علقت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم السبت على الهجوم الذي شنه شخص يرتدي زيا عسكريا أفغانيا بجنوبأفغانستان وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين،حيث رأت صحيفة"واشنطن بوست "أن هذا الهجوم كان مدمرا على نحو خاص بسبب حجم نطاقه والقوات الأمريكية التي استهدفها. وذكرت الصحيفة -في سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني أن القوات الخاصة الأمريكية تنتشر في كافة أرجاء أفغانستان من أجل القيام بعمليات أمنية تعيد الاستقرار لقرى أفغانستان وهي العمليات التي تستلزم تدريب ضباط الشرطة المحلية،الذين انتمى أغلبهم في السابق إلى حركة طالبان ويجيدون التعامل مع الخصومات القبلية الشرسة.
وأشارت إلى أن هذا الهجوم،الذي يعد الثالث من نوعه خلال هذا الأسبوع،أودى بحياة هؤلاء الجنود الأمريكيين بينما كانوا في طريقهم للقاء زعماء قبائل أفغان في منطقة "سانجين" من إقليم "هلمند" الجنوبي.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حركة طالبان قاري يوسف أحمدي قوله إن أسد الله الذي أقر العديد من الضباط الأفغان بأنه الضابط الذي شن هذا الهجوم ذهب مسرعا إلى مقر الحركة عقب هروبه من موقع الهجوم.
وتعليقا على الحادث أعرب عدد من المسئولين الأمريكيين عن اعتقادهم بأن العديد من هذه الهجمات لم يتم تنفيذها من خلال تسلل مقاتلي طالبان بل نفذت نتيجة لوجود خلافات شخصية.
ومن جانبها،قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن محصلة هذا الهجوم هي الأحدث في حصيلة القتلى من جنود التحالف الذين قتلوا على يد القوات الأفغانية،مشيرة إلى أن واحدا من بين 10 جنود من قوات التحالف تقريبا قتلوا حتى الأن منذ بداية العام الجاري إثر هجمات شنها نظرائهم الأفغان وأضافت الصحيفة -في سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني- أن هجوم الأمس تميز عن غيره من الهجمات نظرا لأن خسائره وقعت في صفوف الجنود العسكريين التقليديين وليست في صفوف النخبة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية،حيث أنهم يمارسون مهامهم في وحدات صغيرة ويعتبرون علاقاتهم الوطيدة بنظرائهم الأفغان بمثابة حماية لهم في وجه الهجمات. ونوهت إلى أن القوات البريطانية خسرت هي الأخرى ثلث ضحاياها في أفغانستان أثناء محاولتها إعادة الاستقرار لمنطقة "سانجين"،التي تعد معقلا لمتمردي طالبان في جنوبأفغانستان،وذلك قبيل تسليمها لهذه المهام إلى القوات الأمريكية في أواخر عام2010. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القوات الخاصة الأمريكية تبذل جهودا مضنية من أجل بناء قوات شرطة محلية أفغانية ومجموعات مسلحة في قتالها للمتمردين في المناطق النائية بالبلاد.