديد والأسى البالغ لوفاة عمران جمعة الذي توفى فجر اليوم في فرنسا.
وأعلن المؤتمر في بيانه الذي تلاه متحدثه الرسمي بطرابلس، أنه يشاطر الشعب الليبي العزاء والحزن لفقد هذا البطل الشجاع الذي وافاه الأجل المحتوم نتيجة لإصابته بطلق نارى إثر اعتداء غادر أثيم وتعرضه للاحتجاز في "بني وليد"، واتخاذ كافة الإجراءات لملاحقة الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
مواد متعلقة: 1. انصار القذافي يهددون العلاقات المصرية - الليبية (فيديو) 2. القبض على شبكة من "فلول" القذافي في الخرطوم 3. تأجيل محاكمة سيف الإسلام القذافي خمسة أشهر