في حوار حصري مع« جمال» و« بورا» الذين تركا مؤخرا جماعة جهادية وبالتحديد منذ 20 شهرا، قالا، إن الانضمام لعالم الحركات الجهادية يعد تجربة لا يمكن نسيانها، فقد تركوا كل ملامح الحياة وتركوا وظائف مرموقة كبيري شركات هندسية، إلى ما وصفوه بأنه «حلم الانضمام للعالم الآخر». جاء ذلك في وصف لصحيفة « شبيجل» الألمانية على موقعها بشبكة الانترنت، في حوارها مع اثنين من الشباب الألمان الذين اعتنقا الإسلام وانضما إلى حركات جهادية بأنها« حركة سرية وخطيرة».
وتقول الصحيفة الألمانية، إن انتشار الحركات السرية للجهاد في ألمانيا بدأت تثير مخاوف كثير من المحللين، خاصة وان الأفكار التي تقوم عليها تلك الجماعات تعد «جريمة» كما ينص القانون الألماني.
يقول «جمال»: كنا نعتبر الانضمام حالة امتحان من أجل العالم الآخر الذي سنحيا فيه للأبد بعد موتنا، وهو الجنة.
ويضيف، إن الاعتماد على أبسط الأشياء في ممارسة الحياة شيء صعب، متذكرا أنهم كانوا يمنعون من استخدام فرشاة أسنان، واستخدام السواك (عود من خشب لشجرة معينة استخدمها الأوائل في الإسلام ) عوضا عن ذلك.
المجتمع الألماني كما كان يراه "جمال" و"بورا" منقسم إلى قسمين متصارعين، وهما "الأمة " و المجتمع الإسلامي والكفار.
وتقوم الجماعات الجهادية في سيطرتها على الشباب الألماني الذي اعتنق الإسلام حديثا، حسب وصف «شبيجل»، التي قالت« من يدخل هذا العالم يتم شحن أفكاره تمام كالبطارية حتى تمتلئ تماما».
تقول الصحيفة إنه لم يقم أحد بتوجيه«جمال» ليكون« صياد»، يسيطر على آخرين كما تم السيطرة عليه من قبل، فليس هناك زعماء في هذا العالم ولا تسلسلات هرمية في بعض الأوقات لو كان مستمعي " جمال " من السود كان يتحدث معهم عن " الله " عن طريق ذكر " مالكوم اكس " ، الناشط الحقوقي الأمريكي والذي كان مسلماً.
يقول" جمال " إستراتيجيتنا متشابهة، نجلس، نبدأ الحديث عن الله، ننظر حولنا لنرى إذا كان هناك أحد مهتم، ثم ندعو " الأخ " للدخول للمجموعة.
أما « بورا»، فيتذكر الأشياء الأولى التي اقترح عليه " صائدوه " فعلها، فأرادوا مثلاً أن يخلع قلادة أهدتها له جدته المتوفاة لتجلب له الحظ، أخبروه بأنه ليس هناك ما يسمى بالحظ، فكل ما يحدث قدر.
و يؤكد « بورا »، إن أحدا لم يجبرونا على فعل شيء فكانت على حسب تعبيره اقتراحات أو كما اكتشف زميله جمال " كانت هذه بالتحديد الخدعة".
لم يكن أصدقاء« بورا» الجدد يتركونه بمفرده .. يقول " جمال " أنت تأخذ منهم حياتهم اليومية وتعطيهم واحدة جديدة ".
من جانبه استشعر « بورا» أن طريقة كلامه تغيرت في أسابيع قليلة، فبدلاً من استخدام كلمات عامية ألمانية أصبح يقول " ما شاء الله " أو " مشيئة الله" وعندما يمر من باب يقول " بسم الله ".
أما عن أول مطلب من جمال فكان واجبه أن يتبرع بالمال من أجل إخوانه و أخواته والمنظمة التي غالبا كانت معسكر تدريب " باكستان وجذبت العديد من الدول الإسلامية
وبعد 20 شهرا من تركهم أنشطة الجماعة بعد كثير من الشك، مازال جمال يعرف كيف يصطاد الفريسة، ولكنه الآن يبحث عن هدف أكثر أهمية و أكثر فائدة. مواد متعلقة: 1. احتجاجات عنيفة تنتظر أردوغان في زيارته لالمانيا غدا 2. الزعبي في محاضرة بالمانيا: لا يوجد ديموقراطية في اسرائيل بل ديكتاتورية 3. محاكمة سوري في المانيا بتهمة التجسس على معارضين لنظام الأسد