أكد وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب أن إقامة مهرجان الموسيقى والغناء هذا العام لها دلالات كثيرة، وأننا نحتفي بالثورة العبقرية المصرية، ونريد أن نشيع ثقافة الطمأنينة والفن والروح السمحة، ونود أن نقول للعالم أننا مصرون على أن نواصل الفن والثقافة. وقام كرم الوزير ومعه رئيس دار الأوبرا الدكتورة إيناس عبد الدايم خلال افتتاح الدورة ال22 للمهرجان بمحكي القلعة مساء أمس، بتكريم الفنان حسن كامي تقديرا لدوره وعطائه الفني والإداري بدار الأوبرا، وباعتباره مديرا لهذا المهرجان منذ سنوات طويلة، وذلك بإهدائه درع المهرجان الذي تسلمه نيابة عنه الدكتور رضا الوكيل.
كما قام الوزير ورئيس دار الأوبرا بتسليم شهادات تقدير لكل من اسم الراحل الفنان الدكتور جهاد داود، الأستاذ بأكاديمية الفنون ومؤسس فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي وتسلمتها حرمه الدكتورة عواطف الشرقاوي، ومحسن فاروق مطرب الموسيقى العربية، ولبيب جرجس عازف الترومبيت والحسيني عبد الدايم عازف الفاجوت بالأوركسترا السيمفوني.
وأشار عرب إلى حرصه على إقامة الدورة الثانية والعشرين في موعدها لأن مصر تمر بمرحلة تحتاج لكل الفعاليات الفنية والثقافية، ونريد لمصر أن تعود لها روحها الفنية والثقافية، ونريد أن تعلم الدنيا كلها أن مصر عادت وطنا هادئا ومستقرا بالفن والثقافة.
وقال وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب: "إن هدف إقامة المهرجان هو مزيد من النجاح والتواصل مع المجتمع ومزيد من التعبير عن حالة السعادة والبهجة بالموسيقى، مؤكدا أن الأوبرا مستمرة في أداء رسالتها".
وأضاف: "أن مهرجان القاهرة السينمائي يفترض ان تقيمه جمعية وقد اتفقنا ودعمنا، لكن الحكم القضائي أرجعنا إلى المربع رقم واحد وتخوفنا أن يحدث التفاف حول الحكم أمام المحكمة الإدارية، ولو تم إلغاء دورة المهرجان للعام الحالي ستخرج مصر من هذا النشاط المهم، والسينما بالنسبة لمصر شيء هام، فوزارة الثقافة ستدعم المهرجان العام الحالي للخروج من الأزمة، ولكن في العام القادم ستتقدم الجمعيات في تسابق مع بعضهم البعض.
وأوضح أن وزارة الثقافة لأسباب خارجة عن إرادتها، وافقت على إقامة المهرجان هذا العام، في حين كانت ترغب أن تقيمه الجمعية، ولكن لم ترغب في حدوث مشكلة قانونية إذا جاء حكم الاستئناف ضد إقامته وإسناده بالأمر المباشر لجمعية معينة، فهذا معناه أن المهرجان لم يعد له وجود.
وأشار إلى أن إقامة المهرجان هذا العام ليست ترفا، فهو تنمية وثقافة وسياحة ورسالة إلى العالم تؤكد أن مصر مستقرة بعد ثورة 25 يناير، فمصر الوطن الذي يحترق شوقا للمعرفة والعلم والثقافة يصر على أن يتجاوز هذه المرحلة، وأن الثقافة والفن والحالة الاجتماعية جزء من التحول الديمقراطي الذي تمر به مصر.
وقال الوزير: "نحن ندعم المهرجان بقدر ما نستطيع وأن الدعم ليس بالكفاءة الموجودة وبرغم ذلك سنكون معكم في كل مكان، سنخاطب وزارة المالية وكل أصدقائنا في وزارتي السياحة والآثار والقطاع الخاص أيضا".
وقال وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب: "إن واجب وزارة الثقافة بعد الثورة تلبية احتياجات المجتمع على المستوى الثقافي والفني، والتعرف على احتياجات المجتمع والتواصل معه أكثر، فوزارة الثقافة تصر على أداء وظيفتها وليس أمام الفن والثقافة المحترمة قيود أو موانع"، مشيرا إلى أنه رغم وجود بعض المشكلات في المسارح وفي الأوبرا وقطاعات الفنون التشكيلية وقصور الثقافة على مستوى الجمهورية، إلا أن هناك أعمالا هامة وايجابية تتم.
