أصدرت الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة كتاب "محمود درويش حالة شعرية" للناقد الدكتور صلاح فضل، الذي يتناول فيه السيرة الحياتية والشعرية للشاعر الفلسطيني والعربي الأشهر وذلك في الذكرى الرابعة لرحيله. يقول صلاح فضل في مقدمة الكتاب "سيظل الشاعر الراحل محمود درويش حالة شعرية متفردة تستحق التأمل مليا في سياقاتها الإبداعية والنصية"، لافتا إلى أن حياة درويش كانت تمثل مأزقا وجوديا محكوما بتفاصيل حالته الشعرية، وأنه عاش موزعًا بين الأزمنة والأمكنة والقصائد.
ثم يرسم فضل في المقدمة أيضا سيرة تكوينية للشاعر محمود درويش تتضمن مولده في قرية "البروة" بفلسطين عام 1941 لأسرة ريفية بسيطة ما يلبثون أن يوجهوا نكبة 1948 فينزحوا إلى لبنان ثم يعودن إلى فلسطين مرة أخرى ويكمل محمود درويش تعليمه الثانوي ثم يرحل إلى حيفا عام 1960 .
ويشير الناقد صلاح فضل إلى نقطة مهمة وهى ارتباط محمود درويش بمنظمة التحرير الفلسطينية وشغله منصب رئيس تحرير مجلة " شئون فلسطينية" ويوكل إليه الزعيم ياسر عرفات تأسيس مجلة ثقافية هي "الكرمل" ومن ثم يصبح محمود درويش الشاعر الأثير عند الزعيم ياسر عرفات ويتولى درويش رئاسة المجلس الأعلى للثقافة والإعلام في فلسطين عام 1987.
ويؤكد فضل أن الشاعر محمود درويش استقال من هذه المناصب بل رفض تولي وزارة الثقافة في السلطة عقب توقيع اتفاقية "أوسلو". ويستهل الكاتب الفصل الأول من الكتاب وعنوانه "شعرية العشق" ويتناول فيه دراسة تطور شعر محمود درويش وأنه بدأ شاعرا غنائيا حسيا تأثرا بأستاذه "نزار قباني" ولكنه طمح بعد ذلك في كتابة القصيدة الملحمية غير أن شروط هذا الشعر لم تعد تتوافر في العصر الحديث لذلك اكتفى درويش بممارسة القصيدة الدرامية المتعددة الأصوات.
ويشير الكاتب إلى أن ارتباط درويش بقضية فلسطين ومأساة شعبه جعله لا يتبع الأسلوب التجريدي الذي استشرى عند شعراء الحداثة في ذلك الوقت والذي هو عبارة عن غياب الموضوع والبعد عن تمثيل التجارب الواقعية المباشرة التي يتعرف عليها القارئ.