نفى رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" جمال عبدالرحيم في تصريحات خاصة ل"محيط" إلغاء الصفحة الثقافية بالجريدة، قائلاً أنها تعود الأحد القادم مرة أخرى بعد تطويرها. وقال أنه طالب مجلس تحرير الجريدة بوقف الصفحة منذ ثلاثة أشهر لأنها "ضعيفة مهنياً" على حد قوله، ومن يعمل بها ليسوا صحفيي الجريدة، ما عدا غادة نبيل التي تعمل في قسم الترجمة بقسم الأخبار في الجريدة، لافتاً إلى أن الصفحة الثقافية تضم أيضاً أسماء غير نقابية، ومن ثم من يعمل بالصفحة لا علاقة له بجريدة الجمهورية من قريب أو بعيد.
ورحب رئيس التحرير بأن تكتب نبيل مقالها في أي وقت وسوف تجد في الجريدة متسعاً لنشره، معلقاً على ما قالته الصحفية غادة نبيل المشرف على الصفحة الثقافية بالجريدة أن الصفحة تم إلغائها بسبب احتوائها على موضوعات تناصر حرية التعبير، وتهاجم الإسلاميين علّق قائلاً أن هذه "مزايدات رخيصة"، قائلاً أن جريدة "الجمهورية" هي الصحيفة القومية الوحيدة التي تنتقد الرئيس محمد مرسي، وبدأت منذ اليوم ولمدة ثلاثة أيام قادمة في وصفه بالفشل في تحقيق ما وعد به وذلك بعد انقضاء نصف مدة المئة يوم، كذلك أجرت "الجمهورية" تحقيقاً مع رئيس تحرير جريدة "الدستور" إسلام عفيفي الذي هاجم مرسي بحرية.
وكشف عبدالرحيم أن الصفحة الثقافية ستعود بدءاً من الأحد القادم، فقد تم تكليف صحفي بالقسم الأدبي من داخل الجريدة بالإشراف على الصفحة، مستنكراً إعلان غادة نبيل عن إلغاء الصفحة رغم أنها لم تخطر رسمياً بذلك . وأكد من جهة أخرى أن الصفحة تم إيقافها لمدة إسبوع من أجل تطويرها، وقال أنه وكيل نقابة الصحفيين واعتاد الدفاع عن حقوق زملائه، وعن حريات الرأي والتعبير، ولا يمكن أن يقمع تلك الحريات بعد ان أصبح رئيساً لتحرير جريدة.
هاجم رئيس التحرير كذلك الصحفية غادة نبيل قائلاً أنها لم تمارس عملها الأساسي في قسم الترجمة التي تتقاضى عنه أجر وأهملته، ودعاها إلى أن تعمل بجدية أكثر.
واتفق فتحي متولي رئيس القسم الثقافي سابقاً بجريدة "الجمهورية" مع ما قاله رئيس التحرير، مؤكداً ل"محيط" أن إيقاف الصفحة جاء لتطويرها ولم يكن إلغاءً لها، لافتاً إلى ان هذا أمر معتاد الحدوث في الجرائد، قائلاً أن هناك صفحات عديدة في الجريدة سيتم ترتيبها من جديد.
من جانبها انتقدت الصحفية والأديبة هالة فهمي والتي تعمل في صحيفة "المساء" بعد عملها لفترة في صحيفة "الجمهورية" قرار إيقاف الصفحة الثقافية، قائلة أن ما يتم من مصادرة لأقلام الكتاب في الصحف الأخرى، أو تقليص الصفحات الأدبية الثقافية، مخطط قديم لتهميش العقل، وقد كان ذلك يتم في عهد النظام السابق، وها هو يتم الآن أيضاً بعد تغيير رؤساء التحرير على حسب أهواء الحزب الحاكم.
واعتبرت فهمي كما قالت ل"محيط" أن هذا القرار هو إعادة تدجين المثقف مرة أخرى بعد أن خرج عن طوق الحاكم في ثورة 25 يناير، من أجل إعادة بناء المجتمع وهذا لا يتفق مع سياسة القهر التي يريد الحزب الحاكم ممارستها على حد قولها، لافتة إلى أن اختيارات رؤساء تحرير الصحف القومية الجديدة جاءت من أجل تخريب المؤسسات الصحفية القومية، حيث بدأت بمنع جريدة "الأخبار" لمقالات كبار الكتاب، ثم تبعتها "الجمهورية" بإلغاء صفحة الثقافة، ثم "المساء" التي تحاول تقليص مساحة الأدب والثقافة على صفحاتها، وهي مؤامرة كما تقول فهمي لا يجب أن يصمت عليها الصحفيين أو القراء.
ودعت الصحفية القراء إلى الامتناع عن شراء الصحيفة التي لا تخصص صفحات للثقافة، حتى يتم الخضوع لما يريده، مؤكدة أن ضعف مستوى الصفحة لا يعتبر مبرراً لإيقافها، لأن الضعف يمكن معالجته وتقويمه، وإعادة هيكلته مهنياً وفنياً، متسائلة: هل فشل التلميذ مبرراً لفصله، مؤكدة أن هذه الممارسات جاءت من أجل تطبيق سياسة الحزب الحاكم وقصف أقلام المثفقفين، وإغلاق منافذ التعبير أمامهم.
في سياق متصل كشف الصحفي يحيى قلاش ل"محيط" عن امتناعه عن كتابة مقاله الإسبوعي في "الجمهورية" احتجاجاً منه على اختيارات مجلس الشورى لرؤساء تحرير الصحف القومية، قائلاً أنه توقف عن كتابة مقاله في العدد الإسبوعي من الجريدة منذ الخميس الماضي، مؤكداً أن الأمر ليس شخصياً ولا يستهدف أشخاصاً بعينهم، لكنه نوع من الاحتجاج وتسجيل موقف رافض لإعادة إنتاج الحزب الوطني مرة أخرى، وإعادة الهيمة، فلا يمكن بعد ثورة 25 يناير أن نقبل بنفس أساليب الحزب الوطني التي كان يمارسها على الصحافة القومية، لكي تظل رهينة في أيدي الحزب الحاكم.
وتابع قائلاً أن تحرير الإعلام واستقلال الصحافة يجب أن يكون المسعى الحقيقي لكل الشرفاء، مؤكداً أن امتناعه عن كتابة مقاله الإسبوعي جاء اتساقاً مع ما تمليه عليه قناعاته، لافتاً إلى أن حرية الصحافة هي حرية للشعب المصري كله.
يذكر أننا حاولنا التواصل مع الصحفية غادة نبيل المشرف على الصفحة الثقافية بجريدة "الجمهورية" لكن هاتفها ظل مغلقاً حتى نشر الموضوع. مواد متعلقة * مثقفون يطالبون بمقاطعة "أخبار الأدب" احتجاجٍاً على استبعاد الرويني * مثقفون ينظمون وقفة الخميس المقبل للدفاع عن الحريات * ياسر علي: الرئاسة بريئة من التدخل في اختيار قيادات تحرير الصحف