وأضاف: "نحن في وزارة الثقافة علينا دور هام يتضاعف بقدر أهمية المرحلة وبقدر إصرار الدولة المصرية والشعب المصري على الثقافة"، مؤكدا أنه ليس صحيحا أن الفن والثقافة يمكن أن يتراجعا، وأن الفن المصري رسالة ليس للمصريين فقط بل للعالم كله، والمصريون مصرون وهم يتحولون إلي الديمقراطية والتنمية والمجتمع الجديد على أن يعتصموا بالفن والثقافة والمعرفة في رسالة واضحة إلى الدنيا كلها.
وشدد عرب على أن الثقافة هي روح المصري الأصيل، وأن غيابهما يحدث تراجعا في الوعي الجمعي، فتاريخ مصر في كل عصورها يؤكد أن الفن والثقافة هما الدعامتان الرئيسيتان للشخصية المصرية، مؤكدا أن الوزارة مستمرة في دعم الفن وكل أنشطة المجتمع المدني المعنية بالسينما والمسرح والفن التشكيلي، ومن الممكن في السنوات القادمة أن تقوم مؤسسات المجتمع المدني بهذا الدور، سواء في مهرجان الأقصر أو الإسكندرية أو مهرجان السينما الإفريقية أو في مهرجان السينما الأوروبية الذي يقام بعد شهر أو في مجال مهرجان المسرح.
بدورها، أشارت الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى أنه منذ انطلاق الدورة الأولى لمهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء في 11 أغسطس 1989، وهو يلعب دورا هاما في إثراء الحياة الفنية في مصر، نظرا لما يتضمنه من قيم موسيقية وغنائية في مختلف أشكال الفنون الجادة التي ترتقي بالمشاعر والوجدان، وكان اختيار هذا المكان، باعتباره واحدا من أهم المعالم الأثرية والسياحية في مصر وجزء أصيل من تاريخ مصر الإسلامي.
وأعربت رئيس الأوبرا عن سعادتها بالجمهور الذي يأتي شوقا إلى قمة قلعة صلاح الدين بحثا عن نسمة هادئة ونغمة راقية تحاكي وجدانهم، بينما يأتي الفنانون بحثا عن جمهور يتذوق ما يصل إلى أذهانهم في مظاهرة تأييد للفن الراقي، مضيفة أن المهرجان هذا العام يضم مجموعة من أهم الفرق الفنية الكلاسيكية والمعاصرة وباقة من نجوم الغناء في مصر والوطن العربي، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين والموسيقيين الشباب.
وبدأ افتتاح المهرجان بعزف السلام الجمهوري، أعقبه تقديم فرقة اوركسترا القاهرة الاحتفالي بقيادة المايسترو طارق مهران افتتاحية لشوستاكوفيتش تتضمن باقة من أشهر المقتطفات الغنائية العالمية، بالإضافة لمجموعة من أشهر أغاني الفنان العالمي أندريا بوتشيللى، أداء نخبة من نجوم فرقة أوبرا القاهرة، وهم رضا الوكيل، إيمان مصطفى، جولى فيظى، داليا فاروق، وليد كريم، تحية شمس الدين، نورستا، رجاء عبد اللطيف، عزت غانم، إخراج عبد الله سعد.
وحضر افتتاح المهرجان الذي يستمر على مدار ثمانية أيام حتى 5 سبتمبر المقبل، اللواء تيسير محمد مكرم نائب محافظ القاهرة والقائم بالأعمال، المستشار الثقافي الإعلامي الباكستاني، المستشار الثقافي اليوناني، وتيكي تكستى الرئيس الاقليمى لمنظمة الفاو بالأمم المتحدة، وكيشيتا بيانات المدير المالي لمنظمة الفاو والكاتبة أميرة خواسك، والكاتب يوسف القعيد، وهشام فرج رئيس الإدارة المركزية لأمن وزارة الثقافة. مواد متعلقة: 1. رئيس قصور الثقافة يتجول بين إنشاءات الوادي الجديد 2. وزير الثقافة يبحث مع السفير الإيطالي سبل التعاون بين البلدين 3. "قصور الثقافة" تستعد للمؤتمر العلمى السنوى لذوى الإعاقة