يحتفل العالم هذه الأيام باليوم العالمى للامتناع عن التدخين وطبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية عام 2008، يبلغ عدد المدخنين فى العالم أكثر من1.3 مليار مدخن، وإجمالى مبيعات السجائر فى العالم حوالى 15 مليار سيجارة يوميا بمعدل 10 ملايين سيجارة كل دقيقة. أما فى مصر فقد كشفت نتائج المسح عام 2009 حول التدخين فى مصر عن أن 17% من المصريين يدخنون السجائر فى حين 4٪ يشربون «الشيشة» ويستهلك 3٪ منهم التبغ الممضوغ. كما كشفت نتائج المسح الذى أجرى على البالغين فى 24 ألف أسرة مصرية بمختلف المحافظات، أن التكلفة الاقتصادية للتدخين تصل إلى 6٪ تقريباً من متوسط الدخل الشهرى للأسرة، ويصل متوسط الإنفاق الشهرى للمدخنين على السجائر حوالى 110 جنيهات. يتسبب التدخين فى عُشر حالات الوفاة بين البالغين فى جميع أنحاء العالم حيث تبلغ الوفيات من الأمراض الناتجة عن التدخين 5.4 مليون شخص سنويا بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوانٍ، ( وهذا عدد يزيد على من ستقتلهم أمراض السل والإيدز والملاريا مجتمعة). "هناك اعتقاد خاطئ سائد منذ عشرات السنين بأن الشيشة أقل ضررا وإدمانا من السجائر" غير أنه قد ثبت الآن خطأ هذا الاعتقاد. ويدخن كثير من المصريين الشيشة ظنا منهم أن مرور الدخان عبر الماء ينقى النيكوتين من بعض السموم التى يحتويها. وقد أثبتت الحقائق العلمية التى تتبنَّاها منظمة الصحة العالمية ما يلى: (1) أن استخدام الشيشة فى تدخين التبغ ليس بديلاً مأموناً لتدخين السجائر. (2) أن كمية النيكوتين التى تنجم عن تدخين الشيشة فى جلسة واحدة تعادل تدخين أكثر من علبة سجائر كاملة. (3) أن الدخان الناتج عن الشيشة، برغم مروره من خلال الماء، يحتوى على مستويات عالية من المركبات السامة، مثل أحادى أُكسيد الكربون، والغازات الثقيلة، والمواد الكيميائية المسبِّبة للسرطان. (4) أن المواد المستخدَمة لإشعال التبغ، مثل الخشب السريع الاحتراق أو الفحم، تزيد على الأرجح من المخاطر الصحية، لما ينبعث منها عند اشتعالها من مواد سامة. (5) أن التشارُك فى مبسم الشيشة يزيد بشدَّة من مخاطر العدوى بالأمراض، بما فى ذلك السل والالتهاب الكبدى الوبائى. هناك مقولة تتردد على ألسنة المدخنين ويروج لها شركات إنتاج السجائر بأن السجائر التى توصف بقلة القطران وقلة النيكوتين غير ضارة على الصحة. ونرى كثيرا من المدخنين تحولوا عن استهلاك السجائر ذات المحتوى القطرانى العالى إلى أنواع أخرى تتميز بانخفاض المحتوى القطرانى، التى تُروج بأسماء خادعة مثل لايت وسوبر لايت وهم لا يعرفون أنهم يخدعون أنفسهم، لوقوعهم فى خداع الدعايات الترويجية المضللة القائلة بأن مثل هذه الأنواع تجنب المدخنين مخاطر الإصابة بالأمراض، وأهمها سرطان الرئة. والحقيقة أن هذه الأنواع لا تختلف عن بقية السجائر الأخرى خاصة أن المدخنين يستهلكون كمية أكبر منها، وهم يستنشقونها بعمق أكبر لزيادة جرعة النيكوتين. وهناك العديد من قوانين مكافحة التدخين فى مصر التى تحظر التدخين فى أماكن العمل وكذلك فى الأماكن المغلقة ووسائل المواصلات ولكنها فى الغالب غير مفعلة نتيجة لتهاون غير المدخنين فى الحفاظ على حقهم فى هواء نظيف وفى اليوم العالمى لمكافحة التدخين يجب أن نتذكر أن مكافحة التدخين وتنفيذ قوانين منع انتشاره مسئولية كل شرائح المجتمع.