أكد الدكتور إبراهيم أبو محمد مفتى أستراليا ل"محيط" أن الفيلم المسيء للرسول لن يكون آخر الإساءات، كما لن يكون الغرب وحده مصدرا لتلك الإساءات، وإنما هنالك بؤر أخرى خلفتها الثقافة الفاسدة لفئة من المثقفين يشدون رحالهم العقلية للغرب ويجعلونه كعبتهم الثقافية في التنوير والتحوير.
وقد قرأنا على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض القاصرين عقليا ممن يبحثون عن دور قولهم: "إن مكتشف السيشوار أنفع للبشرية من كل الأنبياء؛ لأن الأنبياء -في نظرهم- لم يورثوا أتباعهم غيرالصراع".
وأضاف قائلا هذه العبارة ذكرتني برجل قال للأديب الأيرلندي الشهير جورج برناردشو: أليس الطباخ أنفع للأمة من الشاعر أو الأديب ؟ فقال : الكلاب تعتقد ذلك.
ومن ثم فلن يكون جوزيف نصر الله ونيقولا باسيلي وزكريا بطرس هم آخر القوائم الفاسدة.
وأضاف الدكتور أبو محمد :الإنسان بطبيعة الحال لا يمكن أن يقبل هذا الخبل الذي لا يمت لا للثقافة ولا للأدب في قليل أو كثير، ومع يقيننا أن طنين أجنحة الذباب لن يجرح في القلب أو الوجدان مقام النبوة، إلا أن الإنسان يشتد أسفه على حجم السقوط العقلي لدى هؤلاء، كما يحزن للردة النفسية التي تصل بصاحبها إلي أسفل سافلين فتخرجه عن مصاف الإنسانية ليصنف ضمن مخلوقات أخري غير فصيل البشر السوي.
ويضيف مفتى استراليا :بعد ثورات الربيع العربي العالم قد تغير، والعالم الإسلامي على وجه التحديد لم يعد مقاطعات مؤمنة بمندوب سامي من الغرب، الشعوب أضحت شريكا قويا في الدفاع عن مصالحها وعن عقائدها ومقدساتها.
والعناصر التي كان يستعملها الغرب كورقة ضغط على الحاكم لم تعد مجدية والأفراد أو المؤسسات التي يستعين بها ويدفع لها لا تستطيع في ظل المتغيرات الجديدة أن تؤدي خدماتها في إيذاء المجتمعات الإسلامية كما كانت تفعل في السابق.
كما أن خريطة الوعي بدأت تتغير وظهر مع هذا التغيير أن عناصر الضغط لم تعد حكرا على طرف واحد، بل أضحي الضغط متبادل وحجم الخسائر يمكن أن يكون موجعا حتى للطرف الأقوى في المعادلة.
وأوضح مفتي أستراليا أن أفضل الردود على هذه الإساءات تتمثل في مجموعة من الخطوات فعلى مستوى مؤسسات المجتمع المدني لابد من تكوين هيئات متخصصة لإدارة مثل هذه الأزمات، بينما يجب التعبير عن الرأي أن يتم في شكل التظاهر الحضاري بعيد عن الصخب والفوضى وتدمير الممتلكات العامة أو التعرض بالأذى لبعض الأشخاص حتي ولو كانوا من المسيئين .
مواد متعلقة: 1. المفتي لسفير استراليا : الأزهر الشريف المرجعية الدينية الأولي والوحيدة في مصر 2. ياسر علي: وزير خارجية استراليا أكد دعم بلاده لمصر بعد ثورة 25 يناير 3. وكالة تركية: افتتاح أول متحف إسلامي في استراليا عام 2013