غزة: في الوقت الذي تتواصل فيه الاستعدادات الإسرائيلية لاعتراض سفن تحمل مساعدات لقطاع غزة المحاصر ومنعها من الوصول الى القطاع فيما يعرف باسم "أسطول الحرية" ، دعت الاممالمتحدة الى ضبط النفس بعد التهديدات الإسرائيلية. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الاممالمتحدة في بيان: "فهمنا من الانباء ان اشخاصا جمعوا عددا من السفن التي تحمل المواد لقطاع غزة وسيسعون الى تسليم هذه المواد مباشرة بحرا الى القطاع". واضاف: "نحث بقوة كافة الاطراف على التصرف بحذر ومسؤولية والعمل من اجل التوصل الى حل مرض". وجدد نيسيركي معارضة الاممالمتحدة "لاغلاق قطاع غزة" كما اعرب عن "القلق بشان عدم كفاية تدفق المواد من خلال نقاط العبور الشرعية لتلبية الاحتياجات الاساسية والبناء في اعادة الاعمار واحياء الحياة الاقتصادية". وقال ان المنظمة الدولية تواصل حث السلطات الاسرائيلية على "تسهيل عمليات عبور بشكل اكبر من خلال المعابر الشرعية لتلبية الاحتياحات الماسة في غزة". في المقابل ، ذكر التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية ان خطة الجيش للسيطرة على السفن التي تحاول كسر حصار غزة تشتمل على عدة مراحل بقيادة قائد سلاح البحرية الاسرائيلي وباشراف وزير الحرب ايهود باراك. وقال المراسل العسكري للتلفزيون الاسرائيلي ان الخطة تشمل توجيه نداءات عبر اجهزة الاتصال للسفن بعدم الاقتراب من شواطئ غزة فيما ستحلق طائرات مروحية وسفن كثيرة في المنطقة. وتشمل المرحلة الثانية على اوامر اقتحام السفن يصدرها قائد سلاح البحرية الاسرائيلي يتم بعدها نقل من يرغب العودة الى بلاده بالطائرات فيما سيتم اعتقال عدد اخر في مراكز اعدت خصيصا لذلك. وزعم التلفزيون الاسرائيلي ان منظم الرحلة البحرية الرئيسي هو فلسطيني باسم "قاسم مصالحة" كان يقود حركة حماس بالضفة المحتلة وهرب الى لندن في فترة سابقة. ومن المقرر ان يبدأ أسطول الحرية بالتحرك خلال الساعات القليلة القادمة حيث بدأت الوفود بالتحرك باتجاه السفن تمهيداً للانطلاق صوب قطاع غزة. واعلنت قبرص اعتزامها منع الأسطول العبور والتجمع في مياهها اٌلإقليمية، وهو ما سيعيق الأسطول في طريقه الى القطاع، ويتسبب بتغيير مساره، كما منعت السلطان القبرصية احد السفن القبرصية من المشاركة في الأسطول. وأبدت اسرائيل رضاها التام من القرار القبرصي وأعلنت انها اجرت اتصالات مكثفة في الأيام الأخيرة مع اليونان وتركيا وقبرص وايرلندا لإفشال الأسطول. وشدد القائمون على أسطول الحرية، مساء الخميس، على أنهم عازمون للوصول إلي قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام رغم التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باعتراض الأسطول. وقال المتضامنون، في بيان صحفي حصلت وكالة الانباء الفلسطينية "سما" على نسخة منه، إنه لا يحق للجانب الإسرائيلي اعتراض أسطول الحرية بأي شكل من الأشكال، مشيرين إلى أن سيعتبر قرصنة يحاسب عليها القانون الدولي. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة مساء الخميس ان وزير الحرب الإسرائيلي أجرى خلال الساعات الأخيرة مكالمات هاتفية مع عدد من وزراء خارجية الدول التي تقف وراء قافلة السفن المتجهة إلى قطاع غزة . وقالت الإذاعة على موقعها الالكتروني ان باراك وصف هذه المبادرة باستفزاز إعلامي وسياسي بعيدا عن تقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع . وأعرب باراك عن استعداد إسرائيل لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع برا مؤكدا ان آلاف الأطنان من البضائع والمؤن تدخل يوميا القطاع وانه لا توجد أزمة إنسانية في القطاع ، على حد زعمه. من جانب آخر أعلن سلاح البحرية الإسرائيلي إتمامه إنشاء معتقل من الخيام في ميناء اشدود إستعداداً لإمكانية إعتقال 800 مشارك في أسطول الحرية لرفع الحصار عن قطاع غزة. نقلت وسائل اعلام عبرية أن سلاح البحرية والجيش أتم استعداده بناءً لقرار المجلس الأمني المصغر لمنع وصول الأسطول إلى غزة. وأضافت أن موظفين من وزارة الداخلية وشرطة الهجرة سيقومون بنقل النشطاء المعتقلين من ميناء اشدود إلى مطار بن غوريون لترحيلهم بعد التحقيق معهم. ولن تقتصر مواجهة الأسطول على الإعتقال، بل أقر المجلس الأمني المصغر سلسلة استعراضات اعلامية منها اقامة معرض لصواريخ القسام التي سقطت في البلدات الاسرائيلية ونثر رسائل للجندي الأسير جلعاد شاليط في الهواء ونشر مجندات باللباس الأبيض في ميناء أشدود. وقال مصدر عسكري اسرائيل أمس انه في حال رفضت السفن العودة ادراجها فسيتم اعتراضها وجرها الى مرفأ اسرائيلي حيث سيتم استجواب الناشطين ثم اعادتهم الى بلادهم. وبعد الاعتراض "سيتم نقل الحمولة الى غزة عبر المعابر البرية" بين اسرائيل والقطاع. وانطلقت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة من ميناء أنطاليا ثلاث سفن تركية وعلى متنها ستمائة مشارك ومتضامن بالإضافة إلى سفينتي شحن محملتين بالمساعدات الإنسانية باتجاه غزة. ومن المقرر أن تلتقي هذه السفن ظهر اليوم في عرض البحر بالسفن التي انطلقت من اليونان ليتشكل بذلك أسطول الحرية ويتقدم نحو قطاع غزة. وقالت وكالات اغاثة انسانية ان الحصار المفروض على القطاع منذ سيطرة حماس عليه في العام 2007 يشكل عقابا لسكان القطاع المكتظ والبالغ عددهم 1,5 مليون نسمة. ويتكون أسطول الحرية من ثماني سفن، هي سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وسفينة شحن إيرلندية تابعة لحركة "غزة الحرة" وأربع سفن لنقل الركاب تسمى إحداها "القارب 8000" نسبة لعدد الأسرى في سجون الاحتلال، إلى جانب سفينة الركاب التركية الكبرى. ويُقلّ الأسطول مئات من المشاركين من أكثر من أربعين دولة بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، ومن ضمنهم عشرة نواب جزائريين. كما تحمل سفن الأسطول أكثر من عشرة آلاف طن من المساعدات الطبية ومن مواد البناء والأخشاب، ومائة منزل جاهز لمساعدة السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009.