القدس المحتلة: اعترف جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" في تصريح قدمه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لأول مرة بأنه يتعقب نشطاء سلام دوليين يتواجدون في الضفة الغربية ضمن نشاطات تضامن دولية مع الفلسطينيين ضد الممارسات الإسرائيلية. ونقلت صحيفة " القدس العربي" اللندنية عن صحيفة "هآرتس" الاثنين أن "الشاباك" قدم تصريحه في إطار رد النيابة العامة يوم الخميس الماضي على التماس قدمته ناشطة حركة التضامن الدولية مع الفلسطينيين بريجيت تشابل التي تحمل الجنسية الأسترالية بواسطة المحامي الإسرائيلي عومير شاتس. وكانت تشابل وصلت إلى إسرائيل في اغسطس/ آب الماضي وسكنت في بلدة بير زيت الواقعة شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية بهدف المشاركة في نشاطات احتجاجية ضد الاحتلال الإسرائيلي عموما وبناء الجدار العازل خصوصا وللمشاركة في التظاهرات ضد الجدار التي تجري في قريتي بلعين ونعلين بصورة أسبوعية. ويسعى الشاباك وجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قمع هذه التظاهرات ضد الجدار وفي هذا السياق اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية تشابل وناشطة سلام اسبانية في فبراير/ شباط الماضي. وشددت تشابل في التماسها على أنه لا توجد صلاحية لدى إسرائيل بتطبيق سلطتها على مديرية السكان في مناطق الضفة الغربية ولذلك فإن اعتقالها ليس قانونيا وينبغي السماح لها بالعودة إلى بير زيت. وفي رد النيابة العامة الخميس الماضي جاء أن تشابل موجودة الآن في مدينة نابلس وأن الناشطة خرقت بذلك أمرا عسكريا تم إصداره في العام 1970 ويحظر على الأجانب التواجد في مناطق الضفة الغربية لأكثر من 48 ساعة، وأمرا عسكري آخر صدر في العام 2000 يحظر الدخول إلى مناطق "أيه" الخاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو. كذلك ادعت النيابة في ردها بأنه يحق لقوات الأمن الإسرائيلية بالعمل في مناطق "أيه" بسبب الوضع الأمني الذي اعترفت به المحكمة العليا الإسرائيلية في قرارات أصدرتها في الماضي، وأنه يجب طرد تشابل من البلاد فورا لأنها خرقت الأمر العسكري الذي يحظر عليها التواجد في الضفة. ونقلت "هآرتس" عن المحامي شاتس قوله في ختام جلسة المحكمة إنه وموكلته سعيدين لأن إسرائيل اعترفت أخيرا بأنها صاحبة الصلاحيات المدنية في المنطقة "أيه" وأن اتفاقيات أوسلو أصبحت لاغية وأنه لم تعد هناك أية أهمية للباندوستان المسمى سلطة فلسطينية، ولا شك في أن هذا الموقف الصريح سيثير اهتمام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لدى بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي يتوقع بدئها الأربعاء.