قالت مصادر من المعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد أخلت منشأتين أمنيتين في البوكمال على الحدود العراقية الثلاثاء مع تحقيق مقاتلي المعارضة مكاسب في المنطقة المهمة استراتيجيا بعد أسبوع من القتال العنيف. ونقلت مواقع اخبارية عن نشطاء ومسؤول من جماعة الجيش السوري الحر المعارضة أن قوات الأمن انسحبت من مجمعي مخابرات سلاح الطيران والأمن السياسي في البلدة الواقعة على مسافة 120 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة دير الزور.
وقال أبو محمود أحد القادة العسكريين لمقاتلي المعارضة بالهاتف عبر الأقمار الصناعية من البلدة "ما زال للنظام مجمع للمخابرات العسكرية ومطار البوكمال. وسقوط هذا المجمع مسألة وقت إن آجلا أو عاجلا. والمطار أصعب".
وقال مهيمن الرميض المنسق العسكري لجبهة ثوار سوريا أن البوكمال سقطت فعليا لكن قوات الأسد ما زالت تقصف البلدة من قاعدة لحرس الحدود تبعد بضعة كيلومترات.
وأضاف الرميض قوله ان المعبر الحدودي مع العراق الذي أغلقته السلطات العراقية من جانبها أصبح تحت سيطرة المعارضة منذ بضعة أسابيع.
وقال "تعني السيطرة على البوكمال تضييق خطوط إمداد النظام من العراق وفي الوقت نفسه تحسين الامكانيات اللوجستية للمعارضة من خلال اتصال مفتوح مع القبائل العراقية على الجانب الآخر من الحدود".
وبلدة البوكمال مثل باقي محافظة دير الزور الشرقية بلدة للمسلمين السنة ذات صلات عائلية وعشائرية بمعقل السنة في العراق. تواصل العنف
وميدانيا ، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية الثلاثاء إلى 246، غالبيتهم في دمشق وريفها، وبينهم 5 نساء و9 أطفال و6 ماتوا تحت التعذيب، بالإضافة إلى فلسطينيين اثنين.
وأوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 99 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، معظمهم في معضمية الشام، التي قتل فيها نحو 70 شخصاً.
وفي حلب قتل 42 شخصاً، معظمهم في قصف على حي أقيول أثناء انتظارهم أمام مخبز لشراء الخبز.
وكانت لجان التنسيق المحلية ذكرت في تقرير سابق أن أكثر من 20 شخصاً قتلوا وسقط عشرات الجرحى في حلب عندما قصفت القوات النظامية تجمعاً للمدنيين كانوا يقفون في طابور لشراء الخبز في حي أقيول بحلب.
كما قتل 32 في درعا، غالبيتهم في مدينة الحراك، وعثر على 5 جثث في نوى بالمحافظة الجنوبية نفسها، التي كانت مهد الانتفاضة في سوريا.
وقتل 12 شخصاً في دير الزور، و9 في حمص و3 في حماة واثنان في اللاذقية وواحد في إدلب.
وأسفرت المعارك الدائرة بين الجيشين السوريين النظامي والحر في مدن عدة الاثنين، عن مقتل 171 شخصاً حسب ما أورد ناشطون في المعارضة، بينما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" بأن مقاتلي المعارضة أسقطوا مروحية للجيش كانت تقصف أحياء في داريا بريف دمشق.
وتدور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بعض أحياء حلب، وفي الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث اقتحمت القوات النظامية بلدة معضمية الشام.
وقال المرصد في بيان: "تدور اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية ومسلحين موالين لها في حي سليمان الحلبي" الواقع في شرق المدينة لجهة الوسط.
وقد تعرض هذا الحي مع حيي قاضي عسكر والصاخور (شرق) للقصف الثلاثاء، وقتلت صحفية يابانية في حي سليمان الحلبي الاثنين خلال تغطيتها مع صحفيين آخرين المعارك.
وفي ريف حلب، تعرضت بلدتا مارع وتل رفعت صباحا لقصف مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد، تسبب بمقتل رجل وطفل.
وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" في مارع أن القصف توقف بعد الظهر، وفتحت بعض المحال التجارية أبوابها في وسط البلدة.
وهتف عدد من المشاركين في تشييع شاب في العشرين من عمره قتل في قصف جوي على مارع: "على الجنة طالعين، شهدا بالملايين".
وقالت صحافية في "فرانس برس" إن سيارة إسعاف عبرت صباحا معبر السلامة الحدودي بين سوريا وتركيا وكانت تنقل جرحى من مارع، حسبما أفاد ناشطون.
وقال مصدر أمني في دمشق إن "الجيش يقصف مراكز المتمردين في منطقة حلب لمنع وصول السلاح والذخيرة" إلى المدينة.
وأشار إلى توجه تعزيزات للطرفين نحو المدينة، مضيفا: "هذه المعركة ستستغرق وقتا طويلا".
من جهة ثانية، قال المرصد السوري إن "القوات النظامية اقتحمت بلدة معضمية الشام وبدأت حملة لإحراق منازل ومحال تجارية" فيها.
وأشار إلى العثور على "جثامين ثلاثة رجال أعدموا ميدانيا" في البلدة، من دون أن يحدد الجهة التي نفذت الإعدام.
ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة قطنا في ريف دمشق.