زوجي لدغته أفعى منذ (25) سنة ، قبيل رمضان بيوم واحد ، بقي في حالة الخطر شهرين ، وفي السنة التي تلتها أفطر عشرة أيام إلى أن سمح له الطبيب بالصيام ، لم يكن زوجي يستطيع إطعام المساكين ؛ لأنه كان فقيرا جدا . هل عليه القضاء وإطعام المساكين لأن حالته ميسورة والحمد لله ؟ من فتاوي الشيخ ابن باز: أولاً : تأخير السؤال عن الحكم الشرعي في ذلك كل هذه المدة تفريط واضح ، وكان على زوجك أن يسأل عن ذلك عقب إصابته بتلك اللدغة ، لا سيما وقد ذكرت أنها كانت قبل رمضان بيوم واحد. فعلى زوجك أن يتوب إلى الله تعالى من هذا التأخير ويندم عليه ويعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى ، ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبته . ثانياً : المرض من الأعذار المبيحة للفطر في رمضان بنص القرآن الكريم ، وإجماع أهل العلم . قال ابن قدامة في "المغني" (1/42-43) :" أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة ، والأصل فيه قوله تعالى : ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) البقرة/184 ، والمرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم أو يخشى تباطؤ برئه " انتهى . ومن أفطر بسبب المرض ينظر في شأنه :فإن كان مرضه لا يرجى شفاؤه ولا برؤه : فهذا تلزمه الفدية ، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطر فيه ، ثم اختلف العلماء إن كان معسرا فقير الحال ، هل تلزمه إذا أيسر أم تسقط عنه الفدية ؟ أما إن كان مرضه مرجو الشفاء والعلاج : فهذا ينتظر حتى يتم شفاؤه ، ويقضي ما أفطره من الأيام ، وليس عليه فدية ، ولا يجوز له الانتقال عن قضاء الصوم إلى الفدية . قال النووي في "المجموع" (6/261-262) :" المريض العاجز عن الصوم لمرض يرجى زواله لا يلزمه الصوم في الحال , ويلزمه القضاء , وهذا إذا لحقه مشقة ظاهرة بالصوم " انتهى . وقال ابن قدامة في "المغني" (3/82) :" المريض الذي لا يرجى برؤه يفطر ويطعم لكل يوم مسكينا...وهذا محمول على من لا يرجو إمكان القضاء ، فإن رجا ذلك فلا فدية عليه ، والواجب انتظار القضاء وفعله إذا قدر عليه ، لقوله تعالى : ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) ، وإنما يصار إلى الفدية عند اليأس من القضاء " انتهى باختصار . والذي يظهر لنا – والله أعلم – أن ما أصاب زوجك كان مرضاً طارئاً يرجى حصول الشفاء منه ، وقد شفاه الله تعالى فعليه قضاء الأيام التي أفطرها بسبب ذلك المرض ، ولا يكفيه إطعام مساكين بعدد تلك الأيام . لكن .. إن أطعم مع القضاء فهو أحوط ، لا سيما وقد ذكرت أن حالته ميسورة والحمد لله .والله أعلم .