لقد قام الشعب بثورة من أجل الحرية و حذر مبارك من الفوضى، هل ما نعيشه الآن حرية أم هى الفوضى؟ أولا وقبل أى شىء لابد أن نعرف أن الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الانسان و انتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض.
و هى أيضا ان يفعل الانسان ...ما يريد ...بشرط عدم التعدى على حرية وحقوق الاخرين...
حرية انسان تنتهى عندما تبدأ حرية الآخر!...
أما الفوضى فهى بمنتهى الاختصار و الإيجاز "اللا سلطة" بكل ما تحمله هذه العبارة من معانى.
فحيث لا سلطة لأحد على أحد هنالك تجد الفوضى.
إذاً فالفوضى هى "مرحلة انفلات الحريات"
لقد تحررنا من قيود النظام القديم تماما و كل من يدعى أن النظام القديم لازال قائما فهو إما مغيب أو مغرض، فإن تابعى النظام السابق منتهى أحلامهم الآن هو اللحاق بركب النظام الجديد إن كان هناك نظاما جديد!، أو على الأقل الاختباء منه إن لم يستطيعوا اللحاق به. ولكن للأسف فنحن بصدد نظام ديكتاتوري جديد، له نفس آليات النظام القديم إلا أن من يعارضه لن يقف على عتبة المعارضة و لكنه سوف يدخل من باب الكفر.......!!
لم تعد هناك ضغوط لم تعد هناك قيود كل فرد يقول ما يريد وقتما يريد، بل يفعل ما يريد وقتما يريد، حتى انه قد يعد بفعل شىء و يفعل نقيضه بدعوى أن الظروف تتغير!!
ولكن هل هناك سلطات حاكمة الآن فى مصر؟ ماذا حدث للقضاء؟ ماذا حدث للشرطة؟ ماذا حدث للجيش؟ ماذا حدث للصحافة؟
أين الثوار أصلا؟ أين من قاموا بهذه الثورة؟ لو تفحصت قليلا الأمر لوجدت أن أكثر من نصفهم الآن يطلق عليهم "فلول" هذا اللفظ الإقصائى المقيت.
أين أهداف الثورة؟ بل الاعمق من ذلك أين هى تلك الثورة هل لازالت كما "يدعون" مستمرة؟
وإن كانت مستمرة فأين استمرارها بعد أن أصبح التحرير نفسه تابعا للنظام فبعد أن كان مكان الثوار احتله البلطجية ثم آلت ملكيته الى "المطبلتية".!!
ماذا ترى عزيزى القارىء لقد أصبح كل شىء فى مصر يؤخذ "بوضع اليد" و بفرض السيطرة
الإعلام، السياسة، اللجنة التأسيسية للدستور الجديد، نتيجة الانتخابات الرئاسية، حتى ميدان التحرير تم احتلاله بوضع اليد.!! لدرجة أن البعض هدد بحرق البلاد إن لم ينل ما يريد!!
ثم هل هى فوضى عفوية أم أنها موجهة و مدعومة من بلاد العم سام؟
هل هذه هى الفوضى الخلاقة التى دعت اليها كوندليزا رايس؟
وإلا فكيف أصبح الاخوان و الامريكان بمثل هذا التوافق الغريب و اللا منطقى؟
هل كان مبارك حكيما أم نحن الأغبياء؟
هل شعرتم من قبل أن مصر بها كل هذا الكم من الفرقاء؟ كيف و قد كنا بالأمس القريب أمة واحدة؟
هل نسير فى الطريق الصحيح نحو مصر قوية أم نحن فى طريق التقسيم الذى بدا من الجنوب من السودان؟
كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات وكلنا يعرف الإجابات ولكنها صعوبة الاعتراف بالفشل.