تعددت الإشاعات بشأن اختيار وزير الأوقاف قبيل التشكيل الوزاري، فتارة يطرح لنا من ينتمي إلى الدعوة السلفية، وأخرى أزهري غير مرغوب في ولايته، وممن أشيع ذكرهم من أبناء الدعوة السلفية الدكتور محمد يسري، الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، وأيضاً الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، بينما أعلن في التشكيل الوزاري الجديد، الدكتور طلعت عفيفي ،وزيراً للأوقاف. هذا وقد أُستبعد العبد، إثر هجوم شديد عليه من قبل الجمهور وبعض العاملين بالأوقاف والأزهر، قائلين أنه من رجال النظام السابق وأنه يمشي على خطى مبارك التي لم تعد تصلح، وهذا ما أكده مصدر مسئول ل "محيط"، كما استبعد ممثل الدعوة السلفية يسري، بعدما أثيرت ضجة بشأنه وأن الأغلبية تريد أن تنشر الفكر الوهابي يمصر.
عمت حالة من الارتياح وزارة الأوقاف ومشيحة الأزهر، بعد اختيار الدكتور طلعت عفيفي وزيرا للأوقاف، وأكد مصدر أزهري ل "محيط"، أن عفيفي لا ينتمي للفكر المتشدد، مبينا أن جميع مؤلفاته شاهدة على انتمائه للمنهج الأزهري والفكر الوسطى المعتدل.
هذا وقد استقبله اليوم، فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالمشيخة، في أول مقابلة رسمية له بعد تولِّيه حقيبة الوزارة، ورحَّب فضيلة الإمام الأكبر خلال المقابلة بوزير الأوقاف الجديد متمنياً له التوفيق في مهمته معربا عن الاستعداد للتعاون الدائم مع وزارة الأوقاف بشأن كل ما يخدم الإسلام والمسلمين، حيث تم استعراض دور وزارة الأوقاف خلال المرحلة المقبلة. وأكد وزير الأوقاف خلال المقابلة انتمائه للأزهر الشريف ولوسطيته، وتصميمه على الاستمرار في السير على هذا الخط الذي درسه وتربَّى عليه في الأزهر، وعلى أن يظلَّ خط وزارة الأوقاف في الدعوة في المساجد متمسكا بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالوسطيَّة والاعتدال. كما أكَّد عفيفي ضرورة التعاون مع الأزهر الشريف والتواصل والتنسيق الدائم معه؛ لتحسين أحوال الأئمة والدعاة، والنهوض بقطاع الأوقاف والدعوة، وبالخطاب الإسلامي في هذه المرحلة الراهنة من حياة الأمة، والحفاظ على تماسكها ووحدتها.
كما أكد مصدر مسئول ل "محيط " أن الإمام الأكبر، د أحمد الطيب كان على علم باختيار عفيفي وزيراً للأوقاف وبارك ذلك وأيده.
وكان قد ولد، طلعت عفيفي سالم، بمحافظة الجيزة فى 20 ديسمبر 1953، ووالده الشيخ محمد عفيفي من قراء ومحفظي القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وتلقى تعليمه بالأزهر الشريف بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، ثم التحق بالأزهر بالمرحلة الإعدادية سنة 1968 وكان ترتيبه السادس على مستوى الجمهورية في الشهادة الإعدادية الأزهرية 1971 والثامن على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية 1975، والتحق بكلية أصول الدين بالقاهرة حتى تخرج فيها عام 1979 من قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
واصل دراسته العليا بكلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، ونال من القسم شهادة التخصص «الماجستير» بتقدير ممتاز، وكان موضوعها «منهج الإسلام في معالجة دوافع السلوك الإنساني»، ثم حصل على شهادة الدكتوراه من نفس القسم سنة 1986 بمرتبة الشرف الأولى، وكان موضوعها «القصة في السنة النبوية، وأثرها في مجال الدعوة الإسلامية».
عُين فور تخرجه معيدا بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة سنة 1979، وترقى بها حتى حصل على درجة الأستاذية سنة 1997، وتولى رئاسة قسم الثقافة الإسلامية، ثم عمادة الكلية لمدة أربع سنوات وعدة أشهر، من فبراير 2001 حتى مايو سنة 2005.
وتعددت دراساته، فدرس في معاهد الدعوة التابعة للجمعية الشرعية بمصر وغيرها، ويباشر إلقاء الخطب والدروس بالعديد من المساجد داخل مصر، وله برامج تليفزيونية، كما يشرف على العديد من مدارس القرآن الكريم للنوعين، وتخرج في تلك المدارس العديد من الرجال والنساء ممن وفقهم الله لحفظ القرآن الكريم.
ويشغل منصب الوكيل العلمي للجمعية الشرعية بجمهورية مصر العربية، كما يتولى رئاسة جمعية رحاب القرآن المشرفة على دور الأرقم لتحفيظ القرآن الكريم.
له برامج ثابتة في إذاعة القرآن الكريم، ويُستضاف في البرامج الإسلامية التي تقدمها القنوات الفضائية كقناة الرحمة وقناة الحكمة وغيرهما.
سافر مبعوثا إلى جمهورية باكستان الإسلامية، وعمل أستاذا بالجامعة الإسلامية العالمية لمدة ست سنوات من سنة 1991 إلى سنة 1997، وزار الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، وتنقل بين أكثر من دولة خطيبا ومحاضرا في المساجد والمراكز الإسلامية.
ومن مؤلفاته: أخلاق الدعاة إلى الله بين النظرية والتطبيق، أدب الاختلافات الفقهية وأثره في العمل الإسلامي المعاصر، إعداد الخطيب بين الموهبة والتدريب، آفات السهر ومنافع البكور، التعليم بين النظرة الإسلامية والنظرة الغربية، الدعاة وعلوم اللغة العربية، الطريقة المنهجية في إعداد الأبحاث العلمية، العلماء بين التوقير والتطاول، القصص الصحيح في السنة النبوية، المبادئ الأساسية في القواعد النحوية، المسلمون وداء الفرقة، تأملات في فقه الدعوة، تحفة الأحباب في التداوي بالأعشاب، دليل الهداة – دراسة تمهيدية حول الدعوة والدعاة، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين المادحين والقادحين، صفحات مشرقات من حياة الصحابيات، فضل حفظ القرآن الكريم وتحفيظه والوسائل المعينة على ذلك.