"أسنان واحد ميت" على علبة السجاير ولسة الناس بتشرب!! محيط عادل عبد الرحيم سجائر الموت لم تجد وزارة الصحة المصرية صورة أبشع من تلك التي ألزمت بها شركات التبغ مؤخرا لوضعها على علب السجائر، والتي تظهر أسنان شخص مدخن وقد اتسخت بصورة تدعو للقيء كما تظهر اللثة بصورة متضخمة تبث الفزع في نفس كل من يراها. وكان الانطباع الأول لكل من صدمته هذه الصورة الحقيرة الملصقة هو الاستياء البالغ من بشاعة هذا المنظر حتى أن الكثيرين ممن سألناهم عقدوا النية على عدم التدخين مرة أخرى بسبب إصابتهم بالقرف من هذه اللقطة المخيفة التي اكتشفنا بمحض الصدفة أنها "ملطوشة" من حملة ضد التدخين يتم الترويج لها في الغرب. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الأجهزة المعنية بالصحة والبيئة في مصر لمكافحة التدخين وبث استمالات التخويف في نفوس المدخنين لحملهم على الامتناع عن هذه العادة القاتلة التي لها أضرار خطيرة. حتى تلف الرئة لم يقنع المدخنين بالإقلاع وتبذل الأجهزة المعنية في مصر جهودا كبيرة جدا في حملات المكافحة، فبعد أن قالوا أن التدخين يصيب بالأمراض الخطيرة بدءا من أورام الرئة وتصلب الشرايين والسكتة القلبية، لكن الناس لا زالت تدخن، ورغم إفتاء العلماء بحرمته من الناحية الشرعية، إلا أن شركات التبغ ما زالت تحقق أعلى الأرباح. وبعد فشل كافة وسائل إقناع المدخنين بالإقلاع عن تلك العادة السيئة، لم تجد وزارة الصحة المصرية أي "فزاعة" ترهب بها مدمني السجائر سوى إستمالات التخويف الجنسي، حيث ألزمت شركات الدخان بوضع صورة مبتكرة على جميع علب السجائر لسيجارة منحنية وقد كتب إلى جوارها عبارة "التدخين لفترة طويلة يؤثر على العلاقة الزوجية". أسوأ تصميم لعلبة سجائر في إشارة لدلالة جنسية سيئة يعرفها الرجال، ألا وهي عدم الانتصاب الذي يرمز إلى العجز الجنسي وفقد الفحولة ومن المتوقع أن تؤتي حملة التخويف هذه أكلها هذه المرة، خصوصا مع ما عرف عن المصريين من احتمالهم لأي مرض وصبرهم عليه "إلا هباب الطين اللي اسمه العجز الجنسي ده". كما تلجأ الحكومة دائما لسلاح السطو على جيوب المدخنين كل فترة قصيرة وهذا بالطبع يحقق فوائد كثيرة، فإن أقلعوا عن التدخين فهو خير لهم وكفى الله المؤمنين القتال والمرض، أما إذا لم يقلعوا فهو خير للحكومة ولتكتوي جيوبهم جزاء ما دخنوا. فمع دخول الأول من شهر يوليو بدأت وزارة المالية المصرية تطبيق الزيادات الجديدة على أسعار السجائر والتي شملت "الكوكو الضعيف" ويقصد بها السجائر محلية الصنع إضافة إلى السجائر المستوردة، وقد تراوحت هذه الزيادات ما بين 30 و50 %. محاربة التدخين وبلغة الأرقام جاءت هذه الزيادات بمتوسط يتراوح بين 150 قرشا للمحلية وجنيهين للأجنبية، فسجل سعر الكليوباترا الورقية الشعبية 425 قرشا بدلا من 275 قرشا، والكرتون ب450 قرشا بدلا من 300 قرش، أما الأنواع الجديدة الزرقاء والحمراء اصبح سعر العلبة 500 قرش بدلا من 350 قرشا. كما سجلت الأنواع الفاخرة من السجائر الأجنبية 10 جنيهات بزيادة 150 قرشا، فالأنواع العادية تتراوح ما بين 650 قرشا و700 قرش، كما لم تتوقف تلك الزيادات على علب السجائر وحدها بل وصلت إلى دخان الشيشة أيضا الذي يقبل عليه مئات الآلاف من أصحاب المزاج، وإن كانت الزيادة عليه بمعدلات تقل عن السجائر حيث بلغت قيمة الزيادات ما بين جنيه وجنيه ونصف على "المعسل". ادهسها وتوكل على الله أضرار خطيرة وتجمع كافة الدراسات الصحية على أن التدخين هو المسبب الأول لأمراض القلب والدورة الدموية وأمراض الجهاز التنفسي والسرطانات بأنواعها المختلفة ، و تشير إلى ارتفاع نسبة المدخنين بمعدلات كبيرة في دول العالم الثالث ، في حين استطاعت كثير من الدول المتقدمة الحد من عادة التدخين السيئة ومكافحتها عبر تنظيم الحملات الصحية المشابهة . وقد أكد أحدث مسح ميداني أن نحو 20% من الشباب المصريين مدخنون، وقال المسح إن ما نسبته 16% من المواطنين يدخنون السجائر، مقابل 3.5% يدخنون الشيشة، وأشار المسح الذي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية أن 56% من مدخني الشيشة يقومون بالتدخين في المنزل مقابل 36% في المقاهي، كما أوضح المسح أن 98% من الإناث المدخنات يقمن بتدخين الشيشة في المنزل. الضعف الجنسي أحد نتائج التدخين وقد أكد اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أنه تم استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في هذا المسح الذي أجري على 24 ألف أسرة بجميع المحافظات، مشيرا إلى أن متوسط السن عند بداية التدخين 17 سنة لكل من الذكور والإناث، وبلغ متوسط الإنفاق الشهري للمدخنين على السجائر نحو 110 جنيه، كما بلغ حجم إنفاق المصريين على الدخان نحو 6% من دخل الأسر العربية. وأشار د. نصر السيد، مساعد وزير الصحة لقطاع الرعاية الصحية، إن التدخين من أخطر العوامل المؤدية للإصابة بالأمراض المزمنة والقاتلة، مشيرا إلى أن الدولة تتكبد نحو 3 مليارات جنيه سنويا لعلاج أمراض التدخين إضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن إدمان التبغ، بحسب ما نشرته صحيفة الوفد الحزبية المصرية. والمعروف أن التدخين يؤدي إلى وفاة 75% دون أعراض مسبقة و78% من الإصابة بحالات الجلطة القلبية و70% من حالات الذبحة الصدرية و68% من حالات سرطان الرئة و14% من حالات سرطان الحنجرة و12% من حالات سرطان الفم، و5% من حالات سرطان المثانة و1% من حالات السرطانات الأخرى. الفكرة والصورة ملطوشتان من الخارج أخطر من قنبلة وتقول إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن عدد من يموتون بسبب أمراض التدخين سنوياً 4 مليون نسمة.. يعني أكثر من عدد قتلى القنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية الذين بلغ عددهم ربع مليون قتيل، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية يموت سنوياً 400000 بسبب التدخين... وفي بريطانيا يموت سنوياً 100000بسبب التدخين . ولا يقتصر الأمر على الجانب الصحي، حيث صدرت أكثر من فتوى تقطع بحرمة التدخين في مصر، وأصدر مفتي مصر الأسبق، الدكتور نصر فريد واصل، فتوى يؤكد فيها حرمة تدخين السجائر لما لذلك من أضرار صحية . ويتفق أغلب علماء الدين على حرمة التدخين على أساس أنه من الخبائث وتحرمه الشريعة الإسلامية لما له من أضرار صحية وبدنية ومالية واقتصادية واجتماعية ودينية على الفرد والجماعة والوطن. حيث يرى العلماء إن المدخن يخالف أوامر الله الصادرة إليه بوجوب المحافظة على نفسه وعدم تعريضها للهلاك أو القتل الوارد في قوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"، ووجوب المحافظة على ماله وعدم الإسراف والتبذير بقوله: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين".