كشف الشاعر المصري أيمن مسعود عن مادة فيلمية يجري إعدادها برعاية "ساقية الصاوي" لإبراز حقيقة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، لمن يجهلونها في الخارج والداخل، وللرد على الشبهات التي يطلقها الكارهون للإسلام ، مؤكدا أن قنوات دينية ودعاة بعينهم كوجدي غنيم وخالد عبدالله أساءوا للإسلام حين أطلقوا ألسنتهم بالسباب للديانة المسيحية ومعتنقيها وحين أعادوا عرض الفيلم بالكامل، وهو أمر مشين يشوه صورة المسلمين . كما أكد مسعود أن الرد على الإساءة لابد أن يكون بلغة العقل وليس بالتفجير والعنف الذي يروح ضحيته أبرياء ليس لهم أية ذنب . محيط : ما هدف الفيلم .. وكيف يجري العمل فيه ؟ - جاءت فكرة الفيلم كرد عملي على الإساءة للرسول الكريم، وقد أردنا أن يكون الرد عقلانيا مقنعا حتى لغير المسلمين، وهو نوع من الخطاب يختلف عن مخاطبة المسلمين بسيرة الرسول من خلال كتب البخاري ومسلم، فغير المسلمين عادة يقتنعون بالحجج التاريخية الثابتة والعقلية وبأقوال المستشرقين المنصفين أمثال برنارد شو ولامارتين ، والفيلم يقوم أيضا بالرد على شبهات كثيرة أثارها الغرب حول الرسول الكريم منها المتعلق بزيجاته المتعددة أو ما يروج لأن الإسلام انتشر بحد السيف ، ويرد على تلك الشبهات علماء ودعاة كبار أمثال الدكتور عمر عبدالكافي وأحمد عمر هاشم والداعية معز مسعود والداعية علي الجفري وغيرهم . وأذكر أننا ذهبنا للإتفاق على الفيلم مع المهندس محمد الصاوي صاحب الساقية الشهيرة، ووافق فورا، وأقوم حاليا بكتابة السيناريو الأساسي بمعاونة مجموعة من الأصدقاء ومنهم الشاعر سالم الشهباني وأحمد عبدالجواد ، ثم سنطرحه على مختصين لتنقيحه . محيط : من سيقوم بتمويل العمل ؟ - في الحقيقة اتخذنا قرارا منذ البداية، أنا وجميع فريق العمل، أن تكون المشاركات تطوعية وبلا أي مقابل مادي؛ حيث نعتبر أن طلب مقابل للمساهمة في إبراز حقيقة الرسول العظيم هو عمل حقير، ولا يجب لمن يفكر بهذه العقلية أن يشاركنا . ويتكون فريق العمل من كتاب وشعراء ومصورين وموسيقيين وفناني جرافيك وأخصائيي تسويق ودعاة دينيين ومتخصصين بالتاريخ والسيرة النبوية . ورغم ما ذكرته، فإن أية تكاليف يمكن أن يتكلفها الفيلم يتحمل قدر كبير منها "ساقية الصاوي" عبر إتاحة المعدات اللازمة للتصوير والمسارح المكشوفة، والترتيب مع أصحاب أماكن تصوير خارجي، وباقي المصروفات أبدى رجال أعمال استعدادهم الكامل لتحملها كاملة . محيط : ولكن كيف ستشاهد الشعوب الغربية الفيلم .. باعتبارهم الجمهور المستهدف الأول ؟ - بالفعل هم مستهدفون بالفيلم ، وقد أعددنا خطة متكاملة لبث نسخة إنجليزية من الفيلم بالسفارات المصرية والإسلامية والعربية الشقيقة في دول العالم قاطبة ، وسيكون منسق هذه النسخة الداعية معز مسعود الذي قضى أغلب حياته في بريطانيا وذاع صيته فيها، وسيجري ذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، وكذلك سوف نقوم بإهداء جميع الشبكات الإخبارية الإلكترونية الكبرى نسخة من الفيلم باللغتين لمزيد من التعريف والإنتشار ، كما ستعرضه شاشات ساقية الصاوي والتجمعات الثقافية المصرية مساهمة في انتشاره . وأظن أن العمل نفسه قام به من قبل المخرج مصطفى العقاد صاحب فيلم "الرسالة" الذي نشره باللغتين العربية والإنجليزية . محيط : ما أفضل الردود العملية على الفيلم المسيء من وجهة نظرك حتى الآن ؟ - أنظر بإعجاب بالغ لتجربة المسلمين البريطانيين الذين قاموا بمشروع ترويج الكتب الإسلامية والتي تروي سيرة النبي الخاتم في الشوارع والميادين ، وهناك تجربة في أمريكا جديرة بالإلتفات وهي عبارة عن خط ساخن "اسأل عن الإسلام" وضع ملصقه بالأتوبيسات العامة وساهم كثيرا في نشر الفكر الإسلامي الصحيح والرد عن الإساءة للرسول العظيم . وهناك دعاة عظام قاموا بالرد على الإساءة باستعراض سيرة الرسول وسلوكه في حياته حتى مع غير المسلمين، وذلك في مصر وخارجها . ويمكننا في هذا الصدد أيضا الإشادة برجل الأعمال القبطي المصري إبراهيم زكي لوقا الذي عرض تمويل فيلم عن حياة الرسول الحقيقية . محيط : لماذا انتقدت المظاهرات الإسلامية حول السفارات الأمريكية ؟ - المشكلة ليست في التظاهر ، لكنه ليس العمل المطلوب لتصحيح صورة الإسلام ، وخاصة أن الفيلم المسيء لا يرتبط بالديانة المسيحية التي أنكرت الكنائس حول العالم مضمونه وجعلته منافيا لعقيدتهم . ولا يرتبط الفيلم كذلك بالجنسية الأمريكية لأن صاحبه مصري قبطي يعيش بالمهجر ، وبالتالي ليس هناك معنى لأن نتهجم على السفارات الأمريكية، خاصة أن الدولة هناك أصدرت استهجانا رسميا لمضمونه . ومشهد التظاهرات حمل سيناريو كابوسي حين حدثت مصادمات مع رجال الأمن المكلفين بحماية السفارات الأمريكية، وأندهش ؛ هل المقدم على ذلك يتخيل أن الضابط او العسكري سوف يفسح له الطريق لكي يقتحم السفارة مثلا ؟! وحملت التظاهرات مشاهد لا تمت للإسلام بصلة مثلما جرى في ليبيا حين قتلت مجموعة القنصل الأمريكي وأربعة من العاملين بالقنصلية الأمريكية هناك . وأظن أن الأجدى من ذلك أن يقوم مثلا كبار رجال الأزهر بمؤتمر جماهيري بميدان التحرير يتحدثون فيه للعالم عن حقيقة الرسول بلغة موضوعية . فللأسف ما جنيناه من المظاهرات هو أن المواطنين الغربيين الذين لا يعلمون شيئا عن الإسلام حين يشاهدون الفيلم الذي يتهم المسلمين بالتطرف، ويشاهدون أفعالا إجرامية يقوم بها مسلمون على أرض الواقع، سوف يصدقون الإساءة إلينا، وبذلك نكون قد صنعنا جزء ثانيا من الفيلم بإنتاج إسلامي . محيط : ومن كنت تقصد حين تحدثت عن محاكمة مشعلي الفتنة من الدعاة والقنوات الفضائية الدينية ؟ - هناك أمثلة عديدة منهم هذا الرجل الذي توعد بحرق الإنجيل والتبول عليه، وهو عمل يجهل صاحبه أنه يحرق كلمات الله ، حتى لو شابها التحريف وفق العقيدة الإسلامية ، فإنه لا يجوز حرقه ، ناهيك عن الإسلام ورسوله نهيا تماما عن سب غير المسلمين وإهانة مقدساتهم وأوصى خيرا بأهل الكتاب وخاصة أصحاب العقيدة المسيحية . وممن عنيتهم بمطلبي قناتي "الناس" و"الحافظ" اللتان تبثان منذ أيام برامج تحض على كراهية المسيحيين، رغم أن حادث الإساءة للرسول تبرأ منها مسيحيو العالم، وجاء الشيخ وجدي غنيم ليقول : سامحوني على الألفاظ التي ستسمعونها بشريطي للرد على الفيلم ، وللأسف لم يكن يرد على واضعي الفيلم ولكن على المسيحيين في تضليل متعمد . وفعل الشيء نفسه الداعية خالد عبدالله الذي تصدى لعرض الفيلم المسيء كاملا دون أن نعلم سببا لذلك . أما قناة الحافظ فهي تتحدث عن "عبدة الصليب" وهو خطاب يبعدنا تماما عن لب القضية وحقيقة المسيئين ويحركها في اتجاه كراهية الآخر الديني ، وهو مصدر للفتن التي تشتعل الآن . كما أنني أدين كل محاولة للدفاع عن الرسول بألفاظ صادمة ، كتلك التي نراها في بعض مظاهرات الشوارع التي تسب غير المسلمين أو الأمريكان أو غيرهم .. ونقول لهؤلاء ديننا لن ينصلح بأفعالكم والنبي بريء من أي فعل همجي يصدر عنكم .