ا ف ب - حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الاربعاء من احتمال تفكك الجارة الشمالية سوريا مع ارتفاع وتيرة العنف الطائفي فيها ما قد يقود لامتداد الصراع الى دول مجاورة. وقال الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "أنا قلق جدا من احتمالية تفكك سوريا، فقد شهدنا في الشهور القليلة الاخيرة زيادة في وتيرة العنف الطائفي".
واوضح العاهل الأردني أن ذلك لا يهدد وحدة سوريا فقط، بل قد يكون مقدمة لامتداد الصراع إلى دول مجاورة ذات تركيبة طائفية مشابهة، وقد شهدنا بالفعل اشارات على أن هذا الخطر يقترب أكثر فأكثر.
وفيما يتعلق بمعلومات حول ضبط "خلايا سورية" في المملكة التي استقبلت نحو 200 الف سوري بين لاجىء ومقيم من بداية الأزمة، قال الملك: "إن "عددا منهم لم يأت بحثا عن ملاذ آمن بل لتنفيذ مهام أخرى، منها جمع معلومات استخبارية عن اللاجئين، أو لتنفيذ مخططات تستهدف استقرار الأردن وأمنه".
واضاف العاهل الأردني أنه "كان من المستحيل علينا التدقيق أمنيا على كل شخص يعبر إلى الأردن وقد استقبلنا الجميع على أساس انساني".
واشار إلى أن "الطريقة التي تتعامل بها سوريا مع جيرانها تشكل تصعيدا محتملا، نراقبه عن كثب".
ومن جهة اخرى، أكد الملك عبد الله أن "الأردن لم يفكر بفرض منطقة عازلة (في سوريا)، لكننا نحتفظ بحقنا السيادي في وضع كل الخيارات الممكنة في الاعتبار بما يضمن حماية مصالح وامن المملكة".
ودعا الملك عبد الله إلى إيجاد صيغة لعملية انتقال سياسية من شأنها ان تجعل جميع مكونات المجتمع السوري، بمن فيهم العلويون، يشعرون بأن لهم نصيب ودور في مستقبل البلاد.
واكد أن عملية الانتقال السياسي الشاملة هي الوسيلة الوحيدة لوقف التصعيد، وهي في مصلحة الشعب السوري ومن شأنها ان تحفظ وحدة اراضي سوريا وشعبها، مشيرا إلى أن هذه العملية تصب كذلك في مصلحة الاستقرار الإقليمي والمجتمع الدولي.
من جانب آخر، أكد الملك عبد الله أن "المسالة السورية، لا تتعلق بفرد بل بنظام، فماذا سيستفيد الشعب السوري اذا غادر الرئيس بشار غدا وبقي النظام؟.
وقتل أكثر من 27 الف شخص منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا في منتصف اذار/ مارس من العام الماضي طبقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، الا ان الاممالمتحدة تقدر عدد القتلى بنحو 20 الف شخص.
وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو دعا مجلس الامن في 30 آب/ اغسطس إلى "التحرك من دون تأخير" لإقامة مناطق عازلة، ولم تنجح القوى الكبرى في الاتفاق على اقتراح تركيا الذي يتطلب المضي به تغطية عسكرية.
واوضح الملك عبد الله أن "اول واهم واجباتي حماية الأردن وحماية شعبنا، فقد شاهدنا الجيش السوري يطلق النار على مدنيين يعبرون الحدود نحونا، كما سقطت قذائف سورية على الأراضي الأردنية، لذا فإن خياراتنا مفتوحة في حال وجود تصعيد في الأحداث".
لكنه أوضح أن "اولويتنا تبقى في العمل على التوصل الى حل قائم على انتقال سياسي سلمي ضمن اطار القانون الدولي"، مشيرا إلى ان "هذا يشكل في نهاية المطاف خير ضمانة وهو بمثابة أفضل منطقة عازلة".
ومن جهة أخرى، أكد العاهل الأردني في المقابلة أن إسرائيل تعمل على "إعاقة" البرنامج النووي السلمي الأردني.
وقال: "إن المعارضة الأشد لبرنامج الأردن النووي تأتي من إسرائيل" مضيفا "عندما بدأنا الاعداد للحصول على طاقة نووية لاغراض سلمية، تواصلنا مع بعض الدول ذات المستوى المتقدم من العمل المسؤول في هذا المجال ليتعاونوا معنا"، غير انه "لم يمض وقت طويل حتى ادركنا ان اسرائيل تمارس الضغط على هذا الدول لاعاقة اي شكل من التعاون معنا".
ويسعى الأردن، الذي تثير احتياطاته من اليورانيوم اهتمام العديد من البلدان، إلى انشاء أول مفاعل نووي للاغراض السلمية خصوصا توليد الكهرباء وتحلية المياه بحلول عام 2019.
واقترح موقعا يبعد 47 كلم شمال شرق عمان في منطقة المجدل بالقرب من خربة السمرا لبناء هذا المفاعل. مواد متعلقة: 1. العاهل الأردني يطالب بالتنسيق مع مصر بشأن الوضع في سوريا 2. العاهل الأردني: تفجير دمشق "ضربة هائلة" لنظام الأسد 3. العاهل الأردني حريص على عقد اجتماع ثنائي مع "مرسي" لبحث الأوضاع في المنطقة