(رويترز) - اتهم جنوب السودان يوم السبت السودان بقصف أراضيه على طول الحدود المتنازع عليها وعلق المحادثات المباشرة مع الخرطوم بشأن قضايا النفط والأمن ولكن الخرطوم نفت الاتهام. وانفصل البلدان سلميا في العام الماضي بمقتضى اتفاقية السلام المبرمة عام 2005 التي أنهت عقودا من الحرب الأهلية. لكن العديد من القضايا مازالت باقية دون حل وكاد البلدان يدخلان حربا شاملة في ابريل نيسان بعد تصاعد الاشتباكات على الحدود.
وقال فيليب اقوير المتحدث العسكري باسم جنوب السودان أن طائرات حربية سودانية قصفت منطقة روماكر بولاية شمال بحر الغزال صباح الجمعة.
وأضاف "أصيب اثنان بإصابات طفيفة. حدث القصف في الساعة الثالثة و25 دقيقة صباحا والناس نيام".
وقال جنوب السودان انه سيعلق المحادثات المباشرة المقرر لها يوم الأحد في اديس ابابا. وكانت المفاوضات التي بدأت الأسبوع الماضي أنعشت الآمال بالتوصل إلى حل عن طريق التفاوض لإنهاء القتال.
وقال عاطف كير المتحدث باسم فريق مفاوضات جنوب السودان "علقنا المحادثات الثنائية المباشرة بسبب عمليات القصف من جانب الخرطوم".
وقال أن أي محادثات أخرى في العاصمة الأثيوبية ستجري فقط تحت إشراف لجنة من الاتحاد الأفريقي ولن تكون مباشرة. وأضاف "لن نحضر أي محادثات مباشرة بينما يقصفون أراضينا".
ونفي السودان أن يكون قصف أراضي جاره الجنوبي قائلا انه استهدف متمردين داخل أراضيه. وقال أن متمردين من حركة العدل والمساواة عبروا الحدود من الجنوب ودخلوا دارفور في غرب السودان.
والحركة جزء من تحالف متمردين يريد الإطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير وتقول الخرطوم انه يلقى دعما من جنوب السودان. وتنفي جوبا ذلك.
ونقلت وكالة السودان للإنباء عن مسؤول في وفد السودان في اديس ابابا قوله أن قوات الجيش السوداني تعاملت معهم داخل الأراضي السودانية وإنها لم تنتهك أراضي جنوب السودان.
وقالت الوكالة أن السودان مستعد لمواصلة المحادثات المباشرة.
والتقي الرئيس السوداني عمر حسن البشير مع نظيره الجنوبي سلفا كير الأسبوع الماضي على هامش قمة الاتحاد الإفريقي وهو أول اجتماع بينهما منذ تفاقم القتال الحدودي في ابريل نيسان.
وتواجه الدولتان تهديدا من الأممالمتحدة بفرض عقوبات ما لم يسويا بشكل سلمي خلافات بشان الحدود والنفط والأمن في موعد قاصاه الثاني من أغسطس آب.
وابدى مجلس الأمن بالفعل قلقه لتأجيل المفاوضات.
ويتبادل كل من البلدين الاتهامات بدعم متمردي الجانب الأخر وتحتدم الخلافات بينهما بشأن الأموال التي يجب أن يدفعها جنوب السودان رسوما لصادرات النفط عبر خطوط الأنابيب في الشمال.
وأوقف جنوب السودان إنتاج النفط في يناير كانون الثاني وهو ما يعني خسارة 98 في المئة من إيرادات هذه الدولة الوليدة.
ويصعب التحقق من مزاعم الجنوب بشأن هذه الهجمات لتعذر دخول المنطقة الحدودية النائية رغم أن مراسلي رويترز شاهدوا من قبل العديد من عمليات القصف لأراضي الجنوب.