نبذة تاريخية عن مسجد الرفاعى تم بناء مسجد الرفاعى 1329 هجرية الموافق 1911م.والذي يقع في مواجهة مسجد السلطان حسن على يسار الطالع إلى القلعة، فى مكان كانت تشغل جزءا منه زاوية الرفاعى، وفى سنة 1286 هجرية الموافق 1869م أمرت المغفور لها الأميرة خوشيار والدة الخديوى إسماعيل بهدم هذه الزاوية والأبنية المجاورة لها بعد أن اشترتها لإقامة مسجد كبير مكانها يلحق به مدفن لها ولسلالتها وضريحان للشيخ على أبى شباك الرفاعى والشيخ عبد الله الأنصارى ممن كانوا مدفونين بالزاوية المذكورة. فقام حسين باشا فهمى المعمار وكيل ديوان الأوقاف فى ذلك الوقت بوضع تصميم المسجد، وأشرف على التنفيذ خليل أغا، واستمر العمل حتى ارتفع البناء نحو مترين عن سطح الأرض ثم أوقفت عندما رؤى إدخال بعض تعديلات على التصميم. وفى سنة 1885م توفيت الأميرة خوشيار ودفنت فى ضريحها الواقع بالجزء البحرى للمسجد، وعندما توفى الخديوى إسماعيل دفن مع والدته. وفى سنة 1905 عهد المغفور له الخديو عباس الثانى إلى هرتس باشا باشمهندس لجنة حفظ الآثار العربية وقتئذ بتكملة المسجد فاتبع تصميم حسين باشا المعمار على قدر المستطاع وأبقى على فكرته الأصلية وهى إنشاء بناء ضخم يتناسب مع ضخامة مسجد السلطان حسن، أما أعمال الزخرفة فقام بتصميمها هرتس باشا واستمر العمل فيه إلى أن تم فى آخر سنة 1911م.
بعض الأضرحة التى يضمها مسجد الرفاعى ضريح نور هانم والدة الخديوى عباس : وأول ما يقابل الزائر ضريح نور هانم والدة الخديوي عباس, وهو من أضخم وأفخر الأضرحة النسائية بمجموعة مدافن الإمام الشافعي.. وطوله نحو ثلاثة أمتار, وعرضه متر ونصف المتر, وارتفاعه عند الشاهد4 أمتار, وهو من الالبستر النادر . ويمزج الضريح مثل معظم مقابر الأسرة المالكة بين البناء الهرمي الذي اتبعه قدماء المصريين, وبين الطراز العربي والإسلامي في نقوشه ووجود شاهد القبر أعلي الضريح . وكان الخديوي توفيق قد أنشأ هذا المقام لوالدته عام 1301 من الهجرة , وهو تاريخ وفاتها بحسب ما نقش عليه كما يعلو الشاهد تاج الملكة من المرمر .
ضريح الخديوي عباس الأول : وعلي يسار الضريح يرقد الخديوي عباس الأول تحت ضريح يساوي في فخامته وروعة نقوشه ضريح نور هانم, ويتكون أيضا من ثلاثة طوابق منقوشة بأشكال نباتية وعربية جميلة يعلوه شاهد كتب عليه باللغة التركية تعريف بصاحب القبر, والدعاء له, ويعلو الشاهد الطربوش التركي.. وقد أحيط هذا القبر بسور نحاسي ضخم منقوش بأشكال هندسية مفرغة, وبني هذا السور ليفصل بين قبر نور هانم, وقبر الهامي باشا شقيق الخديوي عباس وضريحه طابقان من الرخام المزخرف, وقد نقشت عليه الآيات القرآنية . وتعتبر المقابر الثلاث مجموعة مستقلة تقع بمدخل المدفن تحت إحدي القباب الدائرية الكبيرة .
أضرحة لزوجات الخديوي عباس وبعض بناته : كما توجد تحت القبة المجاورة عدة أضرحة لزوجات الخديوي عباس, وبعض بناته, وصممت من الرخام الفخم بثلاثة طوابق, ونقشت عليها أشكال عربية وهندسية .
ضريح الأمير احمد ابن إبراهيم باشا ، والأميرة عين الحياة والدة سعيد باشا : وتتميز هذه المجموعة بألوانها الجذابة والمتناسقة, وتتضمن فتحية هانم والأميرة شمس زوجتي الخديوي عباس, والأميرتين ملك وانجي زوجتي خديوي مصر محمد سعيد باشا الذي يرقد في مكان آخر من المدفن في ضريح لا يقل فخامة وجمالا وروعة عن ضريح الخديوي عباس الأول, والي جواره يرقد الأمير أحمد بن إبراهيم باشا, والأميرة عين الحياة والدة محمد سعيد باشا, التي توفيت عام1265 هجرية .
ضريح الأمير طوسون باشا ابن سعيد باشا : وكذلك يتضمن المدفن قبر الأمير طوسون باشا ابن سعيد باشا والي مصر وولديه محمد ومحمود, والأمير محمد علي ابن إسماعيل باشا, وبعض أفراد الأسرة مثل رقية هانم والأميرة زينب أبناء يكن باشا شقيق نور هانم زوجة محمد علي, وهناك ضريح يضم الأمير محمود بن محمد سعيد باشا الذي توفي وهو طفل صغير .
ضريح إبراهيم باشا : ولعل أبرز من دفن في هذه المقابر هو إبراهيم باشا ابن محمد علي القائد العسكري الذي قاد الجيوش المصرية حتي وصل بها إلي مشارف القسطنطينية عاصمة السلطنة الإسلامية, آنذاك, وضريحه يتكون من ثلاثة طوابق هرمية من المرمر الايطالي, ومنقوش بالكامل من القاعدة الأرضية حتى أعلي الشاهد بأشكال نباتية وعربية علي الطراز الإسلامي ويمثل في بنائه وزخارفه وحدة هندسية متكاملة الشكل في تناسق هو غاية الروعة والكمال . ويعلو الضريح شاهدان للقبر الأول كتب عليه أبيات الشعر والمدح والرثاء, والآخر كتب عليه تعريف بصاحبه باللغة التركية ويعلوه الطربوش التركي باللون الأحمر . أما في الخارج فتوجد مجموعة من المدافن أشار إليها حارس المكان بالمدافن الجماعية لبعض أفراد الأسرة, كما يقال إن تحتها يرقد الأربعون مملوكا ضحايا مذبحة القلعة . بالإضافة إلى قبر الملك فاروق الأول الذى توفى فى 18 مارس سنة 1965 ، وقد انضمت حديثا إلى مسجد الرفاعى لتدفن بين أفراد أسرتها الأميرة فريال فاروق ، والتى توفيت يوم الاحد الموافق 29 نوفمبر فى سويسرا ، وقد دفنت فى مسجد الرفاعى يوم 1/12/2009 .
آخر الترميمات فى مسجد الرفاعى وفى 24- اغسطس قامت لجنة كلفها الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار وستقوم بعملية ترميم سجاد مسجد الرفاعى وتغيير سجاد مسجد السلطان حسن، عملها فى مصر مسجد الرفاعى. واللجنة مكونة من اللواء محمد الشيخة رئيس قطاع المشروعات وعادل عبد الستار رئيس قطاع المتاحف، وجمال مصطفى مدير منطقة الرفاعى والسلطان حسن الأثرية، ومن المقرر أن تقوم اللجنة بحصر السجاد المراد ترميمه وتحديد المكان الذى ستتم فيه عملية الترميم. وأضاف مصطفى أن السجاد لن ينتقل للترميم، موضحا أن عملية الترميم ستتم داخل المسجد نفسه الذى يستوعب وفقا لكبر حجمه هذه العملية، موضحا أن عملية الترميم ستتم على مراحل خاصة أن حال السجاد الأثرى متفاوت من واحدة لأخرى.