استنكرت العديد من القوى الاسلامية الباكستانية إقدام أحد رجال الدين علي تلفيق التهم بأحد الفتيات المسيحيات من اجل اتهامها بازدراء وإهانة الاسلام وهي الفتاة الباكستانية ريمشا والتي أتهمت بتدنيس القرآن بعد أن قبض عليها ممسكة ببعض صفحات محروقة من المصحف. وأسفرت التحقيقات أن الفتاة قاصرة لم تبلغ ال12 عام ، وأنها تعاني من خلل دماغي ،كما أكد محاميها، مما حدا بالمحكمة الباكستانية بإخلاء سبيلها مقابل كفالة مالية لم تُعلن قيمتها،ووفقاً لتأكيد ممثل اتحاد الأقليات الباكستانية، تم نقلها بطائرة هليكوبتر الى جهة مجهولة حيث ستمكث مع أسرتها.
وكان قد تقدم أمام أحد المساجد يدعى خالد جدعون شيشتي، برفع دعوى تجديف بتهمة ازدراء الإسلام، وذلك بعد أن أخبأ الصفحات في حزمة أوراق كانت الطفلة ذاهبة لتحرقها، ففعلت ذلك دون دراية منها - بحسب إفادات شهود العيان - واستنادا إلى هذه الإفادات اُعتقل إمام المسجد بتهمة الإدعاء الكاذب.
يذكر أنه وقبل إدلاء الشهود بأقوالهم ، سارعت حوالي 600 مسيحي باكستاني مقيم في المنطقة الفقيرة على مشارف إسلام أباد إلي الفرار الى جهات مجهولة خوفا من عمليات انتقام من قبل مسلمين متشددين ، فيما بقيت أسرة ريمشا مسيح في المنطقة بعد أن وفرت الشرطة لها الحماية، نتيجة لتهديدات تلقتها.
وقد أثارت هذه القضية ضجة كبيرة في باكستان وخارجها، إذ نظم نشطاء حملات للمطالبة بالإفراج عن ريمشا مسيح، كما طالب القائمون على هذه الحملات بتوفير الحماية للأقليات في باكستان. وجاءت هذه الحملات لتصب في إطار مطالب داخلية بإلغاء قانون التجديف، الذي يعرض من ينتهكه الى عقوبة تصل الى الإعدام.