أُعلن في تونس أمس أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أكد في لقاء مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي دعم واشنطن «اللامحدود» لبلده الذي انطلقت منه ثورات «الربيع العربي». وذكرت وكالة أنباء تونس إفريقيا أن بانيتا الذي يقوم بجولة في المنطقة، أكد خلال لقائه مع المرزوقي «دعم واشنطن اللامحدود لتونس في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية». وذكر الوزير الأميركي، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية، أن المقابلة مثّلت مناسبة لبحث «مسألة التعاون الأمني بين البلدين والآليات الكفيلة لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة خاصة في ظل حالة أللاستقرار التي تعيشها دولة مالي في الآونة الأخيرة». وتابع بيان الرئاسة أن بانيتا تحدث عن «نجاح التجربة الانتقالية في تونس كالنموذج الأمثل في الثورات العربية».
والتقى بانيتا أيضاً عدداً من المسئولين التونسيين بينهم رئيس الحكومة الإسلامي حمادي الجبالي ووزير الدفاع عبد الكريم زبيدي.
وكان بانيتا (رويترز) قال الأحد في الطائرة التي أقلته إلى تونس إن الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية على مدينة حلب تدق المسمار في نعش حكومة الرئيس بشار الأسد. وكان يتحدث في بداية جولة تستمر أسبوعاً للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال الوزير الأميركي إنه يتوقع أن تلوح الأزمة في سورية بشكل كبير خلال محادثات يجريها هذا الأسبوع مع زعماء إسرائيل والأردن.
وبدأ بانيتا جولته بزيارة تونس التي تعتبرها واشنطن نموذجاً للتغير الديموقراطي في الشرق الأوسط بعد ثورة شعبية أرغمت رئيسها السابق زين العابدين بن علي على الفرار من البلاد في 14 كانون الثاني (يناير) 2011 مشعلة موجة من الاضطرابات السياسية في أنحاء العالم العربي. وانتخبت تونس منذ ذلك الحين حكومتها في شكل هادئ متحدية تكهنات بأنها ستهوى في حال من الفوضى في حين تم حل الشرطة السرية التابعة لبن علي وحظيت وسائل الإعلام الإخبارية بحريات غير مسبوقة. ومع ذلك قال بانيتا إن تونس لديها بواعث قلق متنامية في شأن كيفية التعامل مع التهديد الذي يمثّله تنظيم «القاعدة» وكيفية حماية حدودها.
وذكرت «رويترز» أن من المتوقع أن تتضمن زيارة بانيتا لإسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع مناقشات حول التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني وستأتي الزيارة في أعقاب زيارة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني الأحد. وقال مساعد لرومني في وقت سابق الأحد إن رومني سيؤيد أي قرار إسرائيلي باستخدام القوة لمنع إيران من صنع سلاح نووي. وامتنع رومني نفسه عن تكرار تلك التصريحات عندما سئل في شأنها في مقابلة مع محطة «سي بي اس».
ورفض بانيتا التعليق على تصريحات مساعد رومني لكنه أشار على ما يبدو إلى أن أي هجوم إسرائيلي على إيران ليس أمرا مفروغاً منه.
ومن المتوقع أن يتوجه بانيتا بعد زيارته لتونس إلى مصر لإجراء محادثات مع الرئيس الجديد محمد مرسي والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقال بانيتا إنه سيحض الحكومة المصرية على أتمام الانتقال إلى الحكم المدني الكامل وإقامة «ائتلاف موسّع قدر الإمكان» داخل الحكومة.