المسبار "كيريوسيتي" يتوجه بأقصى سرعة إلى المريخ

من المقرر أن يصل مسبار الفضاء الأمريكي "كيريوسيتي" إلى سطح كوكب المريخ الاثنين بعد رحلة استمرت أكثر من ثمانية أشهر، والمسبار عبارة عن مركبة فضائية تشبه سيارة على هيئة روبوت يعمل كمختبر فضائي متنقل.
وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن يتم هبوط المسبار وهو الأكثر من نوعه كلفة في تاريخها حتى الآن - هبوطاً سلساً.
وقالت الوكالة الجمعة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن المسبار يقترب من الكوكب الأحمر بسرعة هائلة ولم يعد يبتعد عن المريخ إلا بمقدار 800 ألف كيلومتر.
وينطلق المسبار بسرعة تصل إلى 13 ألف كيلومتر في الساعة, ترتفع في المرحلة الأخيرة من المسافة إلى ما يقارب 21 ألف كيلومتر في الساعة بفعل
جاذبية المريخ.
ومن المقرر أن تكون لحظة الهبوط هي السابعة وواحد وثلاثين دقيقة بتوقيت وسط أوروبا الاثنين الموافق السادس من أغسطس الجاري.
ووصل التوتر إلى ذروته في الوقت الحاضر بين مهندسي "ناسا"، حيث يقول آدم شتيلتسنر الذي وضع تصور هبوط المسبار مع فريق من الخبراء في حديث لمحطة "إن بي آر" الإذاعية الأمريكية: "هذا اختبار لمنتج أنفقت فيه تسعة أعوام من عمري", مضيفا "وهذا ما يجعلني بطبيعة الحال في كامل العصبية".
وسوف تؤدي المظلة الملحقة بالمسبار بمساعدة رافعة خاصة إلى تثبيت المسبار وهو معمل بحثي دوار في حجم سيارة خاصة خلال سبع دقائق بعد وصوله إلى غلاف المريخ.
ولم يسبق إعداد مناورة هبوط مثل التي سيتخذها هذا المسبار في تاريخ الرحلات الفضائية من قبل, حيث كان المسباران السابقان مثلا "سبيريت" و "أوبورتيونيتي" خفيفي الوزن ما سهل عملية هبوطهما على ظهر المريخ.
وسيتجه المسبار للهبوط على فوهة "جيل" وهي من أكثر النقاط عمقاً على سطح الكوكب الأحمر.
ويتوقع خبراء "ناسا" أن تكون كميات من المياه وجدت في هذه الفوهة من قبل ما ربما يكون دليلا على وجود حياة في السابق على ظهره.وصلت تكاليف هذه المهمة الفضائية إلى 1.9 مليار يورو , وهي الأعلى تكلفة من نوعها في تاريخ "ناسا" حتى الآن.يمكث المسبار "كيريوسيتي" حوالي عامين كاملين على ظهر المريخ في محاولة لتعقب آثار وجود آثار لحياة ما على هذا الكوكب.يحمل المسبار حفارا من التيفلون على هيئة ذراع طوله متران بإمكانه أخذ عينات تنقل إلى داخل المسبار لتحليلها وتحديد المكونات الكيميائية والمعدنية فيها، طبقاً لما ورد بوكالة "الأنباء الألمانية".
وتشارك تسع من دول العالم في تمويل هذه المهمة التي تعتبر الأرقى علمياً والأكثر تعقيداً في تاريخ الفضاء.
وقد أطلق المسبار في السادس والعشرين من نوفمبر 2011, وله ست عجلات للحركة ويصل وزنه إلى 900 كجم.