تبدو واضحة خشية السلطة الوطنية الفلسطينية من أبعاد فرض ترتيبات جديدة في معبر رفح في إطار العلاقة المصرية مع قطاع غزة خصوصاً بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي ورزمة المنح التي لم يكشف عنها والتي قدمها مرسي لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية. ويرى بعض المسئولين الفلسطينيين في رام الله أن تعطيل المصالحة وفرض حقائق في القطاع تؤسس لجعل قطاع غزة كياناً منفصلاً عن باقي الأرض الفلسطينية يعتمد في اتصاله مع العالم الخارجي، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، على مصر من خلال معبر رفح معتبرين ذلك تكريساً لهذا الانقسام وترسيخاً لمفهوم دولة غزة أو ما يفضل بعض قيادات حركة فتح وصفة "إمارة غزة" على حد وصفهم.
المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، في تصريحات خاصة، قال إن "فتح" ليست ضد فتح معبر رفح، بل إن هذا مطلب لكل الإنسانيين في العالم، وإلا لما رأينا قوافل وسفن المساعدات تتجه نحو قطاع غزة، ولكن ما يترتب على هذا القرار المنفرد من مخاطر تعفي الاحتلال من مسؤوليته تجاه قطاع غزة وتجهض كل المحاولات لدمج القطاع بباقي الأراضي الفلسطينية.وأردف أن أي اتفاق في اطار أي عملية سلام يجب أن يفرض حل الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة.
وأضاف القواسمي: "إن بعض القيادات في حركة حماس، وهم المستفيدون من الانقسام، يدفعون باتجاه هذا الحل وفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية لأن ذلك يعفيهم من إنهاء الانقسام ويبقيهم في مناصبهم ويبعدهم عن متطلبات وواجبات المصالحة، فهم يغلبون المصالح الخاصة الضيقة على مصلحة الشعب والقضية".
أسامة القواسمي: حماس تريد إمارة في غزة تتبع لمصر وأوضح القواسمي بأن فتح المعبر للأفراد والبضائع يجب أن يحكمه اتفاق عربي تكون السلطة الشرعية في رام الله جزءاً منه ويوضح للعالم أن القطاع جزء من الأراضي الفلسطينية وليس تابعاً لدولة مصر الشقيقة، وأن يتم الاعتماد على بروتوكول يحكم عمل هذا المعبر ويبقي المسؤولية قائمة على دولة الاحتلال في ضرورة تزويد القطاع بكل ما يطلب من مواد غذائية ومحروقات وغيرها.
وتابع القواسمي أن حماس استقوت بفوز مرسي ظناً منها أن السياسة تبنى على العلاقات العامة وليس على المصالح والأصول والعلاقات الدولية.
من ناحيته قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن الخطر الرئيسي الآن هو اغتيال إسرائيل فكرة الدولة المستقلة وتحويلها إلى بانتوستانات.
وحذر النائب البرغوثي من خطورة الهجمة الاستيطانية التي تقوم بها حكومة المستوطنين في إسرائيل ومحاولات فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وأكد البرغوثي خطورة الوضع على الأرض جراء الانتهاكات الإسرائيلية اليومية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه بات يهدد حل الدولتين من خلال نهب الأرض وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى جزر ومعازل.
مصطفى البرغوثي: المصالحة يجب أن تسبق كل الحلول ودعا البرغوثي إلى ضرورة تغليب المصلحة العامة والوطنية على المصالح الضيقة والخاصة وأن يتم التسريع في تطبيق اتفاق المصالحة والذهاب برؤية فلسطينية موحدة للحل والتعامل مع دول الجوار.
وقال إن مخطط التذرع بالانقسام وفصل غزة عن الضفة هو مخطط إسرائيلي مكشوف، ولكن للأسف هناك من الأطراف الفلسطينية من يتعاطى معه باندفاع نحو مصالح حزبية أو خاصة.
وأضاف البرغوثي أن الانفاق لم تكن يوماً الحل وفتح معبر رفح بشكل يستثني الطرف الفلسطيني الآخر يهدد مستقبل القطاع.
وقال: أعتقد أن المصالحة ومن ثم الذهاب إلى الانتخابات العامة هي المخرج الوحيد لكل هذه التشابكات والإشكاليات التي أفرزها الانقسام ولاتزال آثارها قائمة وتأتي كل مره بشكل جديد.