بالفيديو.. أعضاء كنيست يعتدون على "الزغبي" بالضرب القدسالمحتلة: تجاوز الخلاف داخل الكنيست الإسرائيلي أثناء تناول مهاجمة قوات الاحتلال الإسرائيلي لقافلة "أسطول الحرية" حدود "النقاش الصاخب" أو "الجدال المحتدم" لتصبح الجلسة التي أدلت خلالها النائبة حنين الزغبي بشهادتها حول أحداث الهجوم واحدة من أعنف جلسا ت الكنيست منذ سنوات . وسجلت الجلسة الأربعاء رقماً قياسياً جديداً من حيث التحريض على النائبة حنين الزغبي من "التجمع الوطني الديموقراطي"، لتتصاعد الأمور إلى حد الاعتداء عليها جسديًا. وبعد سماح رئيس جلسة الكنيست النائب كرمل شاما للنائبة حنين الزغبي بإلقاء كلمتها، وفق نظام الكنيست الذي يسمح لنائب إلقاء كلمة شخصية في حال تعرضه للهجوم من نواب الكنيست، اعترض نواب اليمين واليسار وحاولوا أن يمنعوا زغبي من إلقاء كلمتها. فيديو محاولة الاعتداء على حنين الزغبي وصعدت النائب أناستاسيا ميخائيلي من حزب "إسرائيل بيتنا" إلى المنصة وحاولت الاعتداء على الزغبي، لكن حرس الكنيست ونواب عرب منعوها من ذلك. وذلك بعدما ألقت عضو الكنيست عن حزب "الليكود" ميري ريجف كلمة هاجمت فيها حنين زغبي وأنهت كلامها بالحديث بالعربية: "روحي على غزة يا خائنة". وصرخ النائب جمال زحالقة من حزب التجمع، الذي تنتمي إليه الزغبي في وجه ميخائيلي، "ارجعي إلى روسيا" فيما كان حرس الكنيست يخرجون ميخائيلي من القاعة، وأعلن شاما عن وقف الجلسة لدقائق عدة حتى يهدأ النواب. وعُلِّقت الجلسة لبضع دقائق، وحاول شاما إقناع النواب السماح لزغبي بالحديث حتى لا تكون فضيحة لما سمّاه "الديموقراطية الإسرائيلية"، وحاول إقناعهم بالقول: "أنا غاضب مثلكم، وأسمع منها كلاماً يثير حفيظتي، لكن علي أن أكتم غيظي وأستمع لها". ووصف عضو الكنيست يسرائيل حسون "كديما" النائبة زغبي بأنها "سافكة الدماء"، فيما خاطبها عضو الكنيست يوحنان بلسنر "كديما" قائلاً: "اذهبي إلى غزة وتحدثي هناك عن حقوق الإنسان". ورغم التحريض غير المسبوق، والشتائم ومحاولات الاعتداء، حافظت زغبي على هدوئها واعتلت المنصة وقالت: "أنا لن أرد على التحريض وعلى الشتائم والتأليب، لأنني ببساطة أحتقر هذه الأقوال ومن يقولها". وأضافت الزغبي: "عندما توجهت إلى منظمة الحرية لغزة للمشاركة في أسطول الحرية، لم أتردد للحظة ووافقت في الحال، لأن هذا واجبي السياسي والوطني والأخلاقي أن أشارك في أي نشاط لفك الحصار عن غزة".مضيفة:" أن حصار غزة غير قانوني وغير أخلاقي وغير أنساني. كل سياسي له مواقف أخلاقية يعارض الحصار، ومن له مواقف لا أخلاقية يؤيد الحصار". ووصفت الاعتداء على أسطول الحرية بأنه جريمة قرصنة مخالفة للقوانين الدولية. وطالبت بتأليف لجنة تحقيق دولية، وتساءلت: "لماذا تخافون التحقيق؟ لماذا تعارضون نشر الحقيقة؟ إذا كانت ادعاءاتكم صحيحة، فلم إذاً منعتم الصحافيين الذين كانوا على السفينة من التصوير ومن بثّ تقاريرهم؟ أنتم تدعون أنكم صورتم كل شيء، أين صور الشهداء، أين صور الجرحى، لماذا تخفونها؟". وقاطعها رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين قائلا "لا توجهي المواعظ للكنيست". ويشار إلى أنه في أعقاب الأجواء السائدة في الكنيست قررت رئاستها بوضع حراسة على الزغبي خلال تواجدها داخل مقر الكنيست تحسبا من اعتداء اليمين عليها. وكانت النائبة ميري ريجف، قد افتتحت النقاش في الكنيست بالقول إن "عضو الكنيست حنين زغبي هي خائنة ولا يمكنها الاستمرار في الخدمة بالكنيست وليس معقولا أن زعبي التي تتلقى راتبا من دولة إسرائيل تُستخدم كحصان طروادة". وقال النائب موشيه مطلون من "إسرائيل بيتنا" أن الجنود الإسرائيليين الذين هاجموا "أسطول الحرية" هم "أبطال حقيقيون ولأسفي أنهم تصرفوا من خلال ضبط النفس وأبقوا 9 أصوات فقط عائمين"، في إشارة إلى نشطاء قافلة الحرية الذين قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية. ورأى النائب أرييه إلداد من كتلة "الوحدة القومية" اليمينية المتطرفة أن "عرب إسرائيل هم أعداء الدولة" وأن "العلم الإسرائيلي هو أزرق وأبيض والدولة يهودية وإذا لم يعجبكم هذا فاشربوا بحر غزة"، والعبارة الآخيرة اعتاد أن يكررها الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وكان النائب محمد بركة، من الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، قد تحدث خلال الجلسة الصاخبة، على وقع مقاطعة من نواب اليمين واليسار. وأشار بركة إلى أن الحكومة الإسرائيلية "مجموعة قراصنة"، مضيفاً: "إن المسئولين الأساسيين عن جريمة القرصنة التي نفذها الجيش في عرض البحر ضد أسطول البحرية، وما تضمنت من قتل بدم بادر، هما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك". وأعرب بركة عن تضامنه مع معتقلي "أسطول الحرية" ووفد لجنة المتابعة العليا في السجن الإسرائيلي وطالب بإطلاق سراحهم. وخاطب أعضاء الكنيست قائلاً: "إنكم تتباكون على جنودكم، كأنهم هاجموا السفن بألعاب، لا بأسلحة نارية، إن من خطط لهذا الهجوم والإنزال ودفع جنوداً بأسلحة نارية، كان قد خطط مسبقاً للقتل، والنتيجة أننا رأينا عشرة قتلى، عشرة شهداء، في هذه الحملة الإنسانية". واضاف بركة: "هل تعتقدون أن العالم يبدأ بالمطلة وينتهي بإيلات، إذ لا يوجد أي نظام أو دولة تقف إلى جانب إسرائيل في هذه الجريمة ضد أسطول الحرية، وأنتم تسبحون ضد العالم كله وتلحقون ضررا بشعبكم.. العالم كله في مكان وأنتم في مكان آخر، اصحوا، فقد أصبح هذا هذيان". وقاطع النائب ميخائيل بن أري، الذي يدعو إلى طرد العرب، بركة قائلا "عندما نصحو، أنت لن تكون هنا"، لكن بركة الذي بدا شديد الغضب ضبط أعصابه وعندما نزل من المنصة عائدا إلى مقعده مر بقرب بن أري وقال له "أغلق فمك".