قال الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية: "أن الدين الإسلامي في ظله نعرف كيف نكون لبعضنا أخيارا، و في ظله نعرف كيف نكون لبعضنا أعوانا، و في ظله نعرف كيف نكون مع بعضنا أخوانا، و في ظله نعرف كيف يعيش العالم في سلام"، مشيرا إلي أن الدين الإسلامي فيه كل ما يحتاج المرء إليه. كما أضاف السيد رئيس الجمهورية من خلال خطابه بمناسبة ليلة القدر اليوم :" نحن نسعى جميعا إلي الاستقرار و الأمن و الأمان، و النهضة و التنمية، و نسعى كي ننتج لكي نأكل من عمل أيدينا، و لنتقن ما نفعل في كل المجالات"، معربا عن تفاؤله من المستقبل، مؤكدا أن الجميع يتحرك نحو الغد الأفضل.
و قال : " لا تقلقوا لأن الله يرعي هذه الأمة ليست بيدي أو بيد غيري و أنما بإرادة الله، و لا تقلقوا أذا علا صوت بسلبيات أو باطل أو بجهل أو بنية صالحة و لكن بفهم ضيق، فان ضيق الصدور يأتي من ضيق الرؤية"، مطالبا الجميع بالنظر لكتاب الله في ليلة القدر، و تابع القول بقول الله تعالي : "لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سامعون لَهُمَْ", رافضا الاستماع إلا للأصوات و الآراء التي تقرب الجميع من بعضه، و يرضي الله و تعلي المصلحة العليا لهذا الوطن".
و ذكر : " ما اتخذته اليوم من قرارات، لم أوجهه أبدا لأشخاص أو إحراج مؤسسات، و لا يمكن أن يكون هدفي تضييق علي حرية، لمن خلق الله أحرارا"، مشددا علي الوفاء لمن كان أوفياء، و أنه قصد مصلحة الأمة و الشعب.
و أوضح : " أن من أرادة الله أنه دل هذه الأمة علي طريق السلم و الخير، فما أريقت دماء بفضل الله، و ما تناحرت أو تشاجرت أو تباغضت و أنما توافقت و تعاونت و أتحدت"، مستدلا بقول الله تعالي : " و تعاونوا علي البر و التقوى و لا تتعاونوا علي الإثم و العدوان"، و تابع القول : " بإرادة الله سبحانه و تعالي و بإرادة هذا الشعب الذي هو في الإسلام مصدر السلطة، وليت عليكم و ليس بخيركم" ، مطالبا من الشعب أن يعينوه بقوة حتى يتحقق مستقبل أفضل لأبناء الشعب، مؤكدا وجود تحديات كثيرة تواجه الأمة.
و دعا الجميع أن يتيقظ لهذه التحديات، و قال : " أعلموا أيها الأحباب أنه طال رقاد هذه الأمة و طال عدوان أعداءها عليها، فقد همشت و أخرجت من معادلة التاريخ بكل أسف"، موضحا أن الأمة قد عادت بثورته المباركة و برغبة الشعب و بتوفيق الله الجامعة و المانعة الذي لا يعجزوه شيء في الأرض أو في السماء.
و تابع القول: " أن الأمة تحتاج إلي وعي أبناها و فهم رجالها و نساؤها و عمل أبناها الجاد و المستمر و التضحية أكثر مما تحتاج إلي مطالب ، مضيفا : " ليس لي حقوق، و أنما علي وجبات أوديها و أسال الله أن يوفقني في ذلك، و إن يوفقكم جميعا لنكون عونا لهذا الشعب لكي تمضي".
كما وجه الشكر و التقدير و العرفان لرجال القوات المسلحة، و أنه يريد لهم الخير، و يريد أن يتفرغوا لما أسماها "المهمة المقدسة" و هي حماية الوطن، و يريد لهم علو الهمة و القدرة علي اتخاذ القرار و الاستقلالية فيه، مشيرا إلي أنهم في القلب، نافيا أن تكون قرارات اليوم هي لتهميش أحد أو ظلم أحد و لكن لنمضي لأفاق و أجيال و دماء جديدة طال انتظارها.
كما قال أيضا :" أنا أريد أن أخبركم جميعا، بأن في مصر رجال في الشرطة كرام و أقوياء و مخلصون و يحبون وطنهم و يحرصون علي مصلحته، و هم في قلبي و بين يدي، و مسئول عنهم، كما القوات المسلحة كما هذا الشعب في القلب لكي تنهض الأمة".
و شدد علي ضرورة أن يكون الدعاة و الشيوخ أن ينقلوا للناس الخير و إن ينقلوا الحقائق و أن يجعلوهم أن يثقوا في الله دون خوف أو تردد، و أستدل بقول الله تعالي: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً "، مطالبا من الشيوخ و الدعاة أن يعلموا الناس أصول الإسلام و أصول التعاملات.
و قال : " لا نسمح لأحد أبدا أن يهدد أوطاننا، أو أن يعبث بأمنها، أو أن يحاول أن ينشر بعض الأمور التي تهز صورة هذه الأوطان، فلن نسمح بذلك مهما كانت التكاليف و الوسائل الشرعية و القانونية", مؤكدا ان الحملة المكونة برجال الشرطة و رجال القوات المسلحة التي يقودها في سيناء بنفسه، لا يمكن أن تكون ضد المواطنين الأمناء و الشرفاء بسيناء و لكنها ضد من بغي و طغي و تأمر ، مشيرا إلي أنه لا تأخذه فيهم شفقة، و أنه سيمضي بكل قوة، و أن لديه ما يستطيع أن يتخلص من بقايا الجيوب الإجرامية، و أنه لا ينام الليل هادئ البال حتى يستقر أبناء سيناء، مشيرا إلي أن الشرطة و الجيش استطاعت الوصول للعديد من البؤر الإجرامية، التي أعتبرها خيط لباقية الإرهابيين، وذكر قول الله تعالي : " و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"، معلنا للعالم أن الأمة صاحبة رسالة سلام.
كما قال : " لا أريد أن أنظر للخلف أو أسفل الأقدام، و إنما أقول لكم ما تعرفون ما وقع من نزيف و استنزاف لخيرات هذا الوطن"، مطالبا الجميع بالتعاون لوقف هذا النزيف من خلال أعادة حركة عجلة الإنتاج، مشيرا إلي أنه يعلم مشاكل هذا الوطن و أنه سيعمل علي حلها، و أنه لا مجال للمقصرين في هذا الوطن في جميع القطاعات.
و شدد علي ضرورة تنمية بالقطاع الخاص و العام و الاهتمام بأصحاب الحرف و المشاريع الصغيرة، مضيفا أن قطع الطريق جريمة لأنه يعطل الإنتاج و أنه لن يقبل بذلك، معربا عن أسفه لمن لديه مظلمة و لم يستمع إليها، و إن من مسئوليته الحفاظ علي الأمن و الاستقرار و توفير احتياجات هذا الشعب.
كما هنأ الشعب المصري علي الصيام و التعبد و قراءة القران في شهر رمضان، كما طالب من الجميع إن يساعدوا الفقراء